ولو أني أصغيت إلى صوت الفطرة ، وتركت البداهة تقودني ، لأعفيت نفسي من عناء الجدل... ولقادتني الفطرة إلى الله ، ولكني جئت في زمن تعقد فيه كل شيئ ، وضعف صوت الفطرة حتى صار همسًا ، وارتفع صوت العقل حتى صار لجاجة وغرورًا واعتدادًا... والعقل معذور في إسرافه إذ يرى نفسه واقفًا على هرم هائل من المنجزات ، وإذ يرى نفسه مانحًا للحضارة بما فيها من صناعة وكهرباء ، وصواريخ وطائرات وغواصات ، وإذ يرى نفسه قد اقتحم البر والبحر ، والجو والماء وما تحت الماء.. فتصور نفسه القادر على كل شيئ ، وزج بنفسه في كل شيئ ، وأقام نفسه حكمًا على ما يعلم وما لا يعلم.
مشاركة من Asmaa Ismaiel
، من كتاب