اقتباسات من كتاب ميت مطلوب للشهادة: حكايات من أروقة الطب الشرعي

«للغة سحر كذلك الذي يضيفه القمر على المد والجزر»

‫ ريتا براون

«لا يوجد عشق يساوي العشق الذي تعيشه وأنت تُغيِّر قناعات أحدهم»

‫ هربرت جورج ويلز

الطب الشرعي هو علم فك طلاسم وإشارات لا يقرأها إلا الطبيب الشرعي.. وبقراءتها يمكنه إيجاد لغة تواصل جديدة تُمكِّنُه من زيادة أعداد الشهود على الواقعة. الدماء في مسرح الجريمة ما هي إلا شاهد صامت على وقعة عنيفة يحتاج فقط أن يجد من يستنطقه.

أحببتك حتى احترق البصر وماتت البصيرة.. أحببتك حتى لم أعد أرى سوي صورتك التي رسمتها في وجداني، فغابت عني حقيقتك..

فالموتى لا يبوحون بأسرارهم لأي شخص، فمن الممكن أن يقف أكثر من شخص في دار التشريح في مناظرة جثمان أحدهم، ولا يبوح الميت سوى لأحدهم..

قضيت عمري كله مسجونًا بين سجن عار لم أقترفه إلى سجن فضل لم أستحقه، إلى سجن نفس لم تتعلم يومًا أن تحيا حُرَّة.

«في الطب الشرعي كل شيءٍ قرينة، وكل قرينة هي حلُ محتمل»

‫ جيفرسون باس

«أهم شيء في التواصل هو أن تستمع إلى ما لم يُقَلْ»

‫ بيتر دراكر

ومع فراغ القلب لا يرى الإنسان توابع أفعاله

حين يعاين خبير الأدلة الجنائية مسرح حادث سيارة، فإن أول ما يبحث عنه هو آثار المكابح على الأسفلت.

‫ وجود هذه الآثار يعني أن السائق كان متيقظًا، وأنه تيقّن من وجود خطر موشك، وأنه اتخذ ما لزم لمحاولة إيقاف السيارة قبل الارتطام، وجود آثار للفرامل لمسافة اثني عشر مترًا يعني أن السائق لم يكن غافلًا أو نائمًا أو ذاهب العقل.

من أنواع الخنق الجنائي الخنق على مستوى الرقبة باستخدام اليد ودون وثاق حين يستخدم الجاني يده للخنق، ودائمًا ما تثار الأسئلة حول علاقته بالمجني عليه ذلك النوع من القتل يحدث عادةً بين أشخاص كانوا يومًا قريبين تجمعهم علاقة، ولم يكن اللقاء يوم القتل لقاءً عابرًا حين يستخدم القاتل يده مباشرةً، فإنه بذلك يُعبِّر في أغلب الظن عن صراع نفسي كبير وشحنة عاطفية مكثفة قد تكون حبًّا أو كرهًا. لكن المؤكد أنه يُعبّر عن تاريخ معاناة يستحضره وقت القتل، ولذلك حين يرى الطبيب الشرعي آثار أصابع على الرقبة فإنه يعلم دون شك أن هذا قتل تابع لفورة عاطفية ما. وأنه ليجد

الجروح الترددية، والتي تحدث مع حالات الإصابة الذاتية ومنها الانتحار، هذه الجروح تكون نتاج تردُّد القتيل في إيذاء ذاته، وما يمر به من توترات نفسية قبل الإقدام الفعلي على إيذاء نفسه، وبالتالي تكون هذه الجروح شبيهةً بالجرح الذي أودي بحياته، ولكن أقل إيذاءً فلا تكون عميقة أو قاتلة أو نافذة.

الجروح الدفاعية

‫ هي مجموعة من الجروح المتفرقة التي يصاب بها المجني عليه؛ جراء دفاعه عن نفسه، قبل أن يتمكن الجاني من إحداث الإصابة التي أودت بحياته.

‫ هذه الجروح عادةً جروح متعددة تصيب في أغلب الأحيان الكفَّيْن والذراعَيْن.

‫ وجود جروح متعددة متفرقة دليل على وجود جانٍ، ودليل على أن المجني عليه كان واعيًا وقت إحداث الإصابة،

«أعْطِ نفسك وقتًا للحياة».. كنت تقولين هذا كلما رأيتِ سهدي وتوتري، وتسألينني: «متى ستعيش لتتمتع بحياة اجتهدتَ لتبنيها؟».

في الطب الشرعي اعلم أنه لا يوجد مستحيل، ولا يوجد تأكيد، ولا يوجد نفي مطلق.. يوجد فقط إعمال عقل وتفهُّم مشاعر الميت؛ لتعرف ما جعل المُحَال ممكنًا.

عمل الطبيب الشرعي هو مزيج من الفن والفكر والتفكر، حين يواجه حالة انتحار تبدأ رحلته في الغوص في تفاصيلها، ونقطة البداية هي فهم سيكولوجية المنتحر

فكان أول طبيب شرعي عرفه العالم هو حلاق وجراح فرنسي اسمه أمبروز بيري.

ولذلك عيَّن الملك ريتشارد الأول بجزيرة إنجلترا في العصور الوسطي ما سُمِّيَ بـ«قضاة تحقيق الوفاة».

❞ «لا يوجد عشق يساوي العشق الذي تعيشه وأنت تُغيِّر قناعات أحدهم ❝

❞ «ليس لي في يومك حق.. أليس من حقي قليل من الاهتمام؟». ❝