أم..
داخل بيتِ قديم عجوزٌ تشعل أعواد البخور، كل ليلةٍ تصِّر على فعل هذا رغم صدرها الذي لا يتحمَّل، توزع خفوت بصرها فوق ملامح الأشياء القليلة التي تشاركها الوحدة والسكون، كأنها تبحث عن شيءٍ تنتظره وتخشى ألا تراه حين يأتي، بعد وقتٍ طويل، وحينما تقارب أعواد البخور على الانتهاء، تخرج صورة الطفل الذي كان يحجب رائحتها وتحتضنها، رغم بكائها تبتسم وتقول لنفسها إن الملائكة لديها بالتأكيد أعواد بخورٍ كثيرة .
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب