اللعب بالجنود > مراجعات رواية اللعب بالجنود
مراجعات رواية اللعب بالجنود
ماذا كان رأي القرّاء برواية اللعب بالجنود؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
اللعب بالجنود
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
ستوقفتني رواية (اللعب بالجنود) الصادرة مؤخراً عن منشورات تكوين ودار طباق للنشر والتوزيع، وهي العمل الروائي الأول للكاتب طارق عسراوي، وتقع في مئة وثمانية صفحات من القطع الصغير، وكان قد صدر للكاتب مجموعة قصصية من السابق بعنوان (رذاذ خفيف) الحائزة على جائزة سميرة عزام للقصة القصيرة، كما أن عسراوي وهو الكاتب والقانوني، له عدّة نصوص شعرية أصبحت فيما بعد كلمات مغناة من قبل فنانين فلسطينيين.
لم يكن لعنوان رواية (اللعب بالجنود) وقعاً مألوفاً علي، بل كان بوابة مشوّقة لدخول عالم هذه الرواية وسبر أغوارها، كما أن حجم الرواية الصغير إلى حد ما والذي يجعل منها وجبة خفيفة بعيدة عن الزخم والرطانة، مما يدفع القارئ بكل حماسة بأن يهمّ بالتهامها وتذوق مذاق هذا الطبق الروائي الشهي، إذ تبدو لغة عسراوي طريّة يانعة لكنها بعيدة كل البعد عن الهشاشة، تغرق القارئ بالإمتاع اللغوي والسرد الشيق دون أن يشعر القارئ بالإطالة وثقل المبالغات.
في هذه الرواية يعرج الكاتب إلى ذاكرة الطفولة والمراهقة كنوع من النوستالجيا وكاستدعاء جمالي لما كان يحدث في مرحلة ربما غاب الكثيرون عن ذكرها بهذه الشجاعة والجمالية الأدبية الفارقة.
استهل عسراوي روايته بعبارة للإمام الغزالي يقول فيها "أفشى بعضهم سراً له إلى أخيه، ثم قال له: هل حفظت؟ قال: بل نسيت".
إن هذا الاقتباس كأنما يحدد سيميائية الرواية ويدلل على ما سيكتشفه القارئ خلال احتضانه لهذا العمل الروائي الدافئ والشجاع في آن واحد، ويكمن الفارق في هذه الرواية بأنها تتناول زمناً منسياً "سوف تحدث هذه الحكاية في كل يوم بين عامي 1987و 1990" لكن الكاتب استرجع هذا الزمن وأعاده حياً وحاضراً كأنه يحدث للتو، مما أضفى برشاقة أدواته اللغوية وسرده المسترسل جمالية خاصّة لذلك الزمن، وكأنه يعيد الشباب ويمحو آثار الشيخوخة وينفض الغبار الذي تراكم على الذاكرة الفلسطينية المتعبة والمجعدة في محاولة لعكس مرآة كانت تظللها ستارة النسيان، وهي مرآة الطفولة والمراهقة في مرحلة سياسية ووطنية واجتماعية وثقافية ما، ويعيد لتلك المرحلة الانتفاضية بريقها ويعود من خلالها إلى ذكريات الزمان وأمكنته، حيث الزمن سلّماً للصعود نحو الأمل المريض، أو المعنى المفقود، فيما المكان (جنين) تلك المدينة البسيطة بتركيبتها الاجتماعية، المعقدة بما تبتدعه من أشكال جديدة في الولادة والنهوض من الرماد.
تدور أحداث الرواية حول مجموعة من الأولاد المفعمين بالشقاوة والفضول، إذ كان اللعب بشكله البسيط والعفوي أداة للتعبير عن ما تختلجه نفوسهم من نزوع إلى المقاومة وعلامة على حس تمرديّ عالٍ يحاكي الواقع الذي كانوا يعايشونه، إنهم أولاد جمعهم حب المشاكسة كفعل مقاوم وإن كان يبدو في ذلك الوقت مجرد لعب، فيما جمعهم أيضاً سر واحد فتبدو بذلك علاقتهم ببعضهم متينة راسخة، فلعل أقوى الروابط التي تجمع البشر فيما بينهم هي رابطة السر.
"اللعب بالجنود" رواية ماتعة، سهلة الهضم، عميقة الأثر في النفس الإنسانية والوجدانية، وتكمن أهمية هذه الرواية لكونها تسلك طريقاً حداثياً من حيث التراكيب اللغوية وطريقة السرد والحوار الخالي من التصنع والتشدق، ما يجعلها لوحة متواضعة لكنها في الوقت ذاته ثرية بالمعنى، وهي تنم عن كاتب حذق عرف كيف يجمع بين الجمال والمعنى واستطاع بكل سلاسة أن يضيء على مرحلة فارقة في تاريخ نضالنا الفلسطيني الطويل من خلال لعبه
-
Mohamed Khaled Sharif
"ففي تلك الحارة يلعب الأولاد ألعابًا جماعية كثيرة؛ ككرة القدم، وطابة وسبع حجار، إلا أنَّ لعبتهم الأثيرة دائمًا هي اللعب بجنود الاحتلال."
أن تولد فلسطينياً؛ معناه أن تولد مُقاوماً بالفطرة، حتى لو لم تعي معنى "المقاومة" بعد، فأنك تقاوم وتقاوم، هذا ما يضعك فيه التصرفات والاحتياطات المجبور عليها بشكلاً ما في حياتك اليومية، فبالنسبة للأطفال بحارات جنين، الشيء الوحيد الذين يفعلونه دون إجبار؛ هو اللعب بالجنود، ومن خلال تلك الحكاية يربط طارق عسراوي اللعب بالمقاومة وكيف تنشأ في حياة الفلسطيني، كيف تولد المقاومة مع الفلسطيني ثم يعي وجودها فيُقاوم ويُقاوم، فالفلسطيني حتى الآن موجود، وثابت، تتغير الأوجه، هذا أمر حتمي، لكن لا تتغير الأفكار خلف الأوجه، وأهم فكرة يحميها الفلسطيني هي المقاومة، فنعيد تعريف الكلمات ونضعها بداخل اللغة، فلا تستطيع أن تفصل كلمة فلسطيني عن كلمة مقاومة، هكذا أدعي، أنا وكثيرين غيري، نتعلم من الفلسطيني المقاومة، ونُقاوم في أفعال يومية لا تُذكر، أحاول أن أدعم الذي يُقاوم، بأشياء بسيطة كالمقاطعة على سبيل المثال، وتلك الحيرة التي تنتابني عند البحث عن بدائل لمنتجات تغلغلت في استخداماتنا اليومية، وذلك السؤال الذي رماه زميل العمل في وجهي: "وما الفائدة؟" ووقفت حائراً لم أجب إلا بهمهمة غير واضحة حتى لنفسي، فكيف أخبره بأني أقاوم؟ أو على الأقل أحاول ذلك؟ وهو فعل ضئيل للغاية، يكاد لا يُذكر في الصورة الأكبر، ولكني أشعر بواجبي نحو ذلك الذي يُقاوم، ذلك الذي بدل سنوات مرحه بسنوات يُقاوم فيها ما لم يعيه بعد، في هذه الرواية الصغيرة يُقدم لنا "طارق عسراوي" شكلاً مختلفاً للمقاومة، بتفاصيل حياتية لمجموعة من الأصدقاء الصغار، الذين بدلوا لعبهم بالجنود إلى فعلاً أكبر شأناً، ولكن لا مانع بين حين وحين، أن يلعبوا بالجنود، من أجل الأيام الخوالي.
-
لميس محمد
"فكّر بلعبته الأثيرة،عندما كانوا يلعبون بالجنود،لكسرِ الملل غالبًا و بحثًا عن الأدرينالين. لم ينضج وعيهم بما يكفي لكي يعتبر الأمر فعل مقاومة. كانت لعبتهم سابقة على اللغة، وكانوا مجرد أولاد"
هذهِ الحكاية القصيرة تُبرهن على أن الأطفال في فلسطين
ليسوا كجميع الأطفال
في فلسطين يولد الطفل وفي قلبه و روحه و دمه قضية
وجوده قبل أن يعي تفاصيلها و ماهيتها
في فلسطين الأطفال كبارًا لا يُفشون الأسرار كغيرهم من الأطفال
و السر عندهم في بئر مُغلق.
في فلسطين الطفل بالفطرة يعرف من عدوه و من صاحبه.
من خلال تميم و زياد و مواقفهم و ألعابهم التي لا تنتهي
والتي يُزعجون بها الجيش الصهيوني ويقلقونه
حكاية عن فعل اللعب و الشيطنة لإعتبارعه مقاومة للبقاء
حكاية قصيرة
في بدايتها عادية جدًا وقد لا يجد فيها القارئ ماهو مثير للدهشة
لكن في نهايتها تنكشف الأسرار و تتضح الحكاية.
السابق | 1 | التالي |