اقتباسات من كتاب تصميم الأشياء اليومية

إنَّ تمييزَ التصميم الـمُتقَن في الواقع أصعبُ بكثيرٍ مِن تعرُّف التصميم الرديء، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى أنَّ التصميماتِ الـمُتقَنةَ تتوافقُ معَ احتياجاتِنا لدرجةٍ تجعلها خفيَّةً في حياتنا فتخدمُنا دون أنْ نلاحظَها، وعلى الصعيد الآخَر، تبرز عيوبُ التصميم الرديء على نحوٍ

يهدف إلى تحويل القرَّاء إلى أشخاصٍ يتَّسمون بقوَّةِ ملاحظةٍ تمكِّنهم من تمييز التصميمات السخيفة والرديئة التي تتسبَّبُ في كثيرٍ من مشكلات العصر الحديث، ولا سيَّما تلك المتعلِّقة بالتقنيات الحديثة.

تبدو الحياة اليوميَّة أحيانًا حربًا لا نهائيَّة معَ الارتباك والأخطاء المتواصلة والتوتُّر ودورة مستمرَّة من تحديث ممتلكاتنا وصيانتها.

إنَّ المهندسِين مدرَّبون على التفكير المنطقيِّ، ونتيجةً لذلك، يعتقدون أنَّ الجميعَ يفكِّرون بهذه الطريقة ويصمِّمون الآلاتِ وَفقًا لذلك المنطق، عندما يواجه الناسُ صعوبةً، ينزعج المهندسون لكنْ غالبًا ما يكون انزعاجُهم للأسباب الخطأ.

تتعدَّد أسبابُ القصور في التفاعل بين الإنسان والآلة، وينبع بعضُها من قيودِ تكنولوجيا اليوم وحدودِها وبعضُها الآخَرُ مِن القيود التي فرضها المصمِّمون ذاتيًّا، لتقليل التكلفة في الغالب، لكنَّ معظم المشكلات تأتي مِن الافتقار الكامل إلى فَهم مبادئ التصميم اللازمة للتفاعل