لئن يكون العقل الديني هو أقل العقول الكونية عقلانية، فإن المقارنة نفسها تبيح لنا أن نستنج أن العقل الطائفي هو بدوره أقل العقول الدينية عقلانية. وقد يكون ذلك أبرز في الأدبيات الشيعية عن المعجزان منه في الأدبيات السنية. وربما كان ذلك يعود إلى أن استئثار الغالبية السنية بالسلطة السياسية على مدى القرون قد ترتب عليه التزام أكبر بقيد الواقعية، على حين أن استبعاد الأقلية الشيعية من حقل الفاعلية السياسية – إلا في حالات محدودة وجزئية – قد ألجأها إلى الإيغال – على سبيل التعويض – في عالم الخيال.
فالخيال هو واقع من لا واقع له. وهذا ما يمكن استقراؤه بسهولة من أدبيات المعجزات الشيعية التي تتسم – فضلاّعن مركزية الحضور العلوي فيها – بدرجة من الغرائبية أعلى بكثير.
مشاركة من Abdelhamid
، من كتاب