اقتباسات من رواية نيورا

أنا الإدراك المشترك لآلاف الموتى، أحمل بجوار وعيهم، معاناتهم وآلامهم، أنا الذي يحمل في عقله وأحشائه آثام وخطايا البشر… دون أمل في الخلاص.‏

حينما يتعلق الأمر بطبائع البشر‏

‫ ‏صدقني… ستظل الأحداث تتشابه وتتكرر!‏

‫ ‏كنت أتسائل دائمًا في قرارة نفسي، هل يوجد مثل هذا الحب، ولكن أين، لم أرَ في حياتي شيء مماثل، لم تكن علاقة أبي وأمي أكثر من تنفيذًا لأوامر الكيان، ولم تكن أي علاقة أعرفها تختلف عنهما، لم نكن نعرف شيئًا عما حدثني عنه سعيد، ولكن، إن كان هذا الحب جميل حقًا، إن كان يمنح البشر السعادة كما أخبرني، فلماذا هو محرّم علينا، بل إن كان الأدب يمتلك مثلما رواه لي سعيد، فلماذا هو محظور؟!

الحقيقة هي أكبر عدو للكيان، أكبر عدو للديكتاتورية على مر العصور، لأنه إذا انفتحت الأعين وجليت البصائر…

كم أحب النوافذ، تمنحني اتصالًا بالعالم من حولي، ولا تشعرني بالوحدة، تجعلني أتوحد مع السماء، أتنفس الهواء كأن رئتيّ تتسعان في كل شهيق لنسمات الأرض وتخرجها إلى الفضاء مع الزفير، بداخلي يقين أن النافذة كائن حي، تشعر بمن يلوذ بها مختنقًا لتمنحه نسمة هواء كأنها قبلة الحياة،

هكذا المحتل دائمًا، خائف، يشعر بالتهديد ولو امتلك جيوش الأرض كلها…

أنت تهرب من واقعك، الشجعان يغيرون واقعهم لا يتركوه ويرحلوا.‏

‏أنا هو الجسد الذي يحمل في أحشائه أعضاء بشر أكثر بؤسًا وقهرًا وظلما منه، أنا الإدراك المشترك لآلاف الموتى، أحمل بجوار وعيهم، معاناتهم وآلامهم، أنا الذي يحمل في عقله وأحشائه آثام وخطايا البشر… دون أمل في الخلاص.‏

أي ألم أقوى من الموت؟، أنا ميت حي!‏

كنت أظن أن الدفن للأموات… لم أكن أعلم أن الحياة تولد من رحم الموت!‏

‏لا تبالي يا زميلي، فقط تقبّل حقيقتك، لم نخلق إلا لتروى حكاياتنا، في روايات… بلا نهايات سعيدة!

إذا انفتحت العيون… لا يمكن لها أن تعود لسابق عهدها!‏

‏ليتني ما قرأت كتاب التاريخ، وكأنني أقرأ صفحات من كتاب قديم، لا تختلف الطرق، لا يختلف الظلم، لا تختلف الوحشية، لا تختلف الدناءة والخسة، فقط تختلف الأسماء، والجنسيات،

أدركت أن الوعي نقمة كبيرة، آلامًا لا تشفى، ومعاناة لا تنتهي، وشقاء لا ينضب!‏

بالأحرى لا يكترث المفترس عادة لآلام الفريسة،

‏فلتناضل يا بني، أنت ورفاقك، قاوموا الجهل، والفقر، والجوع، ونهب الخيرات، انشروا الوعي بينكم، قاوموا الاحتلال، حاربوا من أجل مستقبلكم، ولا تستسلموا أبدًا.

كنت أظن أن الدفن للأموات… لم أكن أعلم أن الحياة تولد من رحم الموت!‏

ألا ترغب في تجربة الحياة الحقيقية، في الحب، في السعادة، في العثور على أشخاص يهتمون لأمرك، هذا الأمل إحساس عجيب يدفع البشر إلى الرغبة في الحياة رغم كل شيء.

حين انجلت بصيرتي، وارتفع وعيي، وسمت روحي أدركت أن الوعي نقمة كبيرة، آلامًا لا تشفى، ومعاناة لا تنتهي، وشقاء لا ينضب!‏

 أعني أنه من دراسة هذا التاريخ، لن تجد أحداثه تسير وفق قواعد أخلاقية قط، تاريخ البشر سار ويسير وفقًا لقواعد أخرى!