الواقع أنني كنت لا أنفك أتساءل حينذاك، لعلمي بأن الناس أغبياء، لماذا أنا غبي مثلهم لا أحاول أن أكون أذكى منهم؟ وأدركت بعد ذلك، يا صونيا، أنه إذا وجب انتظار اللحظة التي يصبح فيها الناس أذكياء، فلا بد من إضاعة وقت طويل، ثم رأيت أن هذا لن يكون أبداً، فالناس لن يتغيروا في يوم من الأيام، وما من أحدٍ يملك أن يغيرهم، فلا داعي إلى إضاعة الوقت في محاولة ذلك. نعم ، تلك هي حالهم، وذلك هو قانونهم...نعم ...القانون يا صونيا، القانون...وأني لأعلم الآن يا صونيا، أن من كان قوي النفس والعقل فذلك هو سيدهم، ذلك هو مولاهم! من كان يملك جرأة كبيرة، فذلك هو الذي له الغلبة عليهم! من كان يبصق على الأشياء أكثر من غيره، فذلك هو عندهم المشرّع! من كان يتمتع بأكبر جسارة، فذلك هو الذي يهبون له جميع الحقوق! هذا ما كان من قديم الزمان، وهذا ما سيبقى إلى آخر الدهر! الأعمى وحده لا يبصر هذه الحقيقة!
لقد أحسست يا صونيا أن السلطة لا توهب إلا لمن يجرؤ أن يطأطئ ليتناولها. تكقي الجرأة؛ الجرأة كل شيء! ووافتني عندئذ، لأول مرة في حياتي، فكرة لا شك أنها لم تخطر ببال...على حين فجأة، أنه ما من أحد قد تجرأ ولا يتجرأ، حين يرى بطلان العالم أن يمسك الشيطان من ذيله ببساطة فيرسله إلى الجحيم! أما أنا...أما أنا ...فقد أردت أن أجرؤ فقتلت! إنني حين قتلت لم أرد يا صونيا إلا أن أجرؤ! ذلك هو السبب الذي جعلني أقتل!
مشاركة من abdullah rsh
، من كتاب