تنتمى هذه الرواية الى أدب الديستوبيا مع لمسات من الفانتازيا التى أضفت رونقا على الرواية ككل.
العالم تعصف به أزمة إقتصادية طاحنة تسببت فى كوارث مثل الجوع والفقر ... إلخ. يظهر من يدعى أنه يملك الحل لإنقاذ البشرية من الهلاك لكن هناك شرط مهم هو الإذعان والخضوع والموافقة على كل ما يقدمه المنقذ من حلول ولا مجال للإعتراض وإلا تواجه مصيرك المحتوم.
بالطبع يتم إستخدام أهم أداة فى العالم لإخضاع جموع الناس وهى الإعلام ، الذى عن طريقه تم توجيه كل شعوب الأرض إلى مباركة وتأييد المنقذ وسياساته التى تنهى الجوع والفقر والحروب ويعيش الجميع سعداء. لكن هل هذه هى الأهداف الحقيقية من وراء هذه السياسات ؟ أم أن الأمر كله خدعة كبيرة جدا تهدف للسيطرة على مقدرات الشعوب ومصيرها وتوجيهها لما يخدم مصالح من يحركهم؟.
الرواية حقيقية جدا رغم أنها مغلفة بالخيال ، وستشعر بأنك تعيش أحداثها فى واقعنا الحالى بكل دقة من توجيه الناس ومسح عقولهم وتحويلهم إلى ببغاوات لا تفكر باستخدام الإعلام - بكافة وسائله - لضمان السيطرة التامة عليهم وضمان خدمة أغراض من يحركون الأمور فى الكواليس.
هل هناك أمل أو بصيص من الضوء فى وسط كل هذا الظلام ؟ فى الأحداث نعيش الأمل مع بطل الرواية الذى دفع ثمنا باهظا جدا كى يستطيع نشر رسالته الأخيره لتوعية الناس بعد إكتشافه الحقيقة وراء كل ما يحدث.
نهاية الرواية كانت رائعة جدا جدا ، مكونة من ثلاث نهايات مرتبطة ببعضها وأيضا منطقية جدا مع أحداث الرواية ككل.
ختاما أدعو للكاتب بالرحمة وأن يتغمده الله برحمته.