قرأتُ الرسالة حتى آخرها وفكرت، ليس للمرة الأولى، أن أي أبله سيقرأ هذه الرسالة سيستطيع أن يدرك أنها الأخيرة ( أريدك أن تعلمي كم أنا ممتن لكل لطفك وتفهُّمك )
. فكرت كانت كلمة « لطف » هي الوحيدة التي التصقت بذهني حينئذ، كي تمنحني الأمل
أنني سأتخلص من رسالته حين أتزوج أنا وكلير. إذن، لمَ لا أفعلها من الآن؟ مزقتها إلى
نصفين ثم مزقت النصفين إلى نصفين وبدا الأمر سهلًا كتمزيق الكراسات بعد انتهاء أيام
الدراسة. ولما لم أكن أريد أن تعلق ماما على ما في سلة مهملاتي دسست الرسالة الممزقة
في حقيبة يدي. وبعد أن انتهيت استلقيت على فراشي وفكرت في عدة أمور. مثلًا، لو لم
أكن في سكرة بسبب رحيل تيد فورجي، فهل كانت نظرتي لكلير ستتغير؟ هذا احتمال
ضعيف. فلولا تلك السكرة ما كنت لأحفل بكلير على الإطلاق، كنت سأنطلق وأفعل شيئًا
مختلفًا، لكن لا جدوى من التفكير في ذلك الآن. الجلبة التي أثارها كلير جعلتني آسف
له في أول الأمر. كنت أزدري رأسه المستدير الأصلع، وأسمع تأوهه وهياجه وأفكر، ماذا
يسعني الآن إلا أن أكون مهذبة؟ لم ينتظر مني أكثر من ذلك، لم ينتظر قط ما هو أكثر،
فقط أن أستلقي وأتركه يفعل ما يشاء، وقد اعتدت على ذلك. تذكرت ذلك وتساءلت عما
إذا كنت عديمة الشعور، فقط لأنني استلقيت هناك وتركته يجذبني ويجامعني ويتأوه
حول عنقي ويقول ما قال، دون أن أنطق في المقابل بكلمة حب واحدة له؟ لم أرد قط أن
أكون امرأة بلا قلب ولم أكن خسيسة مع كلير، وتركته يفعل ما يشاء، ألم أفعل ذلك، في
أغلب الأحيان
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب