اقتباسات من رواية السردية الفلسطينية: سبع شداد

أيقن أبي أن كلماتك التي أودعتِها الأوراق ستغدو يومًا أرواحًا تقاتل وتمسح صدأ السنين وتنير الدرب للثائرين.

‫ لطالما أيقن أبي بقدرة الكلمات على التحليق والطيران.. كان يرى ذلك في الثورة التي اندلعت..

لقد تخطى الأزمة التي مرّ بها فور غيابك بأن واصل الحياة وكأنك معه. عالج الأمر. إنه يعيش معك فعلًا في كل لحظاته. مع أنه فقدك وسط الطريق. إلا أنه يصر أن يكمل الطريق معك. كان يراك حيث لا نرى. ويسمعك

«يتدفق النصر دافئًا.. في اللحظة التي ينضج فيها اليقين ويهدأ ارتعاش الشك في الأهداب»

«لا تنتظر صلاة الفتح يا بني..

‫ لا ترسمها على الورق..

‫ دع أقدامك ترسم الخطى..

‫ كن أنت التكبيرة الأولى والخطوة الأولى»

«قد تذبل الأوطان ولا يبعثها من مرقدها سوى كف امرأة تحترف المقاومة كما تحترف الأمومة»

‫ «لا معركة يمكننا أن نكسبها مادامت المرأة تشعر بالخيبة والخضوع ولا حرية يمكننا أن نكسبها ما لم يرعَ الرجل خطوط النور في كفها.»

أشعر أنني أصحو كل يوم لأقاتل.. أقاتل حتى لا تبتلع العَتمة بصيص النور المتبقي.. أقاتل حتى لا أسقط.. أعلم أنك ستقولين «في كل سقوط الله يسندنا» وأعرف أن أجمل ما في السقوط أننا نسقط لنتعلم الثبات..

.. هذه الساعات كفيلة بإعادة تركيب ما تناثر من روحي.. إنها تهِبُني النور والحبور، هؤلاء الشهداء هم وَهِجُ المخيم وطريقه للانتصار على العَتمة، ما فُتنوا.. ما همَّهم ظمأ ولا نصَب

لكن الحرب تعلمك ما لم تكن تعلم.. تنبش داخلك لترى المُذهِل، الحرب تتكفل باستخراج المستحيل من داخلك، تعلمك ألا تتعلق وألا تأخذ، تجد ذاتك التي لا تعرفها.

«عندما يشتد الموج.. اجعل قلمك هو الشراع.. حينها ستصل لمبتغاك»

الجوع يهذب النفس، ينقيها ويطهرها من الأدران.. وفي لحظات أخرى قد يسجن الجوع الجسد ويعذبه ويسلب حريته.. فإن كنت جائعًا فلا يعنيك شيء في الكون قدر جوعك..

الحرب اختبار حقيقي للنفس الإنسانية.. تظهر فيها بلا تزويق ولا مكياج.. وهذا الاختبار تدخله بلا قرار منك.. أنت توضع فيه رغمًا عنك.. لكنك تستطيع أن تصنع قدَرك فيه كما تريد.

لا يتوقف قلب الإنسان بالموت.. بل يتوقف عندما يستسلم.

التهجير مروِّع.. فعندما تخرج لن تعود كما كنت أبدًا.. لن يعود شيءٌ كما كان.. ستفقد في كل خطوة بعضًا منك.. إنك تموت ببطء بدل أن تموت دفعة واحدة.

كل جنازة تقرِّبنا من الحلم.. كل قطرة دم هي قنديل يضيء للقدس الطريق.

لأن أعيش مع المعذبين والمساكين وأذوق الموت معهم أهون عليّ من الموت حسرة عليهم.. سنموت ألف مرة إن ابتعدنا عنهم وتركناهم.. إما أن نموت معهم أو نعيش معهم..

«الكتاب الأول هو الذي يضيء روحك فلا تعود كما كنت أبدًا وقد يكون هذا هو الكتاب العاشر في التعداد لكنه الأول الذي يجعلك تحلق أبعد من حروفه وتفهم نفسك وتجدها بين السطور.. يجعلك تتحدى وتتغير»

«وكأن الكتاب الذي تلمسه روحك يشبه الحبَّ الأول يبقى صدى كلماته ورائحة حروفه وملمس أوراقه مشتعلة في الذاكرة مهما بعُد الزمن.»

الكتبِ التي تعتني بروحها وتجعلها ثريَّة وقوية وصُلبة وفي أحيان كثيرة تشعرها بأنها عملاقة وأكبر من كل الذين حولها وأكثر احتمالًا للوجع!

تكالب الناس علي وأخذوا الطحين مني.. ولا أدري لماذا لا يهجموا على العملاء والجواسيس ليأخذوا ما في بيوتهم من قمح وشعير وطحين!!