عندما ينتفض الشعب المقهور ويحمل السلاح بما يعنيه من معاني الخلاص السحري ويقهر الموت منتصراً على خوفه منه يُلاحظ تغير في التجربة المعاشة والسلوك وهو على النقيض تماماً من مرحلة الرضوخ فبدل عقدة النقص تبرز عقدة التفوق والاستعلاء وبدل العجز والاستسلام تبرز عقدة الجبروت، وبدل انعدام المكانة تبرز عقدة الاستثناء، هذا الإنسان الذي حمل السلاح دون انتماء سياسي منظم وتثقيف كاف وفي كثير من الأحيان مع توفر هذين الأمرين يعوض عن نقصه بنوع من التفوق والاستعلاء على من حوله، يحس بشيء من الجبروت بأنه وجماعته المسلحة فئة لاتقهر تنهار أمامها الحواجز والصعاب ويحس بنوع من الاستثناء فكل شيء مسموح له وكل التجاوزات، ولذلك فهو يزدري كل القيم السابقة ويشعر بالحاجة إلى كسر كل القواعد التي حكمت حياته ويحدث في أغلب الأحوال نوع من التركز حول الذات فكأن العالم كله يجب أن ينتظم انطلاقاً منه هو وتبعاً لوضعه، هناك تضخم ذاتي يقابله انحسار في قيمة وأهمية المحيط على العكس تماماً من مرحلة الرضوخ.
التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور > اقتباسات من كتاب التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور > اقتباس
مشاركة من انسام حامد محمد
، من كتاب