شيء في هذا العالم يسير بشكل غلط. أحاول أن أفهم، لكن مخي لا يسعفني. ماذا حدث لهذه الأرض؟ ما هي الخيارات التي تركوها لنا في عالم لم يعد يريح أحدا، بما في ذلك الذين شيدوه ليشبههم في جبروته وتوحشه؟ إما الانتساب إلى مجانين يصنعوهم لنا لتلبية شهواتنا المبطنة في الانتقام، أو يرمون عند أقدامنا أحزمة ناسفة ويشجعوننا على ارتدائها وتفجير أنفسنا في أي مكان على اعتبار أن العالم كله مضاد لنا، وأينما متنا أو قتلنا، فثمة أعداؤنا؟ إنهم يصنعون لنا اللون الذي يجب اعتماده، والوردة التي علينا أن نهديها، والكتاب الذي يجب أن نقرأه والسياسة التي علينا إتباعها، والمرأة التي علينا عشقها، والرجل النموذجي الذي يدفئ خلوتنا، بل يحددون لنا ما يجب أكله وشربه، ويخطون لنا الحدود التي لا يجب تجاوزها لكي لا نرى ما يحدث في الجهة الأخرى من ضفافنا. لهذا يصبح الحذر مضاعفا لتفادي السقوط في لعبة القتلة والعدميين، أو في يد من يحرك العالم على هوى مصالحه. لقد صغر العالم وابتذل حتى صار كل بلد يشبه رئيسه أو ملكه، وكأن كل هذه الأمواج البشرية التي تتقاتل يوميا لصون كرامتها، لا وجود لأصواتها؟
مشاركة من sihem cherrad
، من كتاب