اقتباسات من كتاب عالم يخصني وحدي : دعوة إلى القراءة والحياة

هل تعدّ معرفة الحياة الخاصّة للكاتب مهمّة لفهم أعماله؟

لا شكّ أنه من الصعوبة بمكان أن يسمح الإنسان لنفسه بأن يكتب هراءً وسخفًا، وأن يقع في أخطاء، وأن يزّل قلمه بارتكاب أخطاء كتابية، أن يمضي دون أن يعرف إلى أين يقوده قلمه؛ لكن وسط الظلام ما تلبث أن تظهر - فجأة ودون مقدمات- تفاصيل مثيرة للاهتمام، فتطفو على السطح ذكريات بدتْ وكأنها مستورة، فتتشكّل صـور مذهلة، وتنشأ قصص وحكايات نادرة وعظيمة».

«اقرأ ما يمنحك المتعة، وافعل ذلك دون وجل أو خجل، سيّان إن كنتَ تقرأ ستيفن كينج أو نسخة الملك جيمس من الكتاب المقدس».

إن الأشياء كلها مآلها إلى الفناء، وإن الخسارة والفقدان والضياع والتلف ليست انحرافًا أو استثناءً، بل القاعدة، وهي أمر لا مفرّ منه بُحكم طبائع الأشياء.

كان روديارد كيبلِج ومن بعده هيرمان هسّه، ثم أومبرتو إيكو، وغيرهم يكررون دومًا عبارة واحدة بألفاظ متقاربة: «خـذ كل شيء على محمل الجد، إلا نفسك»

«مفتاح الكتابة هو ألا تعيد التفكير فيما كتبت، وإلا انقطع خيط الإلهام. لتجرّبْ ذلك مرة واحدة، ولتبدأ الآن. إليكم ثلاث قواعد: أولًا: اكتب دون توقّف لمدة عشر دقائق، والأفضل لو جرّبتَ الكتابة بالقلم. حاول ثانيًا: ألا تفكّر فيما كتبتَ (فحالما يفكّر المرء فيما كتب، سيتوقّف فورًا عن الكتابة). ثالثًا: لا تراجع ما كتبتَ. ارتكب أخطاء كتابية، ارتكب أخطاء نحوية، اكتبْ هراءً وسخفًا، لا يهم.

أنّ كل كتابة في الدنيا لا تخلو – بشكلٍ ما أو بآخر – - من إبداع، حتى كتابة قوائم التسوّق»

«وبينما نحن نواصل السير في طريق الكتابة خطوة بخطوة، علينا أن ننظر بعين الاعتبار إلى البيئة المحيطة بنا، إلى الأرض التي تحملنا، إلى السماء التي تـظـلّنا، أن ننتبه إلى وجود الآخرين المحيطين بنا، قبل أن يأتي يوم نفارق فيه كل شيء».

«عبر ممارسة الكتابة أسبر أغوار العالم، عالمي الخاص. أكتشف ما الأشياء التي تترك أثرها فيَّ؟ ما الذي لاحظته على نفسي؟ ما الذي يهزّ أعماقي؟ ما الذي يشيع البهجة في قلبي؟ وما الذي يثير فيَّ الحماسة؟ ما الذي أتذكّره؟ «

حتى أشدّ البشر كتمانًا وتحفظًا إنما يحكي لنفسه يوميًا حكايات وقصصًا لا تنتهي عبر حوارات ذاتية يكتمها صدره، فالإنسان مفطور على الأدب ومجبول على السرد.

الكتابة كل يوم هي في شأن؛ فهي عملية ساحرة، مؤلمة، نرجسية، مُداوية للآلام، مُغرقة في الحزن، ملهِمة، محبطة، مملة، ومفعمة بالحيوية في آن. أواصل الكتابة لأحيا، بل لأبقى على قيد الحياة، في كل يوم أعيد الكَــرّة من جديد. أكتبُ كي أغتنم هذه الفرصة المدهشة للبقاء على قيد الحياة، وأحتفي بذلك. أكتب بغية العثور على معنى، رغم احتمال ألا يكون هناك أي معنى في النهاية».

«بالنسبة إلى «دوريس دوري» تعني الكتابة إدراك حياتنا إدراكًا واعيًا، أن نرى الأشياء كما تبدو أمام أعيننا، أن نعثر من جديد على ما ضاع من بين أيدينا، وما طواه النسيان. فالكتابة سلوان، وتعزيز للثقة بالنفس، واحتفال بمناسبة الحياة».

أنا حصيلة عدد لا ينتهي من الكتب

وفق نيتشه، لا تنبع الأعمال العظيمة إلا من ألم عظيم، ولا تبتغي إلا تسليح الإنسان بأسلحة خفيفة لمواجهة أشباح الموت واليأس واللا جدوى والشيخوخة.

قراءة الأدب بحسب بلوم ستجعلنا نتعلم كيف نسترق السمع إلى ذواتنا حين نتحدث مع أنفسنا، وتبعًا لذلك يمكن للأدب العظيم أن يعلمنا كيف نقبل التغيير في نفوسنا وفي نفوس الآخرين، بل نقبل الشكل النهائي للتغيير، ربما يقصد تغيير الأحبة والأصدقاء برحيلهم أو تبدُّل نفوسهم ومشاعرهم حيالنا، وما أكثر من يتبدَّلون في حياتنا.

كلمة لأينشتاين يقول فيها: إن العَالِم أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما أن يكتب كتابة مفهومة وسطحية، وإما أن يكتب كتابة عميقة؛ لكنها غير مفهومة. ومع ذلك فعدم فهم المكتوب إنما هو أشدَّ ضررًا على القارئ من سوء الفهم، فثمة ضروب من سوء الفهم التي لا تضرُّ أحدًا،

«الكاتب الحقيقي هو الذي ينصرف إلى الكتابة بدلًا من الانصراف إلى الكلام، هو الذي يصرف وقته في القراءة بدلًا من الظهور في وسائل الإعلام»

إن اللغة خُلقت شاعريةً وقصصية، ولا أدل على ذلك من أن الكتب السماوية كافة تتوسل بالقَصص لإيصال رسالة الله، لأن الله يعلم أن الإنسان سَيَلين جلدُه، وسيصير أكثر تقبلًا للمقاصد السماوية لو قرأها مصوغة على هيئة قصة.

السمة المميّزة للعصاب الجمعي اليوم هي الشعور باللا معنى

يستطيع الكتاب أن يصنع العجائب في الشفاء من الأزمات الوجودية التي لا يُكتب فيها النجاة لأحدٍ