أريد لهذه الكلمات أن تتلاشى، إن صحّ القول، في الصمت الذي جاءت من رحمه. وألا يبقى شيء سوى ذكرى حضورها كدليل دامغ على أنها كانت هنا في لحظة من اللحظات، ولكنها لم تعد كذلك بعد الآن. وأنّ هذه الكلمات، وخلال عمرها القصير، لا يبدو أنها كانت تُعبّر بوضوح عن أيّ شيء محدّد، بقدر ما هي الشيء الذي يحدث نفسه. وفي الأثناء، ثمة جسم معيّن كان يتحرّك في فضاء معيّن، وأنّ هذه الكلمات تظلّ تتحرك مع كل شيء يتحرّك
كيف أصبحت كاتبًا!
نبذة عن الكتاب
الأمر الاستثنائيّ في عملية الكتابة، أيًّا يكن نوعها، شعرًا أو قصة أو غير ذلك، هو أنك في الواقع تفقد ذاتك عبر الانغماس بكلّيتك في العمل الذي تكتبه، وهذا أمر جيد للغاية لولا أنك لا تشعر به ولا تدركه على تمامه. أقصد أنّ الكاتب قد ينخرط في الكتابة حتى يصبح غير مدرك لمشاعره الشخصية بمعزل عما يكتبه. فالكاتب في هذه الحالة، متعمّق في الموسيقى الداخلية للعمل الذي يؤلفه ومتوحّد معه بعيدًا عن أيّ حالة شعورية أخرى. بظني أنّ الكتابة هي شكل من أشكال التأليف الموسيقيّ للأصوات. لذلك، وبالنسبة لي، بما أنّ الفقرة هي وحدة التأليف في العمل الروائي، فإن البيت الشعري هو وحدة التأليف في القصيدة، وعليه، فأنا أعمل على الفقرة حتى أشعر أنّها نضجت وامتلكت إيقاعات موسيقية ملائمة، وتوازن مثالي، ولحظات تشويق غير متوقعة بشكل متقن. بول أوستر، روائي أمريكي ذائع الصيت، بدأ حياته مترجمًا للأدب الفرنسي قبل أن يحظَ لنفسه طريقًا ملفتًا بأعمال راسخة، تُرجمت إلى عديد اللغات. نال أوستر العديد من الجوائز، أبرزها جائزة الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2023
- 90 صفحة
- [ردمك 13] 9781998800094
- منشورات حياة
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
20 مشاركة