اقتباسات من كتاب كيف نتزوج : سلسلة مدرسة الحياة

لكنّ البرّ في جوهره يمضي إلى أبعد من الموارد المالية. إذ إنّه يتعلّق بتفسير الدوافع، وينطوي على رؤية أنّ السلوك السيئ لشخص آخر ليس علامة على الشر أو الخطيئة، ولكنه نتيجة للمعاناة.

فالبشر لم يُخلقوا من أجل الكمال ومن ثم لا ينبغي ألّا يطمحوا إليه أبدًا.

فنحن نكون في الواقع مستعدين بشكل مثالي للزواج ليس عندما نُصادف الكمال أو نحقّق هدوءًا يشبه هدوء الحكيم، بل فقط عندما نكون على استعداد -في أقلّ لحظاتنا ضغطًا- لإعطاء تفسير مُتساهل للعديد من إخفاقات شريكنا.

ويمكن دائمًا فهم الجوانب الأقلّ جاذبية للشريك على أنها ردود على مخاوف وهموم خلفيتهم الاجتماعية. فإذا بدوا كسالى، فقد يكون ذلك لأن حبّهم العميق للكمال يتركهم مرعوبين من ارتكاب خطأ. وإذا كانوا عبوسين، فقد يكون ذلك بسبب خشيتهم من عدم فهمهم بشكل صحيح. وإذا كانوا حادّي الطبع، فقد يكون هذا بسبب مخاوفهم بشأن الفشل في العمل، وفي خلفية هذه المخاوف يجثم شبح أبٍ مُستهجِن أبدًا.

لا أحد لديه أدنى فرصة للظهور كشخص بالغ دون أن يكون لديه نصيب كبير من الإخفاقات الجسيمة.