ليست الأشياء بحد ذاتها هي التي تجعلنا سعداء أو تعساء، فكر الحسن بصوت عال، في حين كان صديقاه يراقبانه، وقد تمددا على أرائكهما..
إنما الفكرة التي نكونها عنها، وضروب اليقين الزائفة التي نعتقد بها.
إن البخيل يخبئ كنزه في موضع يجهله الجميع: يتظاهر بالفقر علانية ويستمتع سراً بغنى يعرفه وحده.
ثم يكتشف أحد جيرانه المخبأ ويأخذ الكنز..
فهل ذلك سيمنع الشحيح من التمتع بغناه، ما دام لم يدر بالسرقة؟
ثم إن فاجأه الموت قبل أن يدري بمصيبته، فسيلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يشعر بالسعادة لامتلاكه العالم!
والحال ذاته بالنسبة للرجل الذي لايعلم أن صاحبته تخونه.
فإن لم يكتشف ذلك، فسيتابع برفقتها تذوق اللحظات الساحرة.
ولنفرض أن زوجته الغالية كانت الإخلاص بعينه، لكن شفتين كاذبتين تتمكنان من اقناعه بعكس ذلك.. لامحالة آنئذ سيرزح تحت عذابات الجحيم.
إذن لا الأشياء ولا الوقائع الحقيقية هي التي تفصل بين سعادتنا وتعاستنا، إنما هي التصورات التي يقدمها لنا وعينا المتأرجح وحسب.
وكل يوم نتبين إلى أي حد تلك التصورات كاذبة وخادعة، إن سعادتنا لاترتكز على شيء راسخ.
وكم لنا من شكاوى لامبرر لها غالباً!
وأين الغرابة في ألا يكترث الحكيم بالسعادة أو الشكوى.. وأن يكون الأجلاف والحمقى وحدهم من يمكنهم التمتع بالسعادة!
مشاركة من abd rsh
، من كتاب