ماذا يلزمك لتعيش؟ وما الذي تحتاجه لتحيا؟
كم يمكن للمرء أن ينتظر؟
متى يأتي التغيير؟
كم يستطيع الأمل أن يقاوم، وكم تعيش الذكريات؟
في قلب ميلانو تدور أحداث الرواية بين ماضي "جيا" وبين حاضرها، كيف عاشت طفولتها في حصن لا أحد فيه سوى أخ وأب وأم، وكيف استطاعت التعايش مع المجتمع حين خرجت من ذلك الحصن، وكيف تشبثت بذكرياتها الجميلة جاعلة منها وقود الأمل.
رواية تضج بتفاصيل النفس البشرية بوساوسها وضعفها وقلقها وذكرياتها، مغرقة في العزلة، مفعمة بالأمل، مليئة بالرضا عن الحياة بكل فصولها وتقبل الآخرين بكل عثراتهم.
رواية عفوية وكأن المرء يتحدث مع نفسه، مليئة بالحِكم، تجمع بين بساطة الألفاظ وبلاغتها.
تنبهنا الرواية لقيمة التفاصيل وقدرتها على تجميل الحياة، وتسلط الضوء على الذكريات وأثرها بتحويل الجماد لأشياء حية.
وتثبت لنا أن الإنسان حتى وإن نجح في تخطي كثير من الصعاب وحده؛ ولكن السعادة لا يمكن أن تكون إلا جماعية، وتبين لنا كيف تصلح الصحبة الصحيحة عَطب الحياة.
رواية تعلمنا ماذا تصنع العزلة بالمرء، وكم تنجح في خلق إنسان غير مكرر، وكيف يتعارك الطموح مع الحياة الواقعية.
وتطلعنا على قيمة الحديث مع النفس والاستماع لها، والاكتفاء بالقليل، والنظر للحياة من زاوية الجمال البسيط الساكن.
وتعلمنا أن الإصرار يُثمر، وأن التحايل على الحياة هو أداة التغيير، وأن الانتظار السلبي لا نتيجة له.
وتبين لنا أن إصلاح الأشياء المعطوبة شيء بسيط تافه مقارنة بإصلاح الأشخاص.
وأن الغنى لا يقاس بما يملكه المرء بل بمن يتشارك معه الاهتمامات.
وأن البساطة أداة لطيفة لمواجهة الحياة المقعدة.
وأن التأمل والانعزال يمدان الإنسان بالسكينة والسلام النفسي.
الرواية من ٤٥٠ صفحة تقريباً من إصدار دار شفق وترجمة أماني فوزي حبشي التي جعلت من الرواية استراحة لطيفة، واستطاعت ببلاغتها إلغاء الحاجز بين لغة الرواية الأصلية والمترجمة.