قوارب ورقية: نصوص ونصائح في الكتابة الأدبية
تأليف
محمد عبد النبي
(تأليف)
محمد عبد النبي
(ترجمة)
إن كان الفنّ قناعًا لما لا يمكن التعبير عنه، فكذلك جميع فصول هذا الكتاب وأقسامه أقنعةٌ مختلفة للوجه الخفي نفسه، السِّر البديع المسمَّى بالكتابة الأدبية، تلك التي تفتح أبواب الأرق وتمنح في المقابل ممالك أحلام اليقظة.
وهي أقنعة؛ لأنَّ كل محاولة لتعريف الكتابة الأدبية وتحديدها وتأطيرها محكوم عليها بالإخفاق أو النقص والقصور. وإن أفلحَت، فلبعض الوقت، ومع بعض الناس، وفي سياقٍ بعينه، وتبقى ذاتية ومحدودة ومؤقّتة، شأنها شأن التجربة الفنية ذاتها. كما تبقى كل نصيحةٍ ابنةَ تجربة قائلها وسياقها الخاص المشروط بعشرات المكوّنات والظروف، فَما مِن قولٍ فصل في الكتابة، وما مِن وصفة سِرّية إذا وضعَ المرءُ يدَه عليها انتهت مشكلاته مع الكتابة، ما مِن عصا سِحرية نلوّح بها فَتُولدُ نصوصنا مكتملة النمو لا تشوبها شائبة. وهكذا فمَن ينتظر هنا وجهًا نهائيًّا، يمكنه أن ينصرف الآن. ومَن يبحث عن قارب نجاة، فقد أخطأ في العنوان؛ لأننا لا نعدُ بشيءٍ مِن هذا.