رواية تاريخية تدور فى فترة حكم الفاطميين لمصر ، من خلال مخطوطة قديمة موجودة لدى الشاب راضي طالب الدراسات العليا والتى ستكون موضوعاً لرسالة الماچستير بإيعاز من أحد الأساتذه المشرفين عليه.
فى هذه المخطوطة قدم لنا الدكتور يوسف تصوراً مغايراً لفترة زمنية حافلة بالكثير من الأحداث التى وصلت لنا بشكل محدد لأغراض معينة دون تقديم ما يؤكد حدوثها بهذا الشكل وبهذه الكيفية.
حاول الدكتور تفنيد كل ما وصل إلينا من تصورات مسبقة عن شخصية - منصور - الحاكم بأمر الله وعن قراراته وتصرفاته التى تبدو فى ظاهرها مجنونة وغير منطقية بغرض تشويه تلك الفترة لا لأى سبب مقنع إلا لأن الحاكم من أصحاب المذهب الشيعي وفقط.
الرواية هى رسالة هامة جداً لأهمية نبذ التعصب الديني والمذهبي الذى لم يؤدى إلى أى خير أو تقدم للأمة العربية ، بل على العكس كانت النتيجة هى الاقتتال الداخلي والفتن والمهالك التى أودت بهذه الأمة إلى الحضيض كما هو حالنا اليوم وكل يوم.
نقطة أخرى هامة ناقشتها الرواية وهى أهمية وحتمية اعمال العقل وتفنيد وبحث كل ما يصل الينا من أحداث أو أخبار أو كلام تتناقله الألسنه بدون أى وعي.
هناك أيضاً نقطة هى الأكثر أهمية من كل ما سبق ، وهى أن كل شىء زائل ولا يدوم ولا يمكث فى الأرض إلا ما ينفع الناس ولو بعد حين والمقصود هو العلم الذى يُنتفع به. هذا ما ستعيشه من خلال قرائتك لسيرة العالم الكبير - الحسن بن الهيثم - الذى عاش فى مصر خلال تلك الفترة الزمنية الحافلة ، والذى ابتعد عن كل هذه الصراعات والفتن ووصل به الأمر أن ادعى الجنون حتى لا يهتم لأمره أحد - كما فعل وقت ان كان يعيش فى العراق ثم الشام قبل مجيئه لمصر - حتى يتفرغ للعلم وفقط.
العلم والإيمان - الحقيقي البعيد عن الأهواء الشخصية - هما ما يتبقيان ويخلدان ذكرى وتاريخ صاحبهم. ما دون ذلك من صراع على الحكم باسم الدين أو المذهب يذهب هباء ويطمسه الزمن فهل من عاقل يتعظ أو يتدبر ؟.
رواية بديعة ورحلة تاريخية مكتوبة بقلم عذب جداً ولغة رائعة كعادة الدكتور دائماً.
انصح بها لمحبي الروايات التاريخية بكل تأكيد.