إن معرفة كاملة ونهائيّة ضربٌ من المستحيل لأن حواسنا قاصرة، ومع ذلك فهي الوسيلة الوحيدة القائمة بين عقولنا والموجودات من حولنا.
وهذا بالتحديد ما أكّده "بيثاغور" وسواه.
من أجل ذلك أتّهمهم الناس بالإلحاد. تلك هي حال العامّة في كل زمان ومكان.
الناس يخشون الشّك ويفضلون الأكاذيب على المعرفة مهما كانت إن لم تكن تستند إلى أساس متين.
لاسبيل لتغيير هذا الواقع. من أجل هذا يتحتّم على من يريد أن يكون نبيّاً الاعتماد على الخرافات والأباطيل.
لذلك تجد العاقل ينأى عنهم.
محمد كان يريد الخير للجميع، أجل، كان يريد لهم الخير، ولكنّه كان يعلم أنّ غباءهم غير قابل للعلاج فدفعته شفقته عليهم لوعدهم بالجنّة مقابل ما سيعانونه في هذه الدنيا.
لماذا إذاً بنظرك سمح لألافٍ من المؤمنين أن يموتوا من أجل عقيدته التي تستند إلى أسطورة؟
أظن أنه كان يعلم أنّهم سيقاتلون شاؤوا أم أبوا لأسباب أخرى أكثر تفاهه، فأراد أن يحقّق لهم قسطاً من السعادة في هذه الدنيا.
من أجل هذا استنبط موضوع لقائه بالملاك جبرائيل ومكالمته إياه، ولولا ذلك، لم يكن لأحدٍ أن يصدقه القول، وأن يعدهم بالثروات وكلّ المباهج بعد الموت، الأمر الذي حولّهم إلى رجال أشدّاء لا يقهرون.
مشاركة من abd rsh
، من كتاب