الناس بحسب استعدادهم للمعرفة، يتبوؤون مرتبة في هذا العالم، والرجل الذي يريد أن يقودهم عليه أن يحسب حساب تنوع كفاءاتهم.
فالكثرة من الناس في الماضي، كانت تطالب بأن يأتي الأنبياء بالمعجزات.
فكان يتحتم على الأنبياء ذلك إن هم أرادوا المحافظة على تأثيرهم..
كلما كان مستوى وعي جماعة ما منخفضاً، كلما كان الحماس الذي يحركها أشد و أعنف.
ولهذا قسمت البشر إلى معسكرين متباينين.
ففي الجانب الأول تقف حفنة من أولئك الذين يعرفون ما الذي يحدث، وفي الجانب الأخر هنالك حشد هائل من أولئك الذين لايعرفون شيئاً.
الأولون مهمتهم القيادة، والآخرون عليهم الانقياد.
الأولون بمثابة الأهل، والآخرون يمدون أيديهم نحوها.
فماذا يتبقى آنذاك أمام أولئك الأولين.. غير أن يقدموا لهؤلاء الآخرين الأساطير والترهات، والكذب والدجل؟ فليكن.
ومع ذلك فالشفقة وحدها هي التي تدفعهم لذلك. ولا أهمية للقصد، بما أن الخداع والمكر هما في جميع الأحوال لاغنى عنهما لمن يريد الأخذ بيد جموع الناس نحو هدف واضح أمام عينيه تعجز الجموع عن فهمه.
مشاركة من abd rsh
، من كتاب