أشعر أنني أصحو كل يوم لأقاتل.. أقاتل حتى لا تبتلع العَتمة بصيص النور المتبقي.. أقاتل حتى لا أسقط.. أعلم أنك ستقولين «في كل سقوط الله يسندنا» وأعرف أن أجمل ما في السقوط أننا نسقط لنتعلم الثبات..
السردية الفلسطينية: سبع شداد
نبذة عن الرواية
السردية الفلسطينية..سبع شداد بقلم نردين أبو نبعة. ... إلى أكثر من بضعة وعشرين ألف شهيدًا -بينهم أكثر من تسعة آلاف طفلًا- منذ بدء العدوان الغاشم على غزة في أكتوبر الماضي. إلى مئات الآلاف الذين فقدوا منازلهم، وأهليهم، ولم يفقدوا إيمانهم، صبرهم، ورغبتهم في التحرر. إلى الملايين من الداعمين حول العالم، والذين مازالوا يحتفظون بإنسانيتهم. نهديكم هذا المشروع البديع .. السردية الفلسطينية … يؤرخ لبداية نكبة فلسطين بتاريخ انسحاب الإنجليز وإقامة الدولة المحتلة في مايو ١٩٤٨، لكن المقاومة عمرها أكبر من ذلك. بدأت قبل الحرب، وقبل التهجير وقبل النزوح، بدأت قبل انتفاضة الحجارة، وقبل الاتفاقيات والتسويات المزعومة. بدأت قبل الثورة الكبرى في ١٩٣٦. بدأت وستظل إلى أن تعود الأرض.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 240 صفحة
- كتوبيا للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية السردية الفلسطينية: سبع شداد
مشاركة من أبرار خضير
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
الكتاب رقم 48/2021
رواية سبع شداد
الكاتبة: نردين ابو نبعة
"المخيم لا يستيقظ.. الزمن لا يتقدم ولا يتأخر.. الناس خلعوا ساعاتهم وحطموها فلا قيمة للصباح ولا للمساء في الأزقة والحواري الداخلية للمخيم صمت مرعب متوجس البيوت مفتوحة على مصراعيها.. أكوام الركام والحطام يعلو فوق بعضه.. كل شيء مهشم كقطع زجاج مهروس.. لا صرير أبواب تُفتح.. لا نوافذ تُغلق.. لا شمس تتسلل بدفء.. والجوعى يدخلون البيوت المهجورة ينهبون بقايا الطعام إن كان هناك بقية كثيراً ما تحدثوا عن جهنم.. قاعها.. مائها الحميم.. لهبها.. زقومها.. ضريعها.. أبوابها.. بماذا تختلف عن المخيم ياتُرى؟ الكل بات يعتقد أنه في جهنم."
# مشاهد واحداث تتكرر
نعم هي مشاهد تتكرر في كل مرة من 1948-1967 حرب بيروت حصار المخيمات والان الثورة السورية او الربيع العربي كلها احداث متكررة لكن مع فارق بسيط ان الجيل الجديد يراها على ارض الواقع فيعمل على مطابقتها مع اجداده ويطرح الاسئلة التالية
هل اجدادي أفضل ام انا؟
الحرب واحدة ام مختلفة؟
لماذا يحصل كل هذا؟
وغيره من الاسئلة التي تطرحها الكاتبة الاردنية ذات الاصول الفلسطينية نردين ابو نبعه في كتابها سبع شداد الصادر عن دار المعرفة 2019 بعدد 240 صفحة من الاحداث المتكررة التي نعيشها مع خزامى (الريح الطيبة الجميلة التي تصدر من الزهور ورائحتها العطرة) فهل فتحت الكاتبة طاقة امل من خلال الاسم طاقة امل من مخيمات اللجوء السورية وحصار المخيمات الى اوروبا بإسقاطات ومشاهد متكررة باختلاف الاجيال.
# استدعاء التراث
يا زريف الطول وقف تقللك
رائح الغربة وبلادك أحسنك
خائف يا زريف تروح وتتملك
وتعاشر الغير وتنساني انا
اسقاطات الاغنية غريبة تشعر أنك تسمعها من الاجداد الى الاحفاد فهي التراث الفلسطيني المتجدد فليس غريبا ان تبدأ الكاتبة الرواية بقصة ظريف الطول وحصار القرية والجوع والخوف ودفاع ظريف عن البلدة لتربط فلسطين منذ القدم بالدفاع عن الحرية من العهد الانكليزي الى اليوم فلقد استدعت الكاتبة قصة جدتها مهجة وتهجيرها من قريتها عام 1948 عبر رسائل خاصة كانت ترسلها الى عمها الاسير في فلسطين وربما كانت هي خزامى بكتابتها فالكاتب مثل القارئ يعيش الشخصية واحداثها إذا اراد ان يندمج بالرواية. فالفلسطينيون يدركون أنهم يجب أن لا يتوقفوا عن رواية الماضي، حكايات شعبنا وقضيتنا ومقاومتنا، حكايات بيسان لإخوتها في الحصار كانت توصل لهم ان الفلسطيني مقاوم محارب كلها حكايات متكررة لكنها ضرورية لكيلا ننسى.
# مع خزامى وسعيد وبيسان
خزامى وسعيد هنا اسقاط لحالة فلسطينية من العائلات الاخرى وثقت احداث المخيم وهنا نتساءل عن رمزية المخيم للفلسطيني فهنا حضر مخيم اليرموك بقوة فهو فلسطين المصغرة، أو فلسطين الدمشقية، فكل مخيم فلسطيني في أرض الشتات، هو فلسطين، يحمل همّ فلسطين وقصصها وحكاياتها وتراثها وثقافتها وهويتها، ومهما طال الزمن وتغيرت الظروف، فسيبقى المخيم الفلسطيني، فلسطينًا تنتظر العودة إلى أمها، إلى مسقط رأسها،.
اليومية وانما الحياتية في زمن الحرب زمن الحرب الايام واحدة لا اختلاف فهنا خزامى الزوجة ام الاطفال الفدائية التي خرجت لجلب الخبز الى اولادها وفي نفس الوقت المحبة لأطفالها وزوجها سعيد تكتب مقالات في الصحف لتفضح افعال النظام وتتحدث عن افعال داعس وميلشيات النظام والتعذيب والقتل وسيل الدم لتعتقل ويظن اولادها انها هربت لكنها تعذب في المعتقل حتى ينجح مصور بإنقاذها من السجن وتهريبها الى تركيا.
اما سعيد وبسان فهما الاب والام للأطفال بعد ضياع الام كبرت بيسان قبل اوانها وعانت ما عانت بالمخيم مات ابوها متأثرا بجراح كان من الممكن ان يشفى منها لو لقي الرعاية الطبية الكافية تلك الجراح التي اصيب بها اثناء حريق مكتبته ليس من الضروري ذكر تفاصيل اليوم أكثر وتفاصيل الرعب أكثر فهي معروفة للجميع.
الرواية كما أشارت الكاتبة في النهاية انها نسيج ممتد من شخصيات متعددة نسيج من عدة شخصيات سكنت المخيم وخرجت منه بطريقة أو بأخرى. الرواية بتوضيح ببساطة إن الموت ليس راحة وانما هروب لذلك تتمناه وتحسد من مات!
الحرب وتغييرها للشخصيات، طبيب يتحول لمهرب، حرامي يصبح أمير جماعة وتحت إمرته ميليشيا مسلحة تنتظر أوامره، شخص يوزع أكل على أهل المخيم في الوقت اللي يموتوا فيه من الجوع، هو نفس الشخص اللي يقتلهم بالقناصة من وراء حجاب!
بالنهاية الرواية رائعة وإن كانت ثقيلة على النفس وتثير الحزن والخزي والعار .
# البحر اولا والبحر اخيرا
لماذا البحر الهادر هل هو عتاب للبحر انه غدر باللاجئين وتركهم للمهربين يشرون ويبيعون هنا اسقطت الكاتبة على مأساة الخروج والدفع للمهربين وتجارة البشر هم يدفعون ثمن موتهم فقط الخروج بذاته مغامرة انت لا تضمن شيء كل شيء وارد فقط عليك ان تدفع وان تغامر ففي اخر الكتاب نجد خزامى تستيقظ من إغفاءتها الأقرب إلى الإغماء، على رائحة الزعتر البري المزروع في الجزيرة. الزعتر الذي يشبه زعتر فلسطين، لكأنها تصف الوصول إلى الجزيرة (أولى خطوات المهجر) بخطوة للوصول إلى فلسطين. إلى هذا الحد كان انعتاق بطلة القصة من تجربة الحصار والتهجير، وانتقالها من قاع حياة اللاجئين إلى قاع حياة الغرب. هذا القاع الثاني بنظر الغربيين هو قمة جديدة بنظر من كاد يموت جوعاً في الحصار أو التعذيب أو التهجير وتجارة البشر والموت غرقا او قتلا او لا يهم فكله في النهاية موت لكن عليك ان تعيشه وتذهب اليه وربما تدفع ثمنه لمهرب.
الرواية تقهر وتوجع وتعري وتنتقد ما حصل انها دوامة كبيرة من الوجع بدأت بقصة وانتهت بغفوة ربما بين القصة والغفوة قصص ووجع كل شخص استشهد او اعتقل او غرق او هاجر قصة الناجون وذكرياتهم الموجعة وقصة الميتون وذكرياتهم الحزينة التي انتهت ولم تنتهي لا اعرف شعور الكاتبة وهي تكتب لكن اسلوبها السردي رائع فان تقرا رواية على جلسة واحدة وان تشعر بالخوف لأنك تريد ان تعرف نهاية كل شخصية وما حصل لها
النهاية مفتوحة لان الحرب لازالت قائمة ولم يعد النازحون الى بلدهم بل تشتتوا في بقاع الأرض مات من مات وعاش من عاش لكن ما هي طبيعة القصص المروية.