إن الخالق، ربما لرحمته بنا، أخفى علينا مستقبلنا ويوم مماتنا. وأنا لم أشأ أن أفعل شيئاً أخر.
أي كتب أن حياتنا على هذه الأرض أفضل بكثير من وهم! إن وعينا وحده يفصل بين ما هو حقيقي وما هو مجرد حلم.
فإن اقتنع فدائيونا عند استيقاظهم بأنهم ذهبوا إلى الجنة، فهم قد ذهبوا إليها فعلاً!
إذ بين الجنة الحقيقية والمزيفة، لايوجد أي اختلاف. فحيثما نعتقد بوجودنا في مكان ما، فنحن فيه حقاً.
ألن يكون نعيمهم، وملذاتهم وسرورهم نفسه إن هم ذهبوا فعلاً إلى جنان الله؟ إن أبيقور علَم بحكمته أن الهدف الأوحد للحياه هو الهروب من المعاناة والآلام، وذلك بالسعي قدر المستطاع نحو اللذة والرفاهية الشخصية.
من من البشر سيكون له نصير أكبر من سعادة أولئك الفدائيين الذين جعلناهم في الجنان! في الحقيقةّ إني لأعطي كل ما أملك لأكون مكانهم! آه! لو أني استطعت أن قنع نفسي أنا أيضاً، ولو لمرة واحدة، بحقيقة الخيرات المتوافرة في هذه الجنينة... وأتمتع بها!
مشاركة من abd rsh
، من كتاب