مهما حاولنا تغيير حياتنا، انسحبنا، استمررنا، قاتلنا لأجل وحدة وعزلة، لن نستطيع أن نمحو ذواتنا. كل منا له بصمة تخصه
لعبة النوافذ
نبذة عن الرواية
لم أجد سوى شرفة بطول مترين وعرض متر واحد، هي كل ما أملك في الدنيا؛ منها أنظر للعالم وأحاول جاهدةً أن أكون جزءًا منه، لكنه كان يقصيني عنه، كأنني لست منه، لم يقبلني كسماء، فجلستُ على قمته أعرف ما لا يعرفون، أترفّع عنهم وكأنني أنا التي أبتعد عنهم، يصفونني بالغرور، يطلقون عليَّ صفات ليست فيَّ. لم أكن كذلك في قريتنا، كنت منهم، أضيع بينهم لا فوارق بيننا، كلنا أبناء الطين والأرض، مرسوم على ملامحنا أننا أبناء هذا المكان، كأننا موشومون به وبأشجاره وبيوته ومزروعاته، أما في المدينة فأنا وافدة جديدة صامتة، أحاول أن أعرفهم، فقالوا إنني مغرورة، دفعوني للصمت، للعزلة، فصرت أبعد بأقصى ما يمكنني. وبرغم ذلك أنا بينهم، أتحرك في دوائرهم، أترك عيني وأذني، بينما جسدي هناك! لعل أقصى ما يخيف المرء أن يجد نفسه مكشوفًا أمام غيره ممن أجاد اختراق الجدران. حينها تتعرى النفس، تظهر أغراضها القبيحة دون مقاومة، وحينما يعي المراقَب الأمر، يدرك أن دافع الآخر كان ممارسة لعبة تغذي إحساس الهيمنة لديه، في هذه اللحظة ينكشف المراقِب، تتبدل المقاعد خلف النوافذ لتمنح التلصص -ذلك الوحش الأسطوري- حيوات متجددة لا تنتهي.عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 260 صفحة
- [ردمك 13] 9789778970432
- بيت الحكمة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية لعبة النوافذ
مشاركة من Shimaa Allam
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Shimaa Allam
لعبة النوافذ التي يتقنها البعض إن لم يكن الجميع ، في حياتنا الواقعية أو حتى في سماء العالم الافتراضي ، فالتلصص متعته الخاصة .. يملىء الفراغ ، يفصلك عن واقعك بما فيه من مشاكل و منغصات ، يصنع لك حياة من حيوات الآخرين.
و هكذا كان بطلي القصة .. عشقا اللعبة و أجادها ، جمعهما المكان و الزمان ، مسن تقاعد بإراداته رغم حجم أعماله و نجاحاته الضخمة ، و امرأة قاربت الأربعين أتقنت الهروب بتغيير الأماكن ، غرقا كليهما في لعبة النوافذ ، المتابعة و الاستماع ، ربط الخيوط و بناء الاستنتاجات.
هو الفراغ ، الهروب ، أم محاولات النسيان ؟
و هل بتعارفهما قد يدركا أن بالحياة ما يستحق الحياة حقًا ؟
الرواية تعتمد على السرد مع التركيز على بطلي العمل الرئيسيين ، جاء السرد لطيفًا بتبادل الحكي بين كل بطل و الراوي العليم ، اللغة سلسة على جمالها ، أيضًا برعت الكاتبة في الحكي عن بيئة كل شخصية بأدق تفاصيلها و بواقعية شديدة ، لنرى تأثير ثقافة كل بيئة على شخصيات الأبطال .
رسم الشخصيات كان مميز على اختلافهم ، و حتى الشخصيات الفرعية مكتوبة ببراعة .
رتم الأحداث هادىء خصوصاً بنصف الرواية الأول ، كما تطورت العلاقة سريعًا بين بهجت و سماء في نصف الرواية الثاني بشكل لا يتناسب مع حذر الشخصيات كما جاء بنصف الرواية الأول .
هي رواية عن الأماكن و الشخصيات ، عن طباع البشر و محاولات النجاة ، بنهاية غير تقليدية تُحسب للكاتبة .
رواية إجتماعية إنسانية أرشحها للقراءة.
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#لعبة_النوافذ
#قراءات_٢٠٢٤