"ربما يفعل المرء كل شيء جنوني في الحياة، يستمني مئات المرات، يضاجع ألف امرأة، يشعر برغبة رهيبة في إفراغ أشيائه في حين أن كل ما يريده ليس الإفراغ بل الامتلاء. السهر والليل يجعلانك أشبه بوعاء فارغ، تسمع صدى جروحك حين يرتطم الهواء بشقوق قلبك
- الموت عادة يومية لشكري سلامة 🇪🇬
بعد بداية مربكة، بدأت ملامح العمل في التبدّي بتؤدة، فكلما توغلت في مطالعة النص، كلما زاد إعجابي بحسن اختيار عنوان العمل وتعبيره عن محتوى السرد. ينهل شكري من نبع الواقعية السحرية كي يُحَمّل العمل أصداء من "پيدرو پارامو"، رائعة المكسيكي خوان رولفو، كما يُضَمّن النص استدعاءات أحسبها موفقة لأبطال السّير والملاحم والمقامات، فليس هناك ما هو أكثر ملحمية من أن تواجه حقيقة الموت وتدرك أن "الموات" مشتبك بنسيج الحياة.
آلمتني الرواية لأسباب شخصية جدًا تتعلق بذكريات تجربة موت محقق منذ ثلاثة عقود خضت على إثره رؤيا برزخية ما زالت عالقة في جدار الذاكرة. هو إذَن عمل "برزخي" يختلط فيه الموت بالحياة طالما علق الأموات بذاكرة الأحياء، وطالما تاق الأحياء للأموات ورفضوا رحيلهم، مما يجعل الموت "عادة يومية".
كنت قد قرأت "أول دروب العودة" لشكري حيث المكان هو "ظرف مكان" والشخوص هي "ظرف إنساني، وأعتقد أنه قد وجد لنفسه صوتًا سيفرز المزيد في القريب العاجل.
#Camel_bookreviews