اقتباسات من رواية جنازة البيض الحارة

الحياة يمكن أن تسير معكوسة في يوم كامل، وبإشراف من الشيطان نفسه، حتى تصير جحيمًا حقيقيًا،

صار الحاج شريف البيض، في نهاية اليوم، بحجم عملاق لرجل نصف ملاك، وصدق هو هذا، حتى صار يحيي الناس في الموكب بألق رئيس عريق في الحكم، ويوزع عليهم ابتسامات عذراء خجلى، ويغمض عينيه في تبتل، وهو يتأمل الموت الزائف الذي خرج منه

لم يهتم أحد بما قاله الدكتور عادل شاهين، باعتبار أن العلم أضعف كثيرًا من القدر، فاعتصم الأخير في عيادته، وأغلق الباب عليه من الداخل، وقرر عدم الخروج، إلا للضرورة أو شراء بعض الأشياء، حتى تمر الموجة الرهيبة القادمة في القرية الجاهلة.

استعاد سمعته كبيضة بشرية خلال ساعات قليلة من ذلك النهار الشؤم

العالم سلة كبيرة من البراز، تزكم أنف الفضاء، وخدعة بلا أهمية،

❞ الحاج عبر علينا جميعًا ووزع الكورونا علينا بالتساوي ربنا يكرمه. ❝

فقد فهم منذ تلك الليلة أن الحياة يمكن أن تسير معكوسة في يوم كامل، وبإشراف من الشيطان نفسه، حتى تصير جحيمًا حقيقيًا،

وتضع قاموسًا خاصًا بالكلمات التي لا تهم أحدًا، ولكنها تصف الصفات السيئة في رجال ونساء الزمن الرديء، بقولها الجامع:

‫ - العشرة لا تهون ولو كانت مع فرعون.

حتى وصلت إلى متجر أحمد مصطفى، فخرج لها ممتقعًا، وقد اصفر وجهه، وهزل حتى اكتسب مظهر طالب بالإعدادية، فقال لها عندما رآها:

‫ - الحاج عبر علينا جميعًا ووزع الكورونا علينا بالتساوي ربنا يكرمه.

وكان جنة من النعناع، تنضح بالرائحة على الطريق الخارجي الذي يصل ما بين القرية والمدينة، فيحيا ركاب الباصات العابرة في حُلم قيلولة رائق بلا منغصات فكر،

- هناك رجل مبروك مات اليوم بالكورونا ثم عاد للحياة.

‫ - جسد يناسب حياة لألف عام، ولكنني أسمع خرخرة الحزن في قلبه بالسماعة.