بعض التجارب تتضوّر جوعًا للتعبير عنها، إذا استطعتم أن تطعموها اللغة، فإن بوسعكم أن تجعلوا العالم مكانًا أفضل.
قوارب ورقية: نصوص ونصائح في الكتابة الأدبية
نبذة عن الكتاب
إن كان الفنّ قناعًا لما لا يمكن التعبير عنه، فكذلك جميع فصول هذا الكتاب وأقسامه أقنعةٌ مختلفة للوجه الخفي نفسه، السِّر البديع المسمَّى بالكتابة الأدبية، تلك التي تفتح أبواب الأرق وتمنح في المقابل ممالك أحلام اليقظة. وهي أقنعة؛ لأنَّ كل محاولة لتعريف الكتابة الأدبية وتحديدها وتأطيرها محكوم عليها بالإخفاق أو النقص والقصور. وإن أفلحَت، فلبعض الوقت، ومع بعض الناس، وفي سياقٍ بعينه، وتبقى ذاتية ومحدودة ومؤقّتة، شأنها شأن التجربة الفنية ذاتها. كما تبقى كل نصيحةٍ ابنةَ تجربة قائلها وسياقها الخاص المشروط بعشرات المكوّنات والظروف، فَما مِن قولٍ فصل في الكتابة، وما مِن وصفة سِرّية إذا وضعَ المرءُ يدَه عليها انتهت مشكلاته مع الكتابة، ما مِن عصا سِحرية نلوّح بها فَتُولدُ نصوصنا مكتملة النمو لا تشوبها شائبة. وهكذا فمَن ينتظر هنا وجهًا نهائيًّا، يمكنه أن ينصرف الآن. ومَن يبحث عن قارب نجاة، فقد أخطأ في العنوان؛ لأننا لا نعدُ بشيءٍ مِن هذا.اقتباسات من كتاب قوارب ورقية: نصوص ونصائح في الكتابة الأدبية
مشاركة من Eman Naif
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Abd El Rhman Nasr
بعد الانتهاء من قراءة الكتاب اللذيذ ده اللي أه مش كل المحتوى اعتبرته مفيد ليا او ممكن يساعدني بس في المجمل كان تجربة أكثر من رائعة، وتستحق القراءة سواء كنت قارئ او بالطبع كاتب وخاصة لو لسه في بداية طريقك الإبداعي، ملقتش جوايا غير سؤال واحد كان بيترسم في دماغي مع كل قراءة كتاب من النوعية دي او من نوعية الكتب اللي بتتكلم عن الكتب والقراءة عامة.
وسؤالي هو: احنا ليه عدد المؤلفين عندنا قليل أوي كده وليه مساهمتنا في الأدب الإنساني قليلة جدا سواء في النطاق المحلي او العربي مقارنة بغيرنا من دول كتير على مستوى العالم؟!
انا عارف ان جواب السؤال ده هياخد لهجة الإستهجان او الإستغراب او حتى الانتقاد اللاذعة. والناس غالبا هتفكرني منفصل عن الواقع بتاعنا هنا، وإني مش شايف عدد المؤلفين اللي بيطلعوا كل سنة في الايام دي.
لكن بعد قراءة كذا كتاب من نوعية الكتب اللي بتتكلم عن الكتب تأكدت ان احنا حقيقي و- صدق او لا تصدق - لم نأتي على الخريطة من الأساس، احنا مقارنة بدول كتير او الأدب الأجنبي عننا نكاد نكون في وقتنا الحالي للأسف صفر على الشمال- مع كل الاحترام والتقدير وحفظ المقامات لقامات الأدب المصري او العربي طبعا-.
❞ في عام 1996 -وفقًا لموقع Books in Print- صدرَ في طبعة ورقية 1.3 مليون عنوان. وفي العام نفسه بلغ عدد الكتب الصادرة في الولايات المتحدة فقط 140 ألف كتاب. ❝
الاقتباس ده من مقالة في الكتاب بعنوان " كيف تكتب رواية في ١٠٠ يوم او أقل؟ "
الشاهد هنا ان لو جيت بصيت لعدد المؤلفين اللي عندنا دلوقتي في معرض الكتاب الحالي بس هتلاقيهم كام..
١٠٠٠ - ٥٠٠٠ - ١٠٠٠٠ كاتب؟ مش جايبين حتى نسبة ١٠٪ من عدد المؤلفين اللي كانوا في أمريكا سنة ٩٥!
تمسك الكتاب ده او غيره زي كتابين قرأتهم السنة اللي فاتت ( أن تلمس الكتب، ولهذا نكتب الروايات) هنلاقي عدد رهيب من المؤلفين بمختلف توجهاتهم سواء أدبية او غيرها اول مرة اسمع عنهم، وملهمش حتى حاجة واحدة مترجمة للعربية.
لو تركنا عملية القراءة، وفتحنا انستجرام مثلا ودخلنا على اي هاشتاج أجنبي يخص الكتب او القراءة هنلاقي مئات بل آلاف بل حتى عشرات الآلاف من الكتب والروايات المختلفة.
طبعا انا هنا مش بتكلم عن الجودة لأن أكيد مش كلهم دوستويفسكي او تشيخوف او ماركيز او يوسا او سارماجو او هيمنجواي او شكسبير او اجاثا كريستي او مارك توين او فرويد او موراكامي او.. او.. او...الخ من عمالقة وكبار الأدب العالمي.
ولا بتكلم كذلك عن حركة الترجمة الضعيفة من لغات الأدب الاجنبي المختلفة برغم محاولاتها الجيدة واللي برغم نشاطها بعض الشيء في السنوات القليلة اللي فاتت، لكن تظل مش قادرة ومش هتقدر تغطي طبعا كل الانتاج الأجنبي لاعتبارات كتير جدا لا يتسع المقام لذكرها.
لكن كلامي هنا عن العدد والحركة النشيطة في الكتابة هناك بره.
المقالات في كتاب قوارب ورقية بتتعامل مع الناس انهم عادي جدا يتخذوا الكتابة كشغل وكمصدر أساسي للعيش وتلبية متطلبات الحياة العادية، بل وحتى ممكن تحقق منها ثراء يغنيك باقي حياتك، حتى لو هتبدأ في أول حياتك بوظيفة جانبية بجوار الكتابة تعيش منها في الأول لحد ما تبدأ تكسب كويس من كتابتك. ومحتوى الكتاب هنا بيحاول يعطي الكاتب الشاب شبه اساسيات او نصائح من تجارب كثير من المؤلفين اللي قدروا فعلا ينجحوا في مجال الكتابة.
هما حتى بره استحدثوا وظائف قائمة على الكتابة او ليها صلة بيها زي الوكيل الأدبي والمحرر الأدبي- اللي ممكن يكون موجود هنا على استحياء كده او في الخفاء على عكس دوره القوي والمهم في مجال الكتابة بره-
طبعا مجال الكتابة هنا عندنا فيه الكثير والكثير وكمان مرة الكثير من المشاكل، واكيد كل مشكلة مش هتتحل من يوم وليلة، ولكن في رأيي ان أهم او أسلم حل للتغلب على نوعية الكتابة السيئة - مع الأخذ في الاعتبار جميع الاذواق - هو الكتابة الجيدة.
شايف ان نوعية الكتابة المنتشرة مش عجباك، ونفسك في شيء جيد يستحق القراءة - من وجهة نظرك - قوم اتعلم واكتبه انت.
«إذا كان هناك كتاب تتوق حقًّا لقراءته لكنَّه لم يُوجد بعد، فما عليك إلّا أن تكتبه بنفسك»
*الاقتباس من نفس المقالة المذكورة فوق.
يمكن بعد ٢٠ او ٢٥ سنة لو الوضع اتحسن عن دلوقتي - في المطلق - نلاقي الآية اتعكست وفي كتب مصرية/عربية بتعلم او بتدي نصائح للمؤلفين الشباب باختلاف جنسياتهم في اي مكان، كل اعتماده الأساسي ونواة افكاره مبنية على تجارب عشرات او مئات المؤلفين المصريين/ العرب اللي لسه بادئين طريقهم دلوقتي.
-
أماني هندام
❞ منتصف الأشياء أقل إثارة من البداية، وأقل دراميّة من النهاية. قد يبدو المنتصف رتيبًا مضجرًا. فلنقل إنَّ علاقتك الراهنة بالكتابة هي مثل الوقوع في الحب: إننا نمجّد الوقوع في الحب باعتباره الأروع من بين كل التجارب الممكنة. غير أن السبب وراء سعي الناس للزواج والبقاء متزوجين هو ذلك المنتصف، فعندما يستطيعون جَعله مثمرًا يفوق البداية روعةً وإثارة. ❝
يقول الروائي سول بيلي"❞ «عندما تفتح رواية -وأنا أقصد طبعًا عملًا أصيلًا- فإنك تلجُ إلى حالة من الحميمية مع كاتبها. تسمع صوتًا ما، بل بالأحرى تسمع نبرةَ صوتٍ فردية.. تحت الكلمات، فهو شيء موسيقي أكثر منه لفظي، إنه توقّيع شديد التفرد لشخصٍ ما، لروحٍ ما. مثل هذا الكاتب يهزم نوبات الشرود وتشتيت الانتباه، وحتى إن كنا في حالة من القلق الممض، بل على حافة فوضى عارمة، فله (أو لها) المقدرة على أن يستعيدنا من هناك ويجلب لنا الوَحدة والانسجام، ويُدخلنا في حالة من الانتباه المركّز. لمثل هذا يتضور الناس جوعًا». ❝
❞ كتب ريلكه: «ابحثْ عن السبب، اعثر على الدافع الذي يطالبك بأن تكتب. وضعه في هذا الامتحان: هل تضرب جذوره في أعمق موضع من قلبك؟ أيمكنك أن تقرّ بأنك ستموت إذا حُرمتَ مِن أن تكتب؟ وقبل ذلك كله، وفي أهدأ ساعة من ليلك، اسأل نفسك: ألا بدّ لي أن أكتب؟ احفر عميقًا في داخل نفسك بحثًا عن إجابة صادقة. وإذا كانت الإجابة نَعم، إذا كان بوسعك أن تجابه هذا السؤال الجليل بأن تقول ببساطة: «لا بدّ لي مِن هذا»، فلتشيّد حياتك بكاملها على هذا الأساس» ❝
❞ كتب ريلكه: «صوّر أحزانك ورغباتك، أفكارك العابرة ومعتقداتك، في نوعٍ من الجمال.. صوّر ذلك كله بإخلاصٍ متواضع وهادئ وصادر عن القلب؛ وللتعبير عن نفسك استخدم الأشياء التي تحيط بك، وصور أحلامك وما تحتويه ذاكرتك. إن بدت حياتك اليومية فقيرة، فلا تُلقِ اللوم عليها؛ بل لُمْ نفسك، قل لنفسك إنكَ لستَ شاعرًا بما يكفي لكي تستدعي ثراءها؛ فبالنسبة للمبدع لا يوجد فقر ولا موضع فقير وبلا أهمية». ❝
لقد كان هذا الكتاب نقطة تصالحي مع ذاتي بعد أن حاولت أجبر نفسي على قراءة كتب لاتستهويني بسبب تحدي القراءة على أبجد..قرأت كتاباً سيئاً جداً في قائمة التحدي فشعرت باختناق وتحول اليوم عندي من النقيض للنقيض حتى عثرت على هذا الكتاب وهو خارج قائمة التحدي ولم يحصل على تقييمات من قبل لكنه السبب في إعادة شغفي من جديد للقراءة..لقد كان بمثابة نقطة البدء من جديد حتى أنني لم أطق صبراً لالتهام صفحاته فهكذا الكتب إن لم تكن من أجل استمتاعنا فلا فائدة تُرجى منها..
متلازمة الورقة البيضاء بالنسبة للكاتب والتي ينغلق فيها عقله أمام أي أفكار جديدة ليترجمها بقلمه على الورق هي كذلك بالنسبة للقارئ عندما يتوقف عقله عن الاستجابة لأي معلومة في كتاب إن لم يكن يستهويه أو يقع في حبه..
كتاب رائع ❤لا تفوتوا قراءته