هل يمكن أن تظني أنني كمن أجهل مثلاً أن مجرد إلقائي هذا السؤال:"هل لي حق في السلطة أم لا؟" كان يبرهن على أنني لا أملك ذلك الحق؟..أو هل تطنينني أنني كنت أجهل أن إلقائي هذا السؤال: "هل الانسان قملة؟" إنما يعني في الواقع أن الانسان ليس قملة في نظري أنا وأنه ليس قملة إلا في نظر من لم يخطر بباله يوماً أن يلقي على نفسه ذلك السؤال، وإنما يمضي إلى هدفه قدماً لا يلوي على شيء؟..لئن ظللت أعذب نفسي طوال تلك الأيام كلها بالتساؤل عن نابوليون أكان يقتل العجوز أم لا، فإن معنى ذلك أنني كنت أشعر شعوراً واضحاً بأنني لست نابوليون، ذلك هو العذاب الذي عانيته يا صونيا، والذي أردت أن أتخلص منه دفعة واحدة. لقد أردت أن أقتل بدون مناقشة منطقية سفسطائية...لم لقد أردت أن أقول لنفسي فقط...ولم أرد ان أكذب على نفسي..أنني إنما قتلت لنفسي، لنفسي وحدي!
كان احتياجي إلى أن أعرف...كان هناك شيئاً يغريني بمعرفته، كان هناك شيء يرفع ذراعي(لأهوي بالفأس)، كان علي أن أعرف بأقصى سرعة ممكنة، أأنا قملة كسائر الناس..أم أنا انسان، أأنا أستطيع أن أتخطى الحاجز أم أنا لن أستطيع ذلك...أأنا أجرؤ أن أطأطئ فأتناول هذه القدرة أم أنا لن أجرؤ..أأنا مخلوق مرتعش أم أنا أملك الحق.......
لقد جرني إبليس في أول الأمر، ثم لم يفهمني إلا بعد ذلك أنني لم يكن من حقي أن أقترف ما أقترفته لأنني أنا نفس قملة كسائر الناس..لقد سخر مني وأستهزء بي ولهذا السبب جئت إليكِ الآن...أكنتُ أجيء إليكِ لولا أنني قملة..أنني حين ذهبت إلى العجوز لم أكن أريد إلا أن أحاول التجربة فاعلمي هذا...
مشاركة من abdullah rsh
، من كتاب