-هل تعلمين ان الناس لا يعرفون عنا سوى نهاياتنا؟ عندما نموت نصبح رمزا للجهاد والمقاومة. والرمز لا حياة شخصية لديه ولا احتياجات ، لديه هدف فقط، من أجله يعيش ومن أجله يموت. بهذا المعنى نكون "مخلوقات ظل" تهفو الى "النور" كل نفس يتردد في صدورنا هو في سبيل الله، فكيف نعود الى حياة البشر الفانين؟ نحيا لنأكل ونقرأ ونتفسح وننام....لنعيد الكرّة في اليوم التالي! "التكرار" تلك الكلمة المقيتة. أليس التكرار هو طابع جهنم؟ جسد يحترق ثم يكسو لحما ليحترق مرة اخرى كأن شيئا لم يكن! حين ينتهي كل هذا ويحل السلام في الجنوب -جنوب لبنان- ألن تصبح حياتنا جحيما من الحركات الروتينية المكررة؟ أخاف ان نحن ذقنا حياة الاستقرار والفراغ، ان نفقد هدفنا ونصبح أشخاصا عاديين، ان نستسلم لنمط الحياة السهلة. لم يكن لي هدف في الحياة غير المقاومة، فهل يمكنني ... هل يمكننا ان نشد الرحال باتجاه اهداف اخرى؟ هذه الفكرة تخيفني. لست أدري ان كنت سأقدر على مواجهة حياة عادية. لا اتعرف الى نفسي الا من خلال المقاومة. لقد خلقت لأنجز هذه المهمة ... وأقضي نحبي وانا افعل ذلك.
مشاركة من Ali Jassim
، من كتاب