❞ أرخى الليل سدوله عليهما. كانت أعمدة الإنارة ترسل بأشعَّتها الخافتة ذات اللون البرتقالي على جنبات النادي الخالي من المتنزِّهين. فجأة، ظهرت له صورة فايقة فسبَّبَت له حالة من عدم الارتياح لبضع لحظات قصيرة جدًّا. قصيرة لأن قُرب جسده من جسد ❝
القاهرة عشقي
نبذة عن الرواية
راح روبرتو يستمع إليه وهو غير راضٍ إلى حدٍّ ما. لم يُرجِع هذا في الغالب إلى الحوار الذي اتَّسم بالشدة من الرجل الذي لم يعرفه، بل كان بسبب الوصف المثالي لأوروبا والذي لم يكن يتفق معه إلى حدٍّ كبير. فمنذ سنوات عديدة وهو يسافر إلى القاهرة، المدينة التي تأسره، ليس فقط بسبب الفضول ورغبة الاكتشاف المشتركة لدى كل سائح يتوجَّه إليها غالبًا، ولكن أيضًا بدافع من الإحساس بالتعاطف نحو أهلها خاصة. هذا التعاطف الذي كان يتغذَّى في الأساس على رفض مذهب الفردية الآخِذ في التزايُد في المجتمعات الأوربية، «عنصر اللا إنسانية لعصرنا»، كما كان يحب أن يردِّد. كان في العشرينات من عمره، ذا قامة نحيفة، وشعر طويل داكن، وكانت ملامحه تشير إلى نُبل طبيعي، وتعكس نظرته مسحة من حزن دائم. من فرط حساسيته الشديدة، كان مزاجه يتعكر بسهولة إذا حدث ما يكدِّر الصفو العام، سواء عاد الضرر عليه شخصيًّا أم على الإنسانية جمعاء.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 252 صفحة
- [ردمك 13] 9789778214321
- دار صفصافة للنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية القاهرة عشقي
مشاركة من Salwa Rawash
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Ayda Zarrouk
رواية "القاهرة عشقي" للكاتب الكولومبي Rafael Pardo Moreno ..
عمل أدبي يقدّم رؤية فريدة إلى مدينة القاهرة، بكلّ ما تحمله من تناقضات وسحر خاصّ. الرّواية تتجاوز كونها مجرّد قصّة حُبّ لتغوص في تأثير المكان على الإنسان، والعلاقة المعقّدة بين الشّرق والغرب.
يسرد باردو مورينو أحداث الرّواية بأسلوب يمزج بين الواقعيّة والخيال، حيث يعرض بطل الرّواية، وهو زائر غربي مفتون بالقاهرة، تفاصيل تجربته الغامرة مع المدينة، التي تتحوّل تدريجيًّا إلى شخصيّة رئيسيّة في السّرد. الحكاية تسلّط الضّوء على تقاطعات ثقافيّة عميقة، وتبرز الحوار بين الحضارات والتّحديات التي تنشأ عن سوء الفهم أو الصّور النّمطية.
تمكّن الكاتب من تصوير القاهرة القديمة بكلّ تفاصيلها، من أزقّتها المتعرّجة وأسواقها الصّاخبة إلى سحر النّيل وروحانيّة المساجد. السّرد يضع القارئ وسط أجواء المدينة حتّى لو لم يكن من مُحبّيها، فيستشعر الحياة بكلّ حواسّها، من روائح التّوابل إلى أصوات الباعة وضجيج الشّوارع.
الرّواية تستعرض مواضيع متعدّدة مثل الهويّة والفروق الثّقافية، وكيفيّة رؤية العالم من منظور جديد بعيدًا عن الصّور النّمطية. كما تقدّم صورة متوازنة للشّرق، تجمع بين سحره وغموضه من جهة، وتحدّياته الواقعيّة من جهة أخرى.
الشّخصيات ليست معقّدة لكنّها تنبض بالحياة، حيث يجسّد البطل اِنبهار الكاتب بالمدينة، بينما الشّخصيات الثّانوية – مثل البائع المتجوّل أو سيّدة الحيّ – تضيف تنوّعًا يعكس طبيعة القاهرة الغنيّة بتركيبتها الإجتماعيّة.
على الرّغم من أنّ الرّواية قد تبدو مفرطة في رومانسيّتها للقاهرة، إلّا أنّها تحمل بعدًا إنسانيًّا عميقًا يجعلها جديرة بالقراءة، حتّى لمن لا يشاركون الكاتب عشقه لهذه المدينة. هي تجربة أدبيّة تعكس أكثر من مجرّد مدينة؛ إنّها رحلة لاِستكشاف الذّات والعالم من منظور مختلف.
إذا كنت تبحث عن رواية تتجاوز المكان لتتحدّث عن الإنسان وعلاقته بالثّقافات الأخرى، فقد تجد في هذا العمل ما يثير اِهتمامكـ.
-
Mohamed Metwally
في البداية قفلت من القصة عشان حسيت إنها مقالات في صورة رواية، لكن بعد شوية طرأت لي فكرة إن لو شخص أجنبي حاول يفك شفرة الشخصية المصرية من خلال معايشة مصر اليوم بتناقضاتها المذهلة ما بين جهل وثقافة، فقر مدقع وثراء فاحش، تشدد منطرف وانحلال أخلاقي، هذه الحديات المتضادة تجعل من العسير على أي أجنبي فهم تركيبة هذا الشعب وتوقع ردود أفعاله، وفهم كيفية صمود هذا البلد على مر العصور وتعاقب الحكم الأجنبي عليه لمدة ٢٠٠٠ سنة، ومع ذلك يزول كل احتلال، بل ويهضمه الشعب المصري، قتبقى الهوية المصرية بكل عمقها وتعقيداتها، ويخرج المحتل متأثرا بمصر وليس العكس كما جرى العرف مع الشعوب الأخرى
من هذا المنطلق وجدت أن استخدام هذه الحوارات المقالية كانت محاولة من البطل روبرتو (منظور خارجي) أن يفهم المصريين من خلال حواراته مع أبطال القصة المصريين، ولو وضعت نفسي مكانه لأصابني العجب والحيرة أنا أيضا.
إنها مصر يا سادة، لم ولن يكون لها مثيل
قرأتها ضمن تحدي أبجد للقراءة ٢٠٢٤
محمد متولي