والرجل الصالح للحياة هو الألمعي الأصيل الفكر والعارف البطن الذي يهتدي إلى وجوه السداد لأول نظرة ويطلع على مواقع الفصل في مسائل الحياة ومعضلاتها كأنما يُناجى بها على حين غرة. فيعرف بالبداهة فوق ما يعرفه غيره بالروية وتبين له شخوص المسائل من بعيد قبل أن تتضح له ملامحها وأجزاؤها من قريب؛ ويكون برهانه المفصل في الغالب تابعا لاعتقاده المجمل، وليس اعتقاده تابعا لبرهانه في كل حين كما يُعهد في ثراثرة المنطق وخفاف الأحلام وأصحاب العقائد السطحية والأفكار المزيفة.
مشاركة من المغربية
، من كتاب