كانت ملامحها المتعبة وشرود عينيها الخضراوين وانحناء ظهرها البسيط، تجعل أيّ مارٍّ بجوارها يشعر بالشفقة نحوها، بل تجعله بمجرد أن يتجاوز مشاعر الشفقة مدفوعًا إلى لعنة هذا البليد الذي ترك امرأة في مثل جمالها تنتظر.
احذر دائما من الكلاب
نبذة عن الرواية
في اليوم الذي أكلت الكلاب لسانه، لم يخطر على بال «عبدالمؤمن» أن آخر ذكرى سيحملها معه إلى العالم الآخر، كانت لـ«نسرين نايت خوجة» وهي تهمس في أذنه: «احذر دائمًا من الكلاب». همست له بذلك قبل سنوات من هذا اليوم، وقتما همّ بالخروج فجرًا من شقتها بشارع «ليون بورجوا» بمرسيليا، بعد ليلة قضياها في حديث استمرّ تسع ساعات كاملة، أمِل أن يتمكن خلال رحلة عودته بالباخرة إلى الجزائر من تفريغه على الورق، لكنّه عِوض ذلك، قضى كل الوقت مستمتعًا بالإصغاء إلى ما سجّله لها، غير مصدّق أنه حقق مصادفة أو إصرارًا، ما سيطلق مسيرته المهنية بلا شكّ، فلئن كان الحظّ قد جعله يقع على اسمها في سجلّ الاستعلامات اليومية للبوليس الفرنسي لعام 1956، فإن إصراره على محاورتها، وحده ما جعله ينفذ إلى شارع لم يتمشَّ فيه سواه، دون أن يعني ذلك أن إلحاحه على لقائها كان سيجدي نفعًا، لو لم تقع حوادث تزامنت بنحوٍ غريب مع اكتشافه لوجودها، إذ لولا حدوثها لكانت نسرين قد عدّته مجرد متحرِّش،التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 152 صفحة
- [ردمك 13] 9789921808308
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية احذر دائما من الكلاب
مشاركة من Ayoya 💘
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
حائك الكلمات
رواية متفرّدة واستثنائية، لم يسبق لي أن قرأت شبيها لها من حيث طريقة الحي المستعملة ولا من حيث تكنيك الاسترجاع الذي وظف فيه هذا الكاتب التاريخ كشخصية تضاف إلى شخصياته، وهو ما يجعلني أحتاط من الأحداث التي ذكرها إن كانت تاريخ أم قصص اخترعها وألبسها ثوب القديم.
لغة الرواية قوية جدا وتراكيب الكاتب اللغوية غريبة وسلسة سمحت لي بقراءة هذا العمل في جلسة واحدة، بالإضافة إلى حبل التشويق الذي استمر إلى آخر صفحة من صفحات الرواية التي تخلو واحدة منها من أحداث جديدة تشد النفس والتي خلق بها تشويقا مستمرا.
هذه أول تجربة لي في أبجد وقد فتحت نفسي على قراءة المزيد، متمنيا أن أجد لاحقا أعمال في مستوى احذر دائما من الكلاب
-
رابية عمار
"احذر دائمًا من الكلاب": عندما يصبح الوهم مقدسًا في السياسة والدين
لا خلاف في أن هذا النص غني ومعقد، وأن البعض هنا قيّمه بناء على قراءاته الاعتيادية للرواية العربية، لكن المشكل أنه نص كتب بأسوب مختلف واغتمد تقنيات حديثة وجديدة، كما تبنى لغة بمستويات مختلفة، لهذا فضلت أخذ وقتي وكتابة هذه المراجعة المتواضعة عن هذا العمل الذي يجمع بين السرد العميق والتأمل في قضايا التاريخ والدين والسياسة. من خلال استخدام تقنيات سردية متميزة وتوظيف شخصيات متعددة الطبقات، فقد نجح الكاتب في خلق رواية تتناول أبعادًا مختلفة من الحياة البشرية، حيث يتشابك ما هو سياسي بما هو ديني، وما هو واقعي بما هو ميتافيزيقي. في هذا المقال، سنتناول الجوانب الأساسية للرواية مع التركيز على وجود خطين سرديين رئيسيين: الخط السياسي والتاريخي من خلال قصة عبد المؤمن حلوفة ونسرين نايت خوجة، والخط الديني المتمثل في قصة تيموثي القديمة وتيموثاوس النبي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على ميل الكاتب للعناية بالفكرة أكثر من الشخصيات، وثيمة الوهم والكذب وكيف يصبحان مقدسًا في السياسة أو الدين.
الأسلوب السردي
الرواية تميزت بأسلوب سردي يشد القارئ منذ البداية، حيث تبدأ بمشهد مأساوي يعكس الغموض والمأساة المتأصلة في القصة. من اللحظة التي يسمع فيها "عبد المؤمن" التحذير الذي أطلقته "نسرين نايت خوجة" قبل سنوات، يبدأ القارئ في متابعة تطور هذه الشخصيات المعقدة التي تحاول فهم وتجاوز ماضيها. السرد يخلق حالة من الترقب المستمر، ويعتمد بشكل كبير على الحوارات والتفاصيل الدقيقة التي تضفي عمقًا نفسيًا على الشخصيات. الأسلوب يتميز بتنوعه بين السرد الواقعي والتأملات الفلسفية، مما يسمح للقارئ بالغوص في العالم الداخلي للشخصيات وفهم تعقيداتها.
الحبكة والشخصيات:
تعتمد الرواية على حبكة متداخلة تربط بين شخصيات متعددة، حيث نجد عبد المؤمن حلوفة شخصية تائهة تسعى للتصالح مع ماضيها السياسي والاجتماعي. حياته مرتبطة بشكل معقد بـنسرين نايت خوجة، المرأة التي تمثل جزءًا من هذا الماضي المتشابك. هذه الشخصيات تحمل في طياتها صراعات بين الماضي والحاضر، وبين ما هو واقعي وما هو رمزي. نسرين، التي تعيش حياة غامضة، هي مفتاح لفهم الجانب التاريخي والسياسي في الرواية.
أما الخط الثاني في الرواية فيتناول قصة تيموثي القديمة، الكائن الذي عاش طويلًا، وارتبط في النص بشخصية تيموثاوس النبي. هذه الشخصيات تأخذ القارئ في رحلة تتجاوز الزمان والمكان، حيث يُطرح مفهوم الزمن والدين بشكل رمزي، ليقدم الكاتب من خلالها رؤية فلسفية حول الحياة والموت والخلاص.
المقدس السياسي والتاريخي
يتمثل الخط الأول في الرواية في القصة التي تربط بين عبد المؤمن حلوفة ونسرين نايت خوجة. هذا الخط يعكس واقعًا سياسيًا وتاريخيًا معقدًا، حيث يعيش عبد المؤمن محاصرًا بماضيه، سواء من خلال تاريخه الشخصي أو علاقته مع نسرين. الرواية تعكس صورة رمزية للصراعات التي شهدها المجتمع الجزائري، خاصة فيما يتعلق بالحركات النضالية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث يصبح التاريخ عبئًا على الشخصيات، مثل عبد المؤمن، الذي يجد نفسه غير قادر على الهروب من هذا التراث. هنا، المقدس السياسي يتمثل في احترام التاريخ النضالي، لكنه مشوب بالغموض والشكوك حول ما هو حقيقي وما هو مختلق.
المقدس الديني
أما الخط الثاني في الرواية فيتناول مفهوم المقدس الديني من خلال قصة تيموثي القديمة وتيموثاوس النبي. تيموثي هي شخصية رمزية تعيش لفترة طويلة، وتحمل في وجودها رمزية ميتافيزيقية عميقة. هذه الشخصية ترتبط بالمقدس الديني من خلال ربطها بشخصية النبي تيموثاوس في التراث المسيحي. فكرة الخلود والزمن الطويل التي تطرحها قصة تيموثي تعزز من ارتباطها بالمقدس الروحي، وتثير تساؤلات حول المصير والحياة والموت. الكاتب هنا لا يكتفي بعرض قصة دينية بسيطة، بل يدمجها مع عالم من الرموز الميتافيزيقية، ما يجعل القارئ يتأمل في المعاني الأعمق وراء القصص الدينية والرموز التي تشكلها.
تجمع الرواية بين هذين الخطين – السياسي والديني – بشكل يخلق نوعًا من التوازي في السرد. كلا الخطين يعبران عن قوى أكبر من الشخصيات الفردية، سواء كانت هذه القوى سياسية وتاريخية أو روحية ودينية. الشخصيات، سواء كانت عبد المؤمن ونسرين في الخط الأول أو تيموثي في الخط الثاني، تحاول جميعها البحث عن نوع من الخلاص، سواء كان خلاصًا سياسيًا أو روحيًا.
الحبكة تتشابك بين هذين الخطين لتبرز أن كلا من السياسة والدين يؤثران بشكل عميق على مصائر الشخصيات. عبد المؤمن ونسرين، وهما شخصيتان سياسيتان وتاريخيتان، يبحثان عن فهم جديد لتاريخهما وكيفية تجاوزه. في المقابل، تيموثي تقدم رؤية أوسع وأكثر روحانية للعالم، حيث يتعامل الخط الثاني مع مفهوم القدر والخلاص الروحي.
التركيز على الفكرة أكثر من الشخصيات:
من الواضح أن الكاتب أولى اهتمامًا كبيرًا بالفكرة والمفاهيم العامة التي يتناولها النص أكثر من تطور الشخصيات بشكل عميق. يمكن تفسير هذا النهج السردي بعدة طرق:
1. الفكرة كجوهر الرواية: الكاتب يعالج قضايا فلسفية وتاريخية عميقة، مثل التاريخ السياسي، الصراع بين الماضي والحاضر، والدين كعامل مؤثر في حياة الأفراد. هذا يجعل الشخصيات أدوات لخدمة الفكرة، وليس العكس.
2. الرمزية في الشخصيات: الشخصيات، مثل عبد المؤمن ونسرين، تعمل كرموز للتاريخ والسياسة والخيانة. أما تيموثي، فهي تجسد الزمن والخلود. التركيز على الرمزية يجعل الشخصية ثانوية مقارنة بالرسائل الفكرية التي تريد الرواية إيصالها.
3. العمق الفكري على حساب العمق العاطفي: الرواية تسعى إلى تقديم تأملات فلسفية أكثر من استكشاف العلاقات النفسية العميقة بين الشخصيات. الشخصيات تتعرض لصراعات كبرى، ولكن لا يتم التركيز بشكل كبير على تطور حياتها العاطفية والنفسية، بل على ما تمثله من قضايا أكبر.
الوهم والكذب وكيف يصبحان مقدسًا:
من الثيمات الرئيسية في الرواية هو موضوع الوهم والكذب، وكيف يمكن أن يتطورا ليصبحا مقدسًا، سواء في السياسة أو التاريخ أو الدين.
- في الخط السياسي والتاريخي، نجد أن الشخصيات، مثل عبد المؤمن، تعيش في ظلال أوهام وكذبات متراكمة ترتبط بالهوية الوطنية والتاريخ النضالي. هذه الأوهام تتحول تدريجيًا إلى مقدسات يصعب التشكيك فيها أو زعزعتها، وتؤثر بعمق على حياة الشخصيات وتوجهاتها.
- في الخط الديني، ترتبط قصة تيموثي القديمة بفكرة الأوهام التي تتحول إلى حقائق مقدسة. تيموثي تعيش لفترة طويلة، وتصبح رمزية الخلود والغموض جزءًا من تقديس وهمي للحياة الطويلة والعمر الأبدي. هذه الرمزية تتداخل مع مفاهيم دينية، حيث تتشابك الخرافة بالدين لتصبح جزءًا من المفاهيم المقدسة التي تتبناها الشخصيات.
- التحذير المتكرر من "الكلاب" في الرواية يعكس كيف أن الوهم يمكن أن يتحول إلى خطر حقيقي. الكلاب ليست مجرد حيوانات، بل ترمز إلى التهديد الكامن في تصديق الأكاذيب أو الانجرار خلف الوهم الذي يُصاغ على أنه حقيقة. الوهم هنا ليس مجرد فكرة عابرة، بل قوة قادرة على تشكيل مصائر الأفراد والمجتمعات.
من الضروري القول بعد كل هذا، إن الكثير من الروايات العالمية اختارت هذا النهج في التركيز على الفكرة الكبرى أكثر من تطوير الشخصيات، على غرار الغثيان لجان بول سارتر، أين ركزت الرواية على فكرة الوجود والعدم بدلاً من الشخصيات، حيث يتم فيها استخدام شخصية أنطوان روكانتان لتوصيل أفكار سارتر حول العبث والوجود، وهو نفس الخيار الذي اختاره أورويل في روايته 1984 عندما ركزعلى تقديم نقد للأنظمة الشمولية، ولم يستخدم الشخصيات إلا كأدوات لإيصال الأفكار حول الرقابة والتحكم، على حساب تطويرها كأفراد، نجد أيضا ألبير كامو في روايته الطاعون يوظف شخصياته في الرواية لتعبر عن أفكار فلسفية فلسفية تغوض في العبثية والمقاومة دون أن يقوم بتطويرها كأفراد معقدين.
هذه الأمثلة توضح أن التركيز على الفكرة الكبرى، سواء كانت سياسية، فلسفية، أو دينية، يمكن أن يُغني النص الأدبي ويجعله وسيلة للتأمل العميق في القضايا الإنسانية، سيما إذا وظفت الرمزية توظيفا قويا ومكثفا مثلما فعل قسيمي في روايته هذه مستعينا بالصورة الذهنية للكلب التي قد تمثل الخوف والخيانة والخطر الدائم، والتحذير من الكلاب يرمز إلى الحذر من الأعداء والخيانة التي قد تأتي من القريب أو البعيد. كما أن شخصية تيموثي القديمة ترمز إلى الزمن الطويل والحكمة المتوهمة بعامل الزمن التي تظهر أنها حكمة سخيفة لا تؤدي إلى أي نجاة.
مأزق القراء
وبينما تحتوي الرواية على عمق فكري ومواضيع مهمة، فإن التعقيد في الحبكة والأفكار والفلسفات المقدمة يمكن أن يؤدي إلى تشتت تركيز القارئ الذي لم يعتد على هذا النوع من السرد بسبب جدّته ومقاربته لمستويات تحتاج إلى قدرة مهمة من التأمل والتفكير في المعاني وراء الأحداث، وهو ما قد يتطلب منه جهدًا إضافيًا، يجعله يدرك أنه أمام نص متلاحم ومنسجم جدا، رغم ما قد يعتقده في البداية من تشظي داخل النص.
رواية "احذر دائمًا من الكلاب" تقدم قراءة متعددة الطبقات للتاريخ والسياسة والدين. من خلال الجمع بين الخطين السرديين – المقدس السياسي والتاريخي المتمثل في قصة عبد المؤمن ونسرين، والمقدس الديني المتمثل في قصة تيموثي القديمة وتيموثاوس النبي – تخلق الرواية نوعًا من التوازن بين هذين العالمين وتبرز كيفية تأثيرهما العميق في حياة الشخصيات. الرمزية الغنية والأسلوب السردي المتقن يجعل من هذه الرواية نصًا أدبيًا يفتح الباب أمام القارئ للتأمل في العلاقات المعقدة بين الفرد والمجتمع، وبين الحاضر والماضي، وبين ما هو دنيوي وما هو روحي.
في النهاية أقول إن الأولوية التي منحها الكاتب للفكرة على حساب تعقيد الشخصيات تبرز أن الرواية تسعى إلى تقديم تأملات فلسفية وفكرية عميقة. هذه الشخصيات ليست سوى أدوات رمزية لتمثيل الأفكار الكبرى التي تتناولها الرواية، وهو ما يجعلها نصًا يعبر عن قضايا اجتماعية وسياسية ودينية بأسلوب يتجاوز الحدود التقليدية للروايات النفسية أو الواقعية.
-
عبد الحق قياسة
قد يحتاج هذا العمل ليوم أو يومين لقراءته فقط، لكنه يحتاج لوقت طويل ليهظم بشكل جيّد وليكتشف القارئ أنه يقرأ واحدا من الأعمال من الأعمال الأدبية المميزة التي تعكس عمق التجربة الإنسانية وتعقيد العلاقات الاجتماعية في المجتمع المعاصر، فهذه الرواية تمتاز بسردها الشيق وبأسلوبها الأدبي المبتكر الذي يجمع بين السرد الواقعي والتخييل المجنون والثقافة التاريخية الواسعة، بالإضافة إلى إلمام استثنائي بالأدب وتقنيات السرد الحديث، دون أن أنسى امتلاك الكاتب قدرة غريبة على صنع تشويق مدهش وغريب.
تدور أحداث الرواية حول شخصية "عبد المؤمن" الذي يعيش صراعات داخلية وخارجية مع ذكريات مؤلمة تجسدها علاقته بـ"نسرين نايت خوجة"، وهي امرأة يظل يتذكر كلماتها التحذيرية "احذر دائمًا من الكلاب". من خلال سلسلة من المكالمات الهاتفية والمواقف التي تمر به، يكشف الكاتب عن حياة مليئة بالتجارب والخيبات، حيث لا يسعى البطل لفهم الماضي والتصالح معه، بل إلى محوه وخلق حياة جديدة يؤسسها على الابتزاز والكذب وإيهام نفسه والمحيطين به بأنه شخص غير الذي يراه في المرآة كما جاء في الرواية.
تتميز الشخصيات في الرواية بتنوعها وتعقيدها، بل إن بينها حيوانات سرد الكاتب حكايتها، بحيث جعلنا نتابع قصتين متوازيتين تحدثان في عالمين مختلفين: عالم الإنسان وعالم البهائم، وببراعن جمعهما حتى أصبحا عالما واحدا.
يظهر "عبد المؤمن" كشخصية مليئة بالتساؤلات والقلق، يسعى لفهم العالم من حوله ومنطقة الراحة التي تتركها الذكريات، لكنه قلق كاذب لا يقوده إلى اكتشاف حقيقته بل إلى صنع كائن من شمع خال من كل روح وعمق، بينما تيموثاوس إلى عكس ذلك تماما.
من الصعب تلخيص هذه الرواية، وقد يكون تلخيصها مستحيلا، فهي سباق مستمر لقصص كثيرة تتفاعل مع بعضها لتصنع أحداثا تطوف كلها حول كعبة واحدة هي "الوهم" ودوره في صناعة المقدّس في السياسة والتاريخ والدين، فالرواية تتناول العديد من المواضيع مثل الهوية والذاكرة والخسارة والعلاقات الإنسانية المعقدة. يسعى قسيمي من خلال عمله هذا إلى استكشاف طبيعة الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان في محاولته للتصالح مع ماضيه ومع حقيقته
أسلوب سمير قسيمي في هذه الرواية يتميّز بالعمق والتعقيد، حيث ينسج معاني متعددة في السرد، ما يجعل نصه صعبا على نوع من القراء، ممن لم يقرأوا هذا النوع من الكتابة والتي أعتقدها نادرة او غير موجودة في الرواية العربية، ومع ذلك فهي تمنح أي قارئ مهما كان مستواه متعة حقيقية وفرصة لاكتشاف لغة غنية جدا غير متعارف عليها،.
في النهاية، "احذر دائمًا من الكلاب" ليست مجرد رواية، بل هي رحلة إلى أعماق النفس البشرية، تستدعي القارئ للتفكير في تجاربه الخاصة وفي كيفية تأثير الماضي على الحاضر، واعتقد أن سمير قسيمي نجح في تقديم عمل أدبي يترك أثرًا طويل الأمد في نفس القارئ، مما يجعله يستحق القراءة والتمعن، ويستحق بلا شك كل النقاط الخمس في التقييم.
-
mustaff Hahhid
راوية رائعة تؤكد أسلوب التجديد الذي يشتغل عليه الكاتب سمير قسيمي. هي رواية فانتازيا مع الواقع، وهي في رأيي، معارضة لرواية مزرعة الحيوان لجورج اوريل. بحيث تقع الحيوانات في نفس أخطاء الانسان الذي ثارت عليه .... إن رواية احذر دائما من الكلاب، تركز على فكرة دور الوهم والكذب في صناعة المقدس والاسطورة في التاريخ والسياسة.....
-
Rayan Almukhini
كنت كثيرا ما أتابع فعاليات تكوين وإصداراتها، فشد انتباهي اسم هذه الرواية وكاتبها، سمير قسيمي
احذر دائما من الكلاب، عنوان يحيل على رمزية من بدايته، يجعلك تشعر بأنك مقبل على رواية بأكثر من مستوى ، بها عوالم تنقلك بين عراقة التراث وعمق الحاضر، بين الصراع بين الحيوان والبشر،
تسأل نفسك ما علاقة نسرين نايك خوجة وعبدالمؤمن حلوفة؟
وما علاقتها بصالح بورجيل؟
وكيف يتقاطع هؤلاء مع تيموثاوس؟
وكيف يرتبط يحيى الفأر بهم جميعا؟
ما زلت عالقة في الرموز وأبعادها كأني لم أقرأ رواية رمزية من قبل رغم قصرها
وجدتني خائرة القوى وحائرة ومستمتعة، أحب روايات المغرب كثيرا