من العنوان أجواء مباحة، يتضح لك أنك مع عمل يحاكي انتهاكات الحرب على الأبرياء في بلد مثل اليمن. ومن الجملة الأولى، وعلى غرار كامو، تجد خبر الموت يستقبلك
في بداية الرواية، يظهر الموت كحدث مفاجئ وعنيف، كما يحدث في استهداف شقيقته بطائرة درون وهو قتل غير مبرر وعبثي يخلق صدمة لا تُمحى من ذاكرة البطل. ومع فاجعة الموت تظن أن العمل يسلط الضوء على الحروب الأخيرة التي عاشها اليمن لكن الرواية تعود لحروب عبثية أقدم، مما يجعلك تتوقف قليلاً لتفكر في مدى تكرارية الحروب التي خاضتها البلاد.
تتميز الرواية بمزيج من الغرابة التي تذكر بنظريات العدمية والعبث في الحياة. بطل الرواية لا يملك القدرة على التغيير أو فهم السبب الكامن وراء القتل العشوائي مما يجعله يشبه بطل كامو الذي يواجه الحياة والموت بلا أمل واضح في معنى أو خلاص لكن على عكس بطل "الغريب"، نجد في شخصية بطل أحمد السلامي عنصراً إنسانياً عميقاً حيث لا يخلو النص من لحظات تأملية وحزن شديد جراء الفقد وفساد السلطة الذي يحاول التغطية على الجريمة من خلال الاعتقالات التي تعرض لها البطل كلما حاول تناول ملف قتل شقيقته.
أسلوب الكاتب يعكس هذه التيمة من خلال بناء الشخصيات وتناقضها.
استطاع السلامي من خلال عمله تسليط الضوء على القسوة واللاجدوى التي ترافق الحروب، مشيرًا إلى المعاناة المستمرة التي يعيشها اليمنيون منذ القدم وحتى الآن.
جاءت النهاية واقعية جداً ومنطقية وبرأيي نجح الكاتب في الربط بين المشهد الأول والمشهد الأخير من خلال استحضاره للحظات الفقد التي اعطاها طعم الرماد.
يستحق القراءة