اقتباسات من كتاب فن الحياة

❞ ويقول تولستوي: «كتابة عشرة مجلدات في الفلسفة أيسر من تنفيذ وصية واحدة». ❝

لما كان العقل مدفوعًا بميله إلى توسيع أفق معلوماته لثقته في قدرته الذاتية فقد خيل إليه أنه محيط بعالم اللا نهاية الذي ينفسح أمامه. فمثله كمثل الحمامة، وهي خفيفة الوزن عندما تشق الهواء بطيرانها السريع وتشعر بمقاومة ذلك الهواء لها فيخيل لها أن طيرانها في الفراغ سيكون أسهل

أراني في هذه اللحظة أدير عينيَّ إلى نافذة مكتبي فيختلط فكري برهة بهذه الصور التي تبدو كأنها منقوشة على زجاج النافذة. ومن وراء هذه الشبكة الهندسية الحديدية التي تحيط بشرفة نافذتي أرى أمواج الغابة الخضراء تسبح في الضباب الرقيق اللازوردي: ضباب أصباح باريس، ويبدو في الأفق صف من التلال، وعلى جبل ڤاليريان المغطاة جوانبه بأشجار داكنة يقوم مستشفى يذكرنا بدير فلورنتيني قديم تحيط به أشجار السرو القاتمة؛ وفي الجو الحائل تسبح سحب شفافة وتمر أسراب من عصافير السنونو.

لو كان يعرف ما يريد كلمة كلمة لكانت قصته قد كتبت من قبل، والذي يحدث أنه يلقي بنفسه في الماء، وكل فصل يكتبه يملي عليه الفصل الذي يليه، أي أن التنفيذ يسبق العزم.

«إذا استثنينا بضع كائنات استطعنا أن نقول إن الجسم الآخذ في الشيخوخة يشبه محركًا متعبًا، ولو أننا عنينا به وتفقدناه وأصلحناه في الوقت المناسب لاستطاع أن يعاود عمله ويؤدي لنا بعض الخدمات

إن الإنسان وهو الطموح المتكبر لا يستطيع أن يفهم من نفسه لماذا ينبغي أن يحكمه إنسان آخر، حتى تجبره حاجاته نفسها على الشعور بضرورة ذلك الحكم، وخوارق الأحداث هي التي تجعله يؤمن بأنه إذا ما ترك بغير قيادة أصبح فريسة للأقوياء، وتحمله على أن يحب الطاعة بقدر ما يحب حياته وطمأنينته.

يظن البعض منا أنه مستقل عن رأي أهل بلده أو الوسط الذي يعيش فيه لأن الحوادث التي صادفته في حياته قد أوحت إليه بشعور من التمرد ولكن العداوة ليست ضمانًا لاستقلال الرأي بل هي على النقيض من ذلك حالة حادة من حالات التحيز. نرى الكاتب الذي ذاق مرارة طفولة معذبة ينزع إلى التفاخر بحرية الفكر بأن يطعن في الأديان وفي روابط الأسرة ولكن ثورته على هذه النظم لن تكون إلا كثورة العبيد.

❞ ويقول كوفييه: (إن مَن يقوم بالملاحظة يصغي إلى الطبيعة في حين أن مَن يجري التجارب يستجوبها ويرغمها على كشف قناعها ❝