عندما اشتري شيئا جديدا أكون متلهفا لفتح العلبة حتى و ان تمزقت و فقدت فرصة الإرجاع ان كانت معيوبة. و أول ما يصادفني في العادة هو طريقة الاستخدام و حينها ألقي بها على أقرب طاولة لفترة طويلة و ربما للأبد بغض النظر ان كنت أعرف أي شيء مسبقا عن طريقة التشغيل أم لا. فالانسان أسير التجربة. نحب أن نعرف بأنفسنا دون اللجوء للغير و نجد في ذلك متعة كبيرة. قد نحتاج لدليل الاستخدام أحيانا و لكننا لا نلجأ أبدا له كخطوة استباقية.
يبدأ الكاتب هنا بداية قوية و صادمة و ساخرة عن فكرة الزواج نفسه و عن شكل مؤسسة الأسرة بوصفهما من بقايا العصر البطريركي الذي شغل فيه الدين حجر الأساس في العلاقات الإجتماعية. و هو يرى أنه حان الوقت لتجاوز ذلك النوع من العلاقات لبناء شكل أخر من العلاقة الأشد صدقا و متانة و أكثر مرونة و في نفس الوقت أمتع للطرفين. و الحق أنني أتفق معه في أن الأسرة ليست هي الشكل الأمثل للعلاقة الاجتماعية و لكنها في الوقت نفسه هي أفضل ما أتيح لنا حتى الآن سيما مع التحسينات القانونية التي تحاول حفظ الحقوق لكل الأطراف قبل و أثناء و بعد العلاقة الزوجية حسب طبيعة كل مجتمع تماما كما أن الديموقراطية ليست أفضل وسيلة للحكم و لكنها ما زالت أفضل ما توصلت إليه البشرية و أثبت نجاحا مع التجارب الكثيرة و الطويلة.
يسهب الكاتب في رأيه عن الزواج و يركز أكثر على أنه ما من سبيل لتجنب الزواج غالبا لذا فمن الأفضل أن نواجه هذه الحقيقة بدليل متكامل عن ما ينبغي علينا فعله ليكون زواجنا أقل معاناة و أكثر نضجا و نكون أقدر على التفاهم و العيش المشترك. و الحق أنها نصائح ممتازة و تعليمات منتقاة بعناية و ملاحظات خبير في معظمها و لكننا و كما سبق أن قلت لا نهتم أبدا بقراءة دليل الاستخدام و لن نصدق أبدا إلا ما تشاهده أعيننا و لن نتعلم إلا من كيسنا.