أن تكتب جيدًا ليس أمرًا هيّنًا، بل هو باهظ الكلفة عاطفيًّا. يعرفُ راقصو الباليه -على سبيل المثال- أنَّ أقدامهم سوف تُدمى، ويعرفُ عازفو البيانو أنهم سيتدربون حتى البكاء من آلام أصابعهم. كتابة رواية ليست مثل كتابة رسالة. كتابة رواية أمر مُنهِك عقليًّا، وأصعب كثيرًا من وظيفة بدوامٍ كامل.
قوارب ورقية: نصوص ونصائح في الكتابة الأدبية
نبذة عن الكتاب
إن كان الفنّ قناعًا لما لا يمكن التعبير عنه، فكذلك جميع فصول هذا الكتاب وأقسامه أقنعةٌ مختلفة للوجه الخفي نفسه، السِّر البديع المسمَّى بالكتابة الأدبية، تلك التي تفتح أبواب الأرق وتمنح في المقابل ممالك أحلام اليقظة. وهي أقنعة؛ لأنَّ كل محاولة لتعريف الكتابة الأدبية وتحديدها وتأطيرها محكوم عليها بالإخفاق أو النقص والقصور. وإن أفلحَت، فلبعض الوقت، ومع بعض الناس، وفي سياقٍ بعينه، وتبقى ذاتية ومحدودة ومؤقّتة، شأنها شأن التجربة الفنية ذاتها. كما تبقى كل نصيحةٍ ابنةَ تجربة قائلها وسياقها الخاص المشروط بعشرات المكوّنات والظروف، فَما مِن قولٍ فصل في الكتابة، وما مِن وصفة سِرّية إذا وضعَ المرءُ يدَه عليها انتهت مشكلاته مع الكتابة، ما مِن عصا سِحرية نلوّح بها فَتُولدُ نصوصنا مكتملة النمو لا تشوبها شائبة. وهكذا فمَن ينتظر هنا وجهًا نهائيًّا، يمكنه أن ينصرف الآن. ومَن يبحث عن قارب نجاة، فقد أخطأ في العنوان؛ لأننا لا نعدُ بشيءٍ مِن هذا.اقتباسات من كتاب قوارب ورقية: نصوص ونصائح في الكتابة الأدبية
مشاركة من أماني هندام
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
أماني هندام
❞ منتصف الأشياء أقل إثارة من البداية، وأقل دراميّة من النهاية. قد يبدو المنتصف رتيبًا مضجرًا. فلنقل إنَّ علاقتك الراهنة بالكتابة هي مثل الوقوع في الحب: إننا نمجّد الوقوع في الحب باعتباره الأروع من بين كل التجارب الممكنة. غير أن السبب وراء سعي الناس للزواج والبقاء متزوجين هو ذلك المنتصف، فعندما يستطيعون جَعله مثمرًا يفوق البداية روعةً وإثارة. ❝
يقول الروائي سول بيلي"❞ «عندما تفتح رواية -وأنا أقصد طبعًا عملًا أصيلًا- فإنك تلجُ إلى حالة من الحميمية مع كاتبها. تسمع صوتًا ما، بل بالأحرى تسمع نبرةَ صوتٍ فردية.. تحت الكلمات، فهو شيء موسيقي أكثر منه لفظي، إنه توقّيع شديد التفرد لشخصٍ ما، لروحٍ ما. مثل هذا الكاتب يهزم نوبات الشرود وتشتيت الانتباه، وحتى إن كنا في حالة من القلق الممض، بل على حافة فوضى عارمة، فله (أو لها) المقدرة على أن يستعيدنا من هناك ويجلب لنا الوَحدة والانسجام، ويُدخلنا في حالة من الانتباه المركّز. لمثل هذا يتضور الناس جوعًا». ❝
❞ كتب ريلكه: «ابحثْ عن السبب، اعثر على الدافع الذي يطالبك بأن تكتب. وضعه في هذا الامتحان: هل تضرب جذوره في أعمق موضع من قلبك؟ أيمكنك أن تقرّ بأنك ستموت إذا حُرمتَ مِن أن تكتب؟ وقبل ذلك كله، وفي أهدأ ساعة من ليلك، اسأل نفسك: ألا بدّ لي أن أكتب؟ احفر عميقًا في داخل نفسك بحثًا عن إجابة صادقة. وإذا كانت الإجابة نَعم، إذا كان بوسعك أن تجابه هذا السؤال الجليل بأن تقول ببساطة: «لا بدّ لي مِن هذا»، فلتشيّد حياتك بكاملها على هذا الأساس» ❝
❞ كتب ريلكه: «صوّر أحزانك ورغباتك، أفكارك العابرة ومعتقداتك، في نوعٍ من الجمال.. صوّر ذلك كله بإخلاصٍ متواضع وهادئ وصادر عن القلب؛ وللتعبير عن نفسك استخدم الأشياء التي تحيط بك، وصور أحلامك وما تحتويه ذاكرتك. إن بدت حياتك اليومية فقيرة، فلا تُلقِ اللوم عليها؛ بل لُمْ نفسك، قل لنفسك إنكَ لستَ شاعرًا بما يكفي لكي تستدعي ثراءها؛ فبالنسبة للمبدع لا يوجد فقر ولا موضع فقير وبلا أهمية». ❝
لقد كان هذا الكتاب نقطة تصالحي مع ذاتي بعد أن حاولت أجبر نفسي على قراءة كتب لاتستهويني بسبب تحدي القراءة على أبجد..قرأت كتاباً سيئاً جداً في قائمة التحدي فشعرت باختناق وتحول اليوم عندي من النقيض للنقيض حتى عثرت على هذا الكتاب وهو خارج قائمة التحدي ولم يحصل على تقييمات من قبل لكنه السبب في إعادة شغفي من جديد للقراءة..لقد كان بمثابة نقطة البدء من جديد حتى أنني لم أطق صبراً لالتهام صفحاته فهكذا الكتب إن لم تكن من أجل استمتاعنا فلا فائدة تُرجى منها..
متلازمة الورقة البيضاء بالنسبة للكاتب والتي ينغلق فيها عقله أمام أي أفكار جديدة ليترجمها بقلمه على الورق هي كذلك بالنسبة للقارئ عندما يتوقف عقله عن الاستجابة لأي معلومة في كتاب إن لم يكن يستهويه أو يقع في حبه..
كتاب رائع ❤لا تفوتوا قراءته