اقتباسات من رواية صحراء

نعمان هو الذي حدّثها عن الدلافين. حكى لها عن أسرابٍ لها ظهورٌ سوداء تقفز أمام صدر القوارب بمرح، كأنها تلقي التحيّة على الصيّادين، ثم تذهب فجأةً باتجاه الأفق وتختفي. يحبّ نعمان أن يحكي للالا حكايات الدلافين. حين يحدّثها، يصبح نور البحر أكثر لمعاناً في عينيه، كأنّ لالا تستطيع أن تلمح الحيوانات السوداء من خلال لون بؤبؤيه. مع أنها تنظر بتمعّنٍ شديد إلى البحر، لكنّها لا ترى الدلافين. لم تكن تحبّ الاقتراب من السواحل بالتأكيد

تتراقص ألسنة نار العيدان تحت إبريق الشاي النحاسيّ، وصوت الماء يغلي داخله. في الجانب الآخر من الموقد، النساء يثرثرن، وإحداهن تهدهد طفلها الرضيع النائم على صدرها. الكلاب البرّيّة تنبح، فيرتدّ صدى أصواتها بين تجاويف الكثبان، كأنّ هناك كلاباً أخرى. تتصاعد رائحة المواشي فتمتزج برطوبة الرمل الرمادي ودخان المواقد اللاذع.