اقتباسات من رواية السردية الفلسطينية: سبع شداد

أما القناص فهو أرحم من الجلادين.. إنه ينهي كل شيء بطلقة واحدة!

أتدرين يا سارة.. ما هو أجمل شيء في الحرب رغم قساوتها؟

‫ الحرب تعلمك قيمة الحياة، الحرب تعلمك طرقًا جديدة للعيش واقتناص الفرح حتى لو كان في فم الأسد.

لماذا لا يكون الموت أسهل وأسرع؟ أم أن الانتقال من حياة لأخرى يستلزم هذا الألم.. هل العبور إلى الحياة الآخرة يستلزم كل هذا الألم..؟!!

‫ أم يقول لها: «إن أكثر ما كان يقلقه مجيء الليل، فالنهار يبتكر النسيان. يشغلك بكل ما فيه من ضجيج فلا تفطن لحزنك وفقدك. أما الليل فإنه يهز جذع الأحزان والأشواق، فتساقط عليك من كل حدب وصوب. يخفت الضجيج حينها

ياه. ماذا تفعل الحرب بنا يا شادية؟ ‫ حتى لو نجونا. لن تكون النجاة تامة!! إنها نصف نجاة. النجاة من الحرب تشبه جبل الثلج. يذوب من الأعلى ويبقى في الأسفل النصف الثاني من الجبل الثلجي. الحرب لا تنتهي يا

ماذا يحصل في الحرب يا شادية؟

‫ هل تجف الروح وتنكمش؟ نعم!! ومن ينجو ينجو بأعجوبة!!

‫ ليس المهم أن ينجو الجسد فذلك قد يكون ممكنًا.. المهم أن تنجو الروح وهذا أمر صعب!!

يا شادية معركتنا ما عادت مع المحتل.. فالسم منا وفينا وكف الإخوة غدا سكينًا!!

في المخيم لا تملك سوى ذكرياتك المُرّة، ولكي تصبح هذه الذكريات محتملة ومستساغة.. لا بد أن تحكيها.. أو ترسمها وإلا مِت من المرار الطافح في حلقك..

ويعرف أن بعض الرسومات كخشبة المقصلة التي ستُزاح في أي لحظة من تحت قدمك! لكنه يعرف أيضًا بأن الصمت لن يمنحك عمرًا فوق عمرك.. يقول لها ذلك.

يعرف أن بعض الكلمات مشانق.. لكنه يعرف أيضًا أن بعض الصمت خيانة

موتًا عاديًا.. البقاء حيًا في هذا العالم المخيف ليس مطلبًا أبدًا..

عرفت أن حياتها مع رسام كهذا مثقل بالوجع ومقيد بسلاسل الحنين.. ومُدمى كخيل مكممة متعبة من الرحيل ومجروحة بحديد سرجها.. حياتها معه ستكون بدون توقعات.. فكل شيء ممكن

أكثر ما يؤلم ليس الموت. المؤلم أنك لا تستطيع تفسيره ولا وصفه. إنه باختصار. لا يُوصف ولا يُكتب. إنه يتسيَّد الزمان والمكان. لا يكرر نفسه. رائحته أقوى من صورته!! ‫ الرائحة لا تطاق!! إنها مزيج من القهر والفزع والرعب

الموت لم يعد الحدث الأكثر إثارة.. على النقيض من ذلك.. أضحت الحياة هي الحدث الأكثر غراب إن النفس إذا جاعت!!

يكفي أن يموت شخص واحد أمامك لتختبر الموت وتعرف بشاعته.. ويكفي أن ترى ميتًا واحدًا لتعرف أن الموتى يتشابهون!! يتشابهون لدرجة أنك تظن أنك تعرفهم جميعًا!!

قد تستغرب عندما ترى الموت يُفلت يدك ويمسك بآخرين أمام عينيك!! قد ترى الموت يتسكَّع بالقرب منك يذكِّرك بنفسه في كل لحظة غير أنه يسخر منك في اللحظة الأخيرة ويغير وُجهته فتعيش الموت ولا تذوقه!

كيف نجحوا في صنع عدو وهميٍّ مقابل العدو الحقيقي؟

‫ كيف تم توظَّيف المشاعر العدائية التي من المفترض أن تتجه صوب العدو الواضح والصريح وتحوَّلها صوب الإخوة؟

ففي كل حكاية عربية تحضُر فلسطين، وعندما تحضر فلسطين تحضر كل حكايات الوجع العربي؛ فالشريان واحد والجلاد يحمل نفس الملامح»

وهي تربيهم ليهزموا الاحتلال.. فأن تكون فلسطينيًّا ابن مخيم فهذا يجعلك مختلفًا عن الآخرين.. يجب أن تكون الأصلب والأقوى والأكثر ذكاء وعلمًا..أن تكون لبيبًا ، عاقلًا..حتى تستطيع أن تتطاول بين الأغراب وتزاحم

هكذا أستطيع أن أكتب؛ فهذه الأشياء تذكرني دومًا بأني مازلت لاجئًا.. لاجئًا مذ كنت في ظهر أبي.. وسأورِّث اللجوء لأطفالي وأحفادي بكل بساطة لمجرد أن أنسى!!