رواية "القاهرة عشقي" للكاتب الكولومبي Rafael Pardo Moreno ..
عمل أدبي يقدّم رؤية فريدة إلى مدينة القاهرة، بكلّ ما تحمله من تناقضات وسحر خاصّ. الرّواية تتجاوز كونها مجرّد قصّة حُبّ لتغوص في تأثير المكان على الإنسان، والعلاقة المعقّدة بين الشّرق والغرب.
يسرد باردو مورينو أحداث الرّواية بأسلوب يمزج بين الواقعيّة والخيال، حيث يعرض بطل الرّواية، وهو زائر غربي مفتون بالقاهرة، تفاصيل تجربته الغامرة مع المدينة، التي تتحوّل تدريجيًّا إلى شخصيّة رئيسيّة في السّرد. الحكاية تسلّط الضّوء على تقاطعات ثقافيّة عميقة، وتبرز الحوار بين الحضارات والتّحديات التي تنشأ عن سوء الفهم أو الصّور النّمطية.
تمكّن الكاتب من تصوير القاهرة القديمة بكلّ تفاصيلها، من أزقّتها المتعرّجة وأسواقها الصّاخبة إلى سحر النّيل وروحانيّة المساجد. السّرد يضع القارئ وسط أجواء المدينة حتّى لو لم يكن من مُحبّيها، فيستشعر الحياة بكلّ حواسّها، من روائح التّوابل إلى أصوات الباعة وضجيج الشّوارع.
الرّواية تستعرض مواضيع متعدّدة مثل الهويّة والفروق الثّقافية، وكيفيّة رؤية العالم من منظور جديد بعيدًا عن الصّور النّمطية. كما تقدّم صورة متوازنة للشّرق، تجمع بين سحره وغموضه من جهة، وتحدّياته الواقعيّة من جهة أخرى.
الشّخصيات ليست معقّدة لكنّها تنبض بالحياة، حيث يجسّد البطل اِنبهار الكاتب بالمدينة، بينما الشّخصيات الثّانوية – مثل البائع المتجوّل أو سيّدة الحيّ – تضيف تنوّعًا يعكس طبيعة القاهرة الغنيّة بتركيبتها الإجتماعيّة.
على الرّغم من أنّ الرّواية قد تبدو مفرطة في رومانسيّتها للقاهرة، إلّا أنّها تحمل بعدًا إنسانيًّا عميقًا يجعلها جديرة بالقراءة، حتّى لمن لا يشاركون الكاتب عشقه لهذه المدينة. هي تجربة أدبيّة تعكس أكثر من مجرّد مدينة؛ إنّها رحلة لاِستكشاف الذّات والعالم من منظور مختلف.
إذا كنت تبحث عن رواية تتجاوز المكان لتتحدّث عن الإنسان وعلاقته بالثّقافات الأخرى، فقد تجد في هذا العمل ما يثير اِهتمامكـ.