فإنه لن يكون بوسعنا إصلاح الواقع إلا متى أدركنا زيف تقديس الماضي الميِّت ومُثله، ومتى فهمنا أن تقديس الماضي لمجرد أنه ماضٍ ينطوي على جهل، وأنه أشبه بالسراب الذي لا يعكس غير أوهامنا وأحلام يقظتنا
لغة العرب : وأثرها في تكييف العقلية العربية
نبذة عن الكتاب
لا أزال أذكر إلى اليوم ما أصابني وأنا بعدُ صبيٌّ مـن صـدمة وذهول، إذ أخبرني والدي وأنا أراجع معه مُعلَّقة عمرو بن كلثوم (وكان مدرِّس اللغة العربية بالمدرسة الثانوية قد كلَّفنا بحفظ أبيات منها)، أن شعراء الجاهلية في قصائدهم التي تصف الحروب بين القبائل، والانتصار الرائع الذي حققته قبيلة هذا الشاعر أو ذاك على القبيلة المعادية لها، كانوا في أغلب الأحيان لا يصفون معارك جَرَت، ولا انتصارات أُحرزت، وإنما كانوا يَنْظِمون تلك القصائد قبل نشوب الحرب؛ للتعبير عن أمانيهم وآمالهم فيما سیأتي به الغد، وما سيُسفر عنه سير القتال، ولكن بصيغة الماضي، وكأنما التعبير عن هذه الأماني بصيغة الماضي كفيلٌ وحده بأن يحقق بالفعل كل ما وصفه الشاعر في قصيدته من إنجازات لقبيلته.. فهو هنا بمثابة الساحر الذي يسعى إلى التأثير في الإرادة الإلهية، أو في قوانين الطبيعة، عن طريق ما يردِّده من عبارات وهمهمات.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2025
- 264 صفحة
- [ردمك 13] 9789774907661
- دار العين للنشر
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
64 مشاركة