اقتباسات من كتاب ويصلح بالهم: رحلة الوصول إلى نفس هادئة مطمئنة

❞ يا صديقي…. نحن جميعًا في الطريق نسعى جاهدين للتخلي عن رذائلنا والتحلي بالمكارم لإكمال فضائلنا، رغم معرفتنا أننا لن نكتمل، ولكن هذا هو الطريق الوحيد لتضميد عيوبنا والحفاظ على فضائل أنفسنا، فلا تَحِد عن الطريق وإن بدا لك موحشًا!

يا صديقي… أتراك يئست ومللت من نفسك؟

⁠‫اعلم أن الله تعالى لم يمل منك، ولن يمل حتى تمل أنت من نفسك فتترك طريقه. ❝

قال رسول الله (ﷺ):

‫ «مَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًاأو ليصمت».

حتَّى رُفِعَ لي سَوَادٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: ما هذا؟ أُمَّتي هذِه؟ قيلَ: بَلْ هذا مُوسَى وقَوْمُهُ، قيلَ: انْظُرْ إلى الأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الأُفُقَ، ثُمَّ قيلَ لِي: انْظُرْ هَاهُنَا وهَاهُنَا في آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قدْ مَلَأَ الأُفُقَ، قيلَ: هذِه أُمَّتُكَ»

(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [آل عمران: ٣٥] ‫ (نذرتُ لك… محررًا). ‫ قمة الحرية أن تكون عبدًا مخلصًا لله تعالى فقط، متعلقًا به، محررًا قلبك من شواغل الدنيا

(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [الفتح: ٤].

‫ ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم.

‫ كلما اقتربت من الله تعالى بالأعمال التي يحبها،بكثرة دعائك و خضوعك

(وإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ‫ [يونس: ١٠٧] ‫ اختصر على نفسك الطريق يا صاحِ، ولا تبث شكواك إلا لله.

قال تعالى: ‫ (اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ‫ فهلَّا سألت نفسك -إذا أحسست بظلمة في صدرك أو قلبك-: ما الذي يحول بينك وبين هذا النور العظيم الذي ملأ الكون كله؟! ‫ (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نور) حطم حواجز المعصية

‫ (قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخرةُ خيْرٌ لِمنِ اتَّقى وَلا تُظْلمُونَ فَتيلًا) [النساء: ٧٧] ‫ (وَلا تُظْلمُونَ فَتيلًا). ‫ ليطمئن قلبك أيها الإنسان، لا تشعر بالهضم أو الظلم، ‫ فمن ظلمك فقد ظلم نفسه أولًا، حين طمع في قليل زائل، و لكنه سيفسد عليه آخرته.

قال تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) [النساء: ٩] ‫ وقال تعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أشدهما و يستخرجا كنزهما رحمة من ربك

(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ) [القارعة: ٥] ‫ لا يغرنك جبروت البعض، ولا تتوهم ثبات أركانهم في الدنيا، فلا شيء ثابت في هذه الحياة الدنيا المتقلبة والمتغيرة، حتى الجبال الراسيات الشامخات، ستكون عهنًا، أي صوفًا منفوشًا متناثرًا، بلا قيمة يوم القيامة،

(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُوْلُوْنَ اللهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُوْنَ) [يونس: ٣١].

(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)؟ [الصافات: ٨٧] ‫ سؤال طرحه سيدنا إبراهيم -عليه السلام- على قومه قبل بعثته، أي أثناء بحثه عن الحقيقة، فعقله لم يتقبل أفكار قومه عن المعبود ‫ إن أفكارك تؤثر على مشاعرك، ومن ثم تصرفاتك وعلاقاتك بالآخرين.

قال تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا).

‫ من حدد غايته حدد وجهته..

‫ ولمَّ شمل نفسه..

‫ وأصبح من السهل عليه فلترة محيطه

الحجاب الحادي عشر ‏ ‫العجلة ‫ قال تعالى: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) ‫ والمعنى: خُلق جنس الإنسان مجبولًا على العجلة والتسرع، فتراه يستعجل حدوث الأشياء قبل وقتها المحدد لها، مع أن ذلك قد يؤدي إلى ضرره

قال تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ).

‫ الكنود يؤدي للقنوط.

‫ لذلك؛ يجب أن تكون واعيًا، متزنًا في طموحاتك، ساعيًا لتحقيق أهدافك، واعيًا أنه (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْء)

وقال رسولنا الكريم (ﷺ): «لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه» ‫ فالأنانية حجاب غليظ بين الإنسان وبين البر والإيمان، والفلاح، والإحسان، والتوفيق ‫ الأنانية في حقيقتها إنما هي أذى خفي للنفس. ‫ لذلك؛ أحسن إلى نفسك، واحمِها من الأنانية

قال تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)

‫ وقال تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

الحجاب التاسع ‏

‫الأنانية

‫ يجب على الإنسان معرفة حقوقه وواجباته..

‫ أن يكون لديه وعي باحتياجاته.

‫ أن يعرف كيف يريح نفسه.

‫ أن يختار دائمًا ما فيه نفع له.

‫ أن يدرأ عن نفسه المفسدة.

الحديث الإيجابي مع النفس ‫ وضع خطط معها قابلة للإنجاز ‫ تصحيح الأخطاء على قدر الاستطاعة ‫ وضع اليد على أسباب الفشل وعدم تكراره ‫ تحويل الأفكار الإيجابية إلى أفعال على أرض الواقع ‫ وضع نقطة نهاية للتبرير أو جلد الذات أو...

تحمل المسؤولية

سئلت السيدة عائشة -رضى الله عنها- عن خُلق رسولنا الكريم (ﷺ) قالت: «كان خُلقه القرآن» ‫ أي أنه كان يتخلق بمعاني القرآن ‫ فخلقه (ﷺ) كان «معاني القرآن» تسير على الأرض غياب المعنى عن قلبك أيها الإنسان، يجعلك جاهلًا بحقيقته، مثل الفاكهة التي يعجبك منظرها لكنك لم تتذوق طعمها