جاهد لانغدون في مكانه المظلم تحت الماء كي يفهم أن تلك هي لحظات حياته الأخيرة.
قريباً، سيكف عن الوجود... كل ما هو... وكل ما كان... وكل ما سيكون.. كان على وشك الانتهاء.
حين يموت دماغه، ستتبخر جميع الذكريات المحفوظة في المادة السنجابية، ومعها كل المعرفة التي اكتسبها، وذلك في فيض من التفاعلات الكيميائية.
وفي تلك اللحظة، أدرك لانغدون مدى تفاهته في هذا الكون.
كان شعوراً من الوحدة والتواضع لم يسبق له أن عرفه أبداً.
وبسرور تقريباً، شعر أن اللحظة الحاسمة أصبحت وشيكة.
أصبحت اللحظة فوقه.
أخرجت رئتا لانفدون محتوياتها، وانهارتا استعداداً للتنشق.
مع ذلك، أمسك أنفاسه قليلاً بعد.
حلّت الثانية الأخيرة. أخيراً، ومثل شخص لم يعد قادراً على وضع يده فوق النار، استسلم لقدره.
غلب ردّ الفعل اللاإرادي على العقل.
انفتحت شفتاه. تمدّدت رئتاه.
وتدفق الماء فيهما.
لم يسبق أن تخيل لانغدون ألماً أعظم من ذلك الذي اجتاح صدره.
أحرقه الماء وهو يجتاح رئتيه. وعلى الفور، ارتفع الألم إلى جمجمته، وشعر وكأن رأسه يسحق.
أحس بهدير عظيم في أذنيه، وفي أثناء كل ذلك، كانت كاثرين سولومون تصرخ.
رأي وميضاً ساطعاً من الضوء.
تبع الظلام.
رحل روبرت لانغدون.
الرمز المفقود > اقتباسات من رواية الرمز المفقود > اقتباس
مشاركة من abd rsh
، من كتاب