اقتباسات من كتاب السجدة الأخيرة : كأنك ستقابل ربك غدًا

ليكن شعارك: مهما كان يومي مزدحمًا، سأجد الوقت للصلاة، لأنها مصدر قوتي، وفيها تجديد لإيماني.

لتكن نفسك في كل سجدة كأنها تلامس أعتاب الجنة، وفي كل رفعة من الركوع كأنك تستشرف نظرة رحمة من رب رحيم. وفي كل تسليمة، تقر بها أن الله هو الملاذ الأخير والمستقر الدائم.

❞ الصلاة في الإسلام ليست مجرد عبادة، بل هي تجسيد للعلاقة بين العبد وربه. هي الصلة التي لا تنقطع والحبل الذي لا يتسع. من خلال الصلاة، نتعلم كيف نعيش بتوازن وسلام في داخلنا ومع الآخرين، كيف نجد الراحة في الركوع، والطمأنينة ❝

تخيل أنك تملك هاتفًا يمكنك من خلاله الحديث مباشرةً إلى من يملك الكون بأسره، الذي يعرفك أكثر من أي شخص آخر، حتى أكثر من نفسك. هل كنت لتتردد في استخدامه؟ الصلاة هي ذلك الهاتف، هي خطك المباشر مع الله.

‫ لا تفكر في الصلاة كواجب آخر يتوجب عليك القيام به، بل فكر فيها كفرصة لأخذ استراحة من ضوضاء الدنيا والغوص في هدوء يجدده الإيمان. الصلاة هي الراحة في قلب يومك المزدحم، هي الوقت الذي تقول فيه للعالم «توقف» لبضع دقائق، فأنا بحاجة لهذه اللحظات مع خالقي.

أحيانًا الحياة تضغط علينا، نشعر بالغرق في بحر من القلق والتوتر. لكن ألم يقل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «وجُعِلَتْ قُرّةُ عيني في الصلاة»؟ تخيل أن الصلاة كانت مصدر الراحة والسرور لأشرف الخلق، فكيف بنا نحن؟ كيف لنا أن نحرم أنفسنا من هذه النعمة؟

قد تشعر أحيانًا بالوحدة، بأن لا أحد يفهمك أو يستمع إليك حقًا. في الصلاة، أنتَ لست وحيدًا أبدًا. تخيل السكينة التي تحل عليك وأنتَ تسجد، وكأنك تضع همومك كلها على الأرض وترفع يديك بعدها خفيفًا، مطمئن القلب.

❞ في كل مرة تشعر فيها بالضيق أو الوحشة، تذكر أن لك ركنًا خاصًا تقف فيه بين يدي الله، ترفع يديك بالدعاء وتسكب في سجودك كل همومك. فالصلاة هي ذلك الصديق الذي لا يُخيّب أبدًا، وهي السكينة التي تُحلق بك فوق ❝

«وجُعِلَتْ قُرّةُ عيني في الصلاة»؟

الصلاة يا صديقي هي رحلة القلب إلى ما وراء الأفق، هي الحديث الصامت الذي تبوح به أسرارك للواحد الأحد، وهي الميعاد الذي فيه تتجلى العظمة الإلهية بأبهى صورها.

الصلاة في الإسلام ليست مجرد عبادة، بل هي تجسيد للعلاقة بين العبد وربه. هي الصلة التي لا تنقطع والحبل الذي لا يتسع.

«اللهم إني أسألك الخشوع في صلاتي، الخشوع الذي يعقبه اليقين والرضا…»

كل صلاة تؤديها يا عزيزي هي فرصة لتبدأ من جديد، فرصة لتغسل ما مضى وتنير درب ما هو آتٍ.

ويقول حبيبنا النبي «صلى الله عليه وسلم»: خمس قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.» (الحديث رواه الحاكم في المستدرك وصححه الألباني).