اقتباسات من رواية حبة بازلاء تنبت في كفي

ربما لو أعطاني قلبه لأعطيتُه كل شيء

أن الملل قاتل، يُخرج سِكِّينَه ويذبحنا في هدوء.

كيف لكِ أن تكوني كل شيء؟ ولا شيء في آنٍ واحد. أنتِ هنا. داخل صدري الضيق. داخل كل امرأة أعرفها.

كلنا يربي الوحش داخله؛ لكننا نحافظ عليه هادئًا غير مَرئيّ.

بعد فترةٍ انقلب الحال تمامًا. لم تَعُد أمي ترحب بزيارات خالتي. وصارت كلما جاءت خالتي هجم الغَمُّ عليها، كوحشٍ مفترسٍ استطاع أن يستدرج فريسته. كان الغَمُّ يأكل أمي

على مهل لم تجد صيادًا مخلصًا كذات الرداء الأحمر لم تجد مَن يُخرجها من بطن الذئب، ويضع بدلًا منها قالبًا من الطوب لا أحد يخرج سليمًا بعد أن يتم التهامه الحكايات كاذبة من يخرج سيحيا بوجهٍ ممضوغٍ وجسدٍ ممزق، وقتَها سيطرده البشر وينفونه في الغابة وحيدًا، فيصبح بعد فترةٍ وجيزة غولاً، هكذا تولد الغيلان، من بطن المأساة.

‫ في الخارج أشياء جميلة، عملي رغم كل شيء يُسعدني كل هذا الضغط الذي يدكُّ رأسي يسبِّب لي متعةً غريبةً لا أعرف سرَّها ربما يكمن السرُّ في لحظة امتنان من أحد المرضى في الدعاء لي، ولأهلي في عودة طفل إلى الحياة بين يَدَيَّ بعد أن تركها للحظات، في تشخيص حالة مَرضيَّة صعبة، في رؤية الغد بعين مُنجِّم، يرى النجوم، ويضرب الرمل. أقول لهم غدًا سيتحسن. فيتحسن. الوضع أفضل، فيصبح أفضل. "الحالة بتموت"، فتموت.

❞ القرية العجوز التي تشحذ الخبز لا تُعنى بالفتاة. ما يعنيها أن تجد ما تلوكه في أوقات العصارِي وفي ثرثرات الليل. تبحث عن متعة إظهار العيوب وتقليبها على عدة أوْجُه. ❝

‏

الحقائق قاسية يا ماما. الأمير لم يحب سندريلَّا لأنها طيبة نقية. الأمير أحبَّها لأنها أعجبته كما تعجب النساء الرجال. نظر إلى جسدها الفارع الممشوق. تأمل كل جزء فيه. وقال هذه لي.

لا يعرف الحرب إلا المزروع داخلها. المُغبَّر بالأحلام المقتولة. المُلطَّخ بدماء أصحابه الذين تساقطوا جواره. المفقود دائمًا لأن الأهل لا يصدقون موته.

الحياة صعبة جدًّا لدرجة أنني لم أعُد أتحمَّل أن تفتح فمها. أريد أن أنسى. أن أُولَد من جديد في حياةٍ أخرى. عالم آخر أجهل فيه المرض.. المرضى.. السياسة.. وكل من يُدهسون تحت عجلاتها. ويموتون بلا أية شفقة أو حزن.

الحكايات الجميلة في الأصل كوابيس.

.. ما أصعبَ الحبَّ في الواقع! ما أسهله في الخيال

أنتِ هنا. داخل صدري الضيق. داخل كل امرأة أعرفها

الحكايات هي التي تقتلنا.

الساحراتُ في الحكايا يَعشِنْ لمئات السنوات، ويتمتَّعن مع ذلك بجمالٍ ملحوظ، جمال مسروق من فتياتٍ في العشرينات بتعويذةٍ سحريَّة. يتحول جمالهُنَّ من هيئةٍ إلى أخرى، يُحلِّقن فوق مكنسة سحريَّة. أو يركبن على جَنَاح طائر عملاق. لكن الحقيقة أن الساحرات على مَرِّ العصور كُنَّ بائسات. لم يَكُنَّ سوى فتياتٍ صغيرات. اتَّهمهن الجميع بالشعوذة، والهَرْطَقة، والكفر.

ضحكتُ كي أمنعَ نفسي من البكاء. لا يصحُّ لبالطو ناصع البياض، يحمل أحلامًا ورديَّة ساذَجة أن يبكي، في استقبالٍ ينزُّ بالدم، والبول، وطلقات الخرطوش، والجروح القَطْعيَّة، والأصابع المنهرسة. لا يصحُّ أن يبكي وسط تلك الفوضى على أنفٍ صغير. عقابٌ إنسانيٌّ آخر.

الحقيقة. كلنا نحب الحكايات، حتى أنا… أجلس إلى جواركِ لتقُصِّي لي حكايةً للنوم. الأمير الضِّفْدَع الذي يخطف قلب الأميرة، سندريلَّا والأمير الوسيم، الحكايات جميلة خصوصًا تلك التي تتحوَّل في الليل إلى كوابيس.

اللعنة لا تفرق بين خيِّرٍ وشرِّير. بين مذنبٍ وبريء. اللعنة تأتي لتمحوَ الصوت، والصورة، والشكل، والإنسان. تنطبق على القَصْر فتجعله مهجورًا

على الجميع تحمُّل عواقب البُلَهاء.

لم ألحقها من بين مخالبه. لم أسمعها وهي تبكي. تركتها وحيدة باردة زرقاء