اقتباسات من رواية امرأة عابرة ورجل وحيد

نحاول تفكيك كل شيء لإيجاد إجابة له تدفعنا قلوبنا وبطريقة عكسية غريبة لاتجاه آخر

‏ما الجدوی من الحياة، إلی أين تسير بنا، و ما هي النهاية، ولماذا يبدو كل شيء ثقيل الظل و قاتم الألوان هكذا؟!‏

تبدأ الرغبة في التدوين لحفظ أي شيء بعيدًا عن ذاكرة البشر الهشة. ‏

لماذا نعتذر بعد رحيل من نحب؟ لما لا نُصلح من أنفسنا و هم هنا؟ و هم ممسكين بأيدينا و يسعون لصلاحنا، لماذا نقدم القرابين بعد صدور الأحكام مُتمنيين قبولها؟ آملين في عطفهم و طيبتهم بالرغم من رحيلهم و قطع كل أواصر وجودهم معنا، لماذا لا يشعر بعواقب المسيئين إلَّا أولئك الطيبون، الأكثر حبًا و عاطفة و الأكثر تضحية، أكثر من الذين يستنفذون قوتنا و طاقتنا بوجودهم و قبح ما بداخلهم. ‏

لماذا لا يعيش الطيبون لوقت أطول؟‏

‫ ‏لماذا لا يأخذ الموت إلا أصحاب القلوب الجميلة، الذين يجملون هذا العالم القبيح في نظرنا نحن التعساء دائمًا.‏

اللحظات السعيدة لا تترك أثرًا خلفها و كأننا لم نسعد يومًا، حتی النجاحات التي تحققها ويحتفي بك من حولك بسببها لا تستطيع محو أحزانك الراكدة، كل شيء يمكن أن يزول أو يتداوی إلَّا الحزن الذي سببه الفقدان المفاجئ أو الخذلان من أقرب الناس أو من الاكتئاب المزمن الذي ينهش بأعماقنا.‏

يبدأ المرء في تحويل أسعد لحظاته إلی جحيم حينما ينبش في قبو الذكريات الميتة

الحزن قاسي، صلب، لا يذوب، يجثم علی القلب كالحجارة، و الذكريات حصی صغير كأنها في العين تجعل الدموع تُذرف بألمٍ جمٍ. أود أن أتلاشی، أن أذوب، الحزن يجعلني باليًا،

‏الانتظار يأكل الناس، كل من أكلهم الانتظار فقدوا الأمل،

في العلاقات الأنثی غالبًا ما تكون هي الطرف الأكثر رعبًا من الأذی أو الهجر، أغلب النساء تعرف طعم الخذلان و مرارة الهجر لذلك تجدهن في محاولات دائمة لحفظ قلوبهن من الكسر مرة أخری.‏

أنا محاط بالذكريات دومًا، التي أحبها و التي تعذبني، كل شيء أصنعه اليوم يعد ذكری غدًا، ذكری بعيدة تعلق بي.‏

حينما يموت الناس نبكي علی حالنا بعدهم، و لكن حينما يرحل أحدهم و هو علی قيد الحياة نعلم أن البكاء لن يفيد و أن جرح الفراق و الشعور بالفقد سيظل يلازمنا طوال العمر..‏

‏عند الخذلان الأول تُصبح حزينًا و مُكتئبًا أكثر من اللازم، كل شيء بك يكون حزين و كل ما حولك ينضخ بالكآبة الصارخة، و لكن رحيل أمي كان ثقيلًا،

تبدأ الرغبة في التدوين لحفظ أي شيء بعيدًا عن ذاكرة البشر الهشة. ‏

‫‏البداية من هنا، أخشی أن تضيع الأيام من ذاكرتي و أنا لا أملك دليلًا واحدًا علی أنني عشتها بحق.‏

الله في كل مكان حولنا، الله بقلوبنا نحن، الله في المساجد و الكنائس و المعابد، الله جليس كل اثنين و جليس الوحيدين، بقلوبنا و داخلنا، الله في لحظات السكينة التي تراودك فجأة، و هو من يلهمنا الصبر علی المصائب، هو من يداوي قلوبنا المتعبة دومًا و من يلهمنا النسيان لاستمرار الحياة.‏

حينما تُخذل و أنت ما تزال في مُقتبل العمر تشعر و كأن الحياة قد سُلبت منك عنوة، ربما لضعفك أو قلة حيلتك أمام الحياة و لأنك لم تُخذل من قبل، يكن خذلانك الأول هو الأشد قسوة.‏

أحيانًا تتداخل القصص و الحكايات مع الأشخاص الذين عرفناهم في حياتنا فتخرج لنا الذكريات ممسوخة كأجنة مشوهة.‏

أحيانًا يكون مفعول الحزن علی أجسادنا أقوی من كل الأدوية الكيميائية التي تساعد علی النوم،

أحيانًا يكون أفضل شيء في علاقاتنا بعض الناس هو أننا لن نراهم مرة أخری، الغرباء و العابرين الذين لن نلتقيهم ثانية في أي مكان، من لا نحفظ وجوههم و لا نعرف أسماءهم أو أي شيء عنهم هم الذين قد يعرفون عنا ما لا يعرفه أقرب الناس لنا،

كنت أتساءل دومًا لماذا لا يحاول الناس التغلب على الأحزان مثلما يصممون علی تبديد النجاحات البسيطة و السعادة التي قد تجتاحنا إثر أي شيء طيب الذكر، لماذا يصرون دومًا علی تركنا وحيدين حتی تهدأ ثورة الأحزان بداخلنا دون سعي لتحمل شيء مما نعانيه.‏