بعد الانتهاء من قراءة الكتاب اللذيذ ده اللي أه مش كل المحتوى اعتبرته مفيد ليا او ممكن يساعدني بس في المجمل كان تجربة أكثر من رائعة، وتستحق القراءة سواء كنت قارئ او بالطبع كاتب وخاصة لو لسه في بداية طريقك الإبداعي، ملقتش جوايا غير سؤال واحد كان بيترسم في دماغي مع كل قراءة كتاب من النوعية دي او من نوعية الكتب اللي بتتكلم عن الكتب والقراءة عامة.
وسؤالي هو: احنا ليه عدد المؤلفين عندنا قليل أوي كده وليه مساهمتنا في الأدب الإنساني قليلة جدا سواء في النطاق المحلي او العربي مقارنة بغيرنا من دول كتير على مستوى العالم؟!
انا عارف ان جواب السؤال ده هياخد لهجة الإستهجان او الإستغراب او حتى الانتقاد اللاذعة. والناس غالبا هتفكرني منفصل عن الواقع بتاعنا هنا، وإني مش شايف عدد المؤلفين اللي بيطلعوا كل سنة في الايام دي.
لكن بعد قراءة كذا كتاب من نوعية الكتب اللي بتتكلم عن الكتب تأكدت ان احنا حقيقي و- صدق او لا تصدق - لم نأتي على الخريطة من الأساس، احنا مقارنة بدول كتير او الأدب الأجنبي عننا نكاد نكون في وقتنا الحالي للأسف صفر على الشمال- مع كل الاحترام والتقدير وحفظ المقامات لقامات الأدب المصري او العربي طبعا-.
❞ في عام 1996 -وفقًا لموقع Books in Print- صدرَ في طبعة ورقية 1.3 مليون عنوان. وفي العام نفسه بلغ عدد الكتب الصادرة في الولايات المتحدة فقط 140 ألف كتاب. ❝
الاقتباس ده من مقالة في الكتاب بعنوان " كيف تكتب رواية في ١٠٠ يوم او أقل؟ "
الشاهد هنا ان لو جيت بصيت لعدد المؤلفين اللي عندنا دلوقتي في معرض الكتاب الحالي بس هتلاقيهم كام..
١٠٠٠ - ٥٠٠٠ - ١٠٠٠٠ كاتب؟ مش جايبين حتى نسبة ١٠٪ من عدد المؤلفين اللي كانوا في أمريكا سنة ٩٥!
تمسك الكتاب ده او غيره زي كتابين قرأتهم السنة اللي فاتت ( أن تلمس الكتب، ولهذا نكتب الروايات) هنلاقي عدد رهيب من المؤلفين بمختلف توجهاتهم سواء أدبية او غيرها اول مرة اسمع عنهم، وملهمش حتى حاجة واحدة مترجمة للعربية.
لو تركنا عملية القراءة، وفتحنا انستجرام مثلا ودخلنا على اي هاشتاج أجنبي يخص الكتب او القراءة هنلاقي مئات بل آلاف بل حتى عشرات الآلاف من الكتب والروايات المختلفة.
طبعا انا هنا مش بتكلم عن الجودة لأن أكيد مش كلهم دوستويفسكي او تشيخوف او ماركيز او يوسا او سارماجو او هيمنجواي او شكسبير او اجاثا كريستي او مارك توين او فرويد او موراكامي او.. او.. او...الخ من عمالقة وكبار الأدب العالمي.
ولا بتكلم كذلك عن حركة الترجمة الضعيفة من لغات الأدب الاجنبي المختلفة برغم محاولاتها الجيدة واللي برغم نشاطها بعض الشيء في السنوات القليلة اللي فاتت، لكن تظل مش قادرة ومش هتقدر تغطي طبعا كل الانتاج الأجنبي لاعتبارات كتير جدا لا يتسع المقام لذكرها.
لكن كلامي هنا عن العدد والحركة النشيطة في الكتابة هناك بره.
المقالات في كتاب قوارب ورقية بتتعامل مع الناس انهم عادي جدا يتخذوا الكتابة كشغل وكمصدر أساسي للعيش وتلبية متطلبات الحياة العادية، بل وحتى ممكن تحقق منها ثراء يغنيك باقي حياتك، حتى لو هتبدأ في أول حياتك بوظيفة جانبية بجوار الكتابة تعيش منها في الأول لحد ما تبدأ تكسب كويس من كتابتك. ومحتوى الكتاب هنا بيحاول يعطي الكاتب الشاب شبه اساسيات او نصائح من تجارب كثير من المؤلفين اللي قدروا فعلا ينجحوا في مجال الكتابة.
هما حتى بره استحدثوا وظائف قائمة على الكتابة او ليها صلة بيها زي الوكيل الأدبي والمحرر الأدبي- اللي ممكن يكون موجود هنا على استحياء كده او في الخفاء على عكس دوره القوي والمهم في مجال الكتابة بره-
طبعا مجال الكتابة هنا عندنا فيه الكثير والكثير وكمان مرة الكثير من المشاكل، واكيد كل مشكلة مش هتتحل من يوم وليلة، ولكن في رأيي ان أهم او أسلم حل للتغلب على نوعية الكتابة السيئة - مع الأخذ في الاعتبار جميع الاذواق - هو الكتابة الجيدة.
شايف ان نوعية الكتابة المنتشرة مش عجباك، ونفسك في شيء جيد يستحق القراءة - من وجهة نظرك - قوم اتعلم واكتبه انت.
«إذا كان هناك كتاب تتوق حقًّا لقراءته لكنَّه لم يُوجد بعد، فما عليك إلّا أن تكتبه بنفسك»
*الاقتباس من نفس المقالة المذكورة فوق.
يمكن بعد ٢٠ او ٢٥ سنة لو الوضع اتحسن عن دلوقتي - في المطلق - نلاقي الآية اتعكست وفي كتب مصرية/عربية بتعلم او بتدي نصائح للمؤلفين الشباب باختلاف جنسياتهم في اي مكان، كل اعتماده الأساسي ونواة افكاره مبنية على تجارب عشرات او مئات المؤلفين المصريين/ العرب اللي لسه بادئين طريقهم دلوقتي.