أعاد الكاتب تشكيل ذاته حتى تراها انصهرت داخل السرد فيصعب علينا بذلك تحديد هويته من هويه بطل قصته، وقد تجاوز الابداع حده لدرجه تفاعل القارئ بالنص حد الاندماج ليتأثر به ويؤثر فيه بشكل أو بآخر. كما أعاد صياغة دور بطل القصة الشعبية داخل (حواديت محلية الصنع) لتجده بطلا بحق بكل معاني الكلمة لكنه يتوارى خلف سلوكيات اوضحها لنا ببساطه أنها مكتسبه وعكس فطرته النقيه. لنتعلم دروسا على لسان بكتيريا (البلطجي) وكأنه حكيم زمانه! حتى أنني شخصيا بكيت لحادث مقتله! مما خلق لدي صراع وجدال بين العقلانية والإيمان الراسخ بداخلي لكن الصراع يرسو أخيرا نحو (الانسانية )فكلنا بشر رغم سلوكياتنا المشوهة والمشبوهة أحيانا نصيب ونخطئ.
الكتاب أراه بعيني كقارئة محاكاة أدبية لإعادة الرؤية حول الذات البشريه من وجهة نظر جديدة وبسيطة دون تعقيدات..تملي علي بأننا بشر قد نصيب وقد نخطئ وأن لنا الحق في ارتكاب الأخطاء منعا لجلد الذات وإحياء غريزتنا الهدامة كسلوك مدمر.
اول ما تعلمته هو أن ( نقصان الإنسان شيء مكتمل) استوقفتني تلك الجملة التي تستحق بالاضافة إلى ما سبقها للتأمل تحديدا عندما نحاول باستماتة توفير كل الرفاهيات لأبنائنا لجعلهم أسوياء نفسيا. لكن الكاتب هنا قلب كل الموازين وغير كل الانطباعات والأساليب التربوية، ليعطينا درسا مثاليا وهو أن العوز والحرمان يصنعان إنسانا يشعر بألم الغير، ويتعامل بمرونه مع الأزمات ويتكيف مع كل الظروف والصغوط. وبذلك قد تهون عليه معاناته وقد يصبح فنانا وربما كاتبا مبدعا مثل كاتبنا. ومن منا لم يحلم باقتناء دراجة له، أولى عتبات الحرية في الطفولة.. لن أنسى عندما استطاع ابني أن يقود دراجته لأول مرة ( ماما حاسس إني بطير) قالها بعفوية عندما شعر بمداعبة الهواء لوجهه وجسده وتطايرت ملابسه لقوة دفعه. شعور رائع.
مع قصة( جبر) تذكرت لحظه وقوفي أمام السبورة وشرودي عن التفكير في الإجابة لمجرد أن كل العيون تخترقني من الخلف وتنتظر عقابي او الاحتفاء بي.
كنت أذوب خجلا مرات ومرات.
ومع قصة أمل حسدت الزوجين على الحب والتفاهم فيما بينهما. وقلت في نفسي ذلك خير مما لو كان لديهم أبناء وهم تعساء!
أعتقد أن رسالة الكاتب قد وصلت لكل من قرأ إبداعه. سواء الرسائل المباشرة أو الخفية منها.