اقتباسات من كتاب مرايا : ما يشبه تاريخاً للعالم

كلّ فردٍ يولد حيث ينبغي له أن يولد، كي يفعل ما ينبغي له أن يفعله. في مهدك يكمن قبرك. أصلك هو قدرك ومصيرك. حياتُكَ هي المكافأة، أو العقاب الذي تستحقّه على حيواتك السابقة، والوراثة هي التي تحدّد منزلتك ووظيفتك.

ألم نتمكّن من العيش والبقاء، عندما كان البقاء مستحيلاً؛ لأنّنا عرفنا كيف ندافع عن أنفسنا معاً، وكيف نقتسم الطعام فيما بيننا؟ إنسانيّة هذه الأزمنة، حضارةُ فلْينجُ من يستطيع النجاة، وكل امرئ وشأنه، هل دامت أكثر من هنيهةٍ في العالم؟

قلّما يجري الحديث عن الجدار الذي ترفعه الولايات المتحدة على الحدود المكسيكيّة، وقلّما يجري الحديث عن الأسلاك الشائكة حول سبتة ومليلة ‫ وليس هناك أيّ حديثٍ تقريباً عن جدار الضفّة الغربيّة الذي يديم الاحتلال الإسرائيليّ للأرض الفلسطينيّة، وسيكون أكبر خمس

‫ ربّما نرفض الاعتراف بأصلنا المشترك؛ لأنّ العنصريّة تُنتج فقدان ذاكرة، أو لأنّه يبدو مستحيلاً لنا أن نصدّق أنّ العالم كلّه في تلك الأزمنة البعيدة كان مملكتنا، خريطة شاسعة بلا حدود، وكانت أرجلنا هي جواز السفر الوحيد المطلوب.

الشخصيّ لم يمنعني من شكر النار على ما قدّمته لنا؛ فقد حمتنا من البرد، ومن الوحوش المعادية، وطهت لنا طعامنا، وأضاءت لنا اللّيل، ودعتنا إلى الجلوس معاً إلى جانبها.

لقد كان اصطياد اليهود رياضةً أوروبيّةً على الدوام.

‫ والفلسطينيّون الذين لم يمارسوا هذه الرياضة قطّ، هُم من يدفعون الثمن اليوم.

لقد كان اصطياد اليهود رياضةً أوروبيّةً على الدوام.

‫ والفلسطينيّون الذين لم يمارسوا هذه الرياضة قطّ، هُم من يدفعون الثمن اليوم.

في ليلةٍ واحدةٍ من شهر آب 1944، تحوّل ألفان وثمانمئة وسبعة وتسعون غجريّاً، من نساءٍ، وأطفالٍ، ورجالٍ، إلى دخانٍ في حجرات الغاز في أوشفيتز.

‫ ربع عدد الغجر في أوروبا جرت تصفيتهم في تلك السنة.

‫ من سأل عنهم؟

‫ في السادسة والثلاثين، تظلّ وحيدة.

من طين ضفاف نهري دجلة، والفرات.

‫ من ذلك الطين صُنعت -كذلك- كتب الحكايات.

‫ وحسب ما تقوله تلك الكتب: الموت يعني العودة إلى الطين.

‫ صارت بعيدةً جدّاً الأزمنة التي كنّا نمضي فيها على غير هدى، بلا بيتٍ، ولا وجهة.

‫ نتائج الحضارة كانت مذهلة: حياتنا صارت أكثر أماناً، ولكنّها أقلّ حريّة، وصرنا نعمل لساعاتٍ أطول.

في هذا العالم لا وجود لأيّ حقيقةٍ، إنّما ظلال تمرّ. وقد مرَّ ظلّه.

في عام 2007 أكّد ذلك البابا بيندكت السادس عشر:

‫ - الجحيم موجود. وهو أبديّ.

وتبيّن للكنيسة أنّ التهديد بالجحيم أشدّ فعاليّةً من الوعد بالفردوس، ومنذ ذلك الحين يخيفنا أحبارها وآباؤها القدّيسون بإنذارنا بعذاب النار في مهاوٍ يسود فيها الشرير.

ولكنْ يمكن لأحدنا أن يتساءل بحقّ: ألم نتمكّن من العيش والبقاء، عندما كان البقاء مستحيلاً؛ لأنّنا عرفنا كيف ندافع عن أنفسنا معاً، وكيف نقتسم الطعام فيما بيننا؟ إنسانيّة هذه الأزمنة،

واكتمل الانتقام عندما كسرت الشمس ثلاث بيوضٍ فوق تلك الأراضي.

⁠‫من البيضة الذهبيّة خرج السادة.

⁠‫ومن البيضة الفضيّة خرجت سيّدات السادة.

⁠‫ومن البيضة النحاسيّة خرج من يشتغلون.

إنسانيّة هذه الأزمنة، حضارةُ فلْينجُ من يستطيع النجاة، وكل امرئ وشأنه، هل دامت أكثر من هنيهةٍ في العالم؟

إمّا أن تكون فماً، وإمّا لقمة، صيّاداً، أو صيداً؛ هكذا كانت المسألة.

ااغاغاغ

والخوف الذي نشعر به في الطفولة؛ خوفٌ من كلّ شيء، خوفٌ من لا شيء، أتراه يخبرنا بأنّنا خفنا ذات مرّةٍ من أن نُؤكل؟ الخوف من الظلام والغمّ من الوحدة، أتراه يذكّرنا بذلك الخذلان القديم؟