اقتباسات من رواية التائه

الكتب -كما أظن دائمًا- هي ما تبقيني على قيد الحياة إلى الآن.. هي ملجئي الأخير.. أختبئ بداخلها؛ كلما بكيت أبدأ في القراءة.. كلما شعرت بالتوتر -وهو الحال دائمًا- أبدأ في القراءة، ولذلك فأنا أشعر معها بالأمان.. دائمًا أقول لنفسي إذا شعرتُ بالضياع: «بالتأكيد ستجد نفسك بداخل الكتب.. بالتأكيد هناك قصة في داخل إحدى الصفحات الكثيرة التي أمامك»، أشعر في نفسي بأنني بطل هذه القصة، وأن أخيرًا هناك مَن يشعر بي ويصف حالي، ويثبت لي أنني لست وحيدًا في هذا العالم،

لا تقترب من هذا اللغم.. سينفجر بك، ولكن للأسف لن يقتلك فورًا،

هل يوجد عذاب أكبر من أن يعذب الشخص نفسه؟ هل توجد معاناة أرقى من أن يشعر المرء بأنه لا يصلح لأي شيء في الحياة؟ أخبِروني أيها الناس.. كيف يعيش شخص لم يولد من الأساس؟ أخبِروني أيها الناس كيف يموت شخص لم يوجد من الأساس؟!

‫ لا بد لكل إنسان أن يجد ما يكلمه.. يذهب إليه.. يشاركه خوفه.. فرحه.. حزنه.. لا بد من ذلك كثيرًا، ولكن ماذا إن لم يكن لديك أحد.

‫ كم هو وحيد هذا الصديق! وحيد إلى الدرجة التي بدأ يتأكد أنه لا شيء يريده.. كم كان خائفًا، ينظر إلى نفسه بدونية شديدة.. إلى الحد الذي تعجب به من تقبُّل الأرض له إلى الآن!

‫**

أنا الغريب في عالم لا يفهمني.. تائه في ذكريات الماضي وحاضر مرير ومستقبل معتم.. كل شيء أراه مظلمًا وخاليًا من الأمل هنا.. في النهاية أنا بداخل نفق معتم للغاية.. أحاول بشدة إيجاد معنى جديد لحياتي

‫ الأمل في الغد، وأن يكون للمرء هدفٌ يستيقظ من أجله كل يوم، هو جوهر الحياة الحقيقي.

أنا الغريب.. أنا الغريب عن نفسي وعن الحياة.. أنا التائه في الطريق.. أنا الذي يشعر بالغربة في وجود الناس، والناس يعتبرونني شبحًا لا يرونه بينهم..

«لا يمكن لغيرك أن يلتمس حجم معاناتك وعمق ألمك بالتحديد، فقط لأنه ليس أنت».

‫ - دوستويفسكي

لا بد لكل إنسان أن يجد ما يكلمه.. يذهب إليه.. يشاركه خوفه.. فرحه.. حزنه.. لا بد من ذلك كثيرًا، ولكن ماذا إن لم يكن لديك أحد..

تائه في ذكريات الماضي وحاضر مرير ومستقبل معتم..

لطالما تساءلت لماذا يعيش التعساء طويلًا.. أو مَن لا يرغبون بالحياة، وترى الآخرين المفعمين بحب الحياة يغادرونها سريعًا؟!

الحب يجب أن يُزرع في قلوب مؤهلة لذلك، قلوب تعرف كيف تُنبت المشاعر وتُزهر الأحلام.

كم تمنيت أن يكون حبها هو المطر الذي سيغسل عني غبار الأيام، ولكن ما حصلت عليه كان مجرد وهم يتلاشى مع كل يوم يمُر.

فمن منا ليست لديه معاناة! كلٌّ منا يعاني.. بعضنا يعاني في صمت.. بعضنا يعاني ويتكلم مع الآخرين، وبعضنا من قصمت ظهره المعاناة، وجعلت روحه جافة ولسانه عاجزًا عن الوصف، فقرر أن يكتب عنها!

يا له من شعور وددت أن أجرِّبه كثيرًا.. شعور أن لديك أبًا.. هذا الشعور ليس له مثيل إطلاقًا.. أن تشعر بأنك مطمئن فقط لوجود أب لك في حياتك!

أي حياة تلك التي يُقهَر فيها داخلك وتتظاهر دومًا بأن كل شيء طبيعي للغاية؟!

في بعض الأحيان يهرب القراء إلى بعض الكتب أو الروايات فقط للشعور بالانتماء أو الاحتواء

الآباء كالجبال لا نستطيع نحن البشر العيش من دونهم؛ الأرض ثابتة في مكانها بسبب الجبال، فكيف ستكون حياة الإنسان بلا أب.. هل تخيلتها؟

أيها الأطفال كم أريد أن أخبركم بما ينتظركم في المستقبل.. لا تكبرون! تمسكوا بطفولتكم مهما حدث.. إياكم أن تفلتوها.. عيشوا معها قدر المستطاع.. لا تتعجلوا بإنهائها أبدًا!