عدتُ إلى البيت في الطّرق العابِثة، بعد أن نامت البيوت، وخلت الشّوارع إلاّ من الأعمدة، وأظلمت الدّروب إلاّ من الأضواء الخافِتة القادِمة من بعيد، تلك الّتي تُثير في القلب الحزنَ والذّكريات، وتفجّر في العيون منابع البكاء والعَبَرات. أعترف أنّني هَشّ، وضعيف، وخاوٍ، وفي طريقي إلى الانهِيار. أشعر أنّني أسوق نفسي وزملائي إلى قَدَرٍ غامضٍ غموض هذا اللّيل الّذي يعبث بي. كان يُمكن أن أكون طالِبًا في جامعةٍ أخرى غير اليرموك، كان يُمكن أن أكون فيها كأيّ طالبٍ لا أحمل مسؤوليّة الجمعيّات على كاهلي؛ أنا القادم من هناك كنتُ في غِنى عن السّير في طريقٍ محفوفةٍ بالأشواك والألغام، وتنتشر على مساحاتها المُستنقَعات والرّمال المُتحرّكة!!
حديث الجنود > اقتباسات من رواية حديث الجنود > اقتباس
مشاركة من Aseel Khdeir
، من كتاب