عهد دميانة > مراجعات رواية عهد دميانة

مراجعات رواية عهد دميانة

ماذا كان رأي القرّاء برواية عهد دميانة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.

عهد دميانة - أسامة عبد الرءوف الشاذلي
تحميل الكتاب

عهد دميانة

تأليف (تأليف) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم



مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    #قرأت_لك_هذا_الكتاب

    #عهد_دميانة

    #الرواق_للنشر

    #د_أسامة_عبدالرءوف_الشاذلي

    من الجميل أن تختتم العام السابق برواية #أوراق_شمعون_المصري ثم تفتتح العام الجديد برواية #عهد_دميانة لنفس الكاتب

    رواية أرهقتني ربما لكثرة أحداثها التاريخية ، ولكنها كانت فرصة لا تُعوّض لمعرفة المزيد عن الدولة الفاطمية وما أصابها من وهن ومكائد للقتل بين الولاة ، تخللها قصة الفتاة وَسْن التي تطمح للبتولية والرهبنة في أحد الدور ، ولكن القدر يضع يوسف في طريقها والذي كان منغمساً في الحياة السياسية ، هربت معه وَسْن وأحبته ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

    استمتعت جداً بالرواية من عدة أوجه ، أولها اللغة الممتعة التي طالما افتقدتها منذ أن أنهيت " أوراق شمعون المصري " ، وثانيها الكثير من المعلومات التاريخية التي لم أكن على علم بها

    تتقاطع الروايتان ( شمعون ودميانة) في استنادهما على أحداث تاريخية حقيقية ينسج حولها الكاتب قصة شيّقة من خياله ، لا تستطيع أن تفلتها من يديك رغبة في معرفة المزيد من الأحداث التي كانت مُفاجئِة لي وغير متوقعة في كثير من المواضع

    اقتباسات أعجبتني:

    - كان رجلاً يعتقد ما يقول، ويقول ما يعتقد ، فكأنما ملك زمام أمره

    - يرى الناقص اكتماله في قهر من عطف عليه

    - كلنا نروم العدل، ولكننا نخطو إليه على طريق من الظلم، إما أن نظلم أنفسنا أو أن نظلم الآخرين

    - إن القلب يألف كل فقد، إلا فقدان من أحبنا فخذلناه

    - أنتِ مثل أمي ، قلبك أرضٌ بكرٌ باقيةٌ على فطرتها، ومن يجدها يرفع رايته عليها ولا يرحل

    - حين ترتبط بعض الأماكن بذكرى لا نريد محوها، نغادرها حتى تبقى كما هي

    - كل سجان هو سجين ،فكلاهما يحيا في الظلام نفسه وكلاهما يتنفس العطن نفسه والأهم أن كليهما يتحرك بإرادة غيره ، ربما يزيد في السجان شعور بالسلطة على السجين ولكنها سلطة وهمية سرعان ما تخبو نشوتها حين يكون السجين ضعيفاً ذليلاً ، لا يثير لديه أي شعور بالتحدي

    مواقف أبكتني:

    - مشهد عتق ورد

    - مشهد معرفة إبراهيم بحياة أخته وتأثره

    ما أعجبني أيضاً بالرواية بأنه أظهر الوجه القبيح من الرق والاستعباد

    أمراً واحداً كنت أتمنى وجوده بالرواية ، ألا وهو خارطة للأماكن والأشخاص والصلة التي تربطهم ببعض، فأنا مثلاً غير مُحنكة في التاريخ ، شعرت باختلاط الصلات عليّ حتى قمت بعمل الخارطة بنفسي 😁 والتي أوضحت لي الكثير من الصلات وجعلت فهمي للرواية أعمق من الجانب التاريخي

    وفي النهاية أشكر دكتور أسامة على إبداعه، سلِمَت يمينُك يا دكتور 🙏🏻

    رواية #عهد_دميانة رواية رائعة أوصي بقراءتها 👍

    #لبنى_الحو

    Facebook Twitter Link .
    11 يوافقون
    4 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    من أجمل الروايات إلي قرأتها

    لم أتوقع بعد زمن الخيول البيضاء

    لإبراهيم نصرالله والمسيح يصلب من جديد لكزانتكيس

    أن أقرأ رواية تدهشني

    كقارئة وكاتبة

    اللغة مذهلة

    والوصف البارع

    قمة الجمال في السرد وتناول الأحداث

    وغلبة الطابع الروحي أو الصوفي على الرواية

    وبحث للإنسان عن نفسه وتماهيه مع فكرة الروح وأنها الأساس

    وإن الغالب هو بقاء الروح وديمومتها

    رغم تشعب الأحداث وتعدد الأشخاص

    إلا أن الكاتب كان بارع جدا بأنه يمنحنا هذا السحر الخالص

    سعيدة بقرائتها وأنصح جدا بقرائتها

    وكل التوفيق للكاتب

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الكتاب : " عهد دميانة "

    الكاتب : " اسامه عبدالرءوف الشاذلي "

    الاول لازم عزيزي القارئ تعرف ان دي الرواية التانية للكاتب البعقري' اسامة عبدالرءوف ' بعد ملحمة " اوراق شمعون المصري" واللي الكاتب وضح فيها اننا نقدر نكتب رواية تاريخيه كامله ونوظف احداث تاريخيه كتير في فترات مختلفه بطريقه متقنه و باسلوب شيق ممتع لا يحمل رتابت كتب التاريخ ولا بسهوله بعض الكتب الروائيه لذا انصحك بشدة ان لم تكن قراتها فلتضعها اولي اولاوياتك ثم لنبدا....

    عاد الكاتب في هذه الرواية " عهد دميانه " براوية اكثر اثارة وذهب لحقبه تاريخيه من اكتر حقب التاريخ غرابه، وستعرف لماذا هي الاكثر غرابه داخل احداث الرواية حيث تدور الاحداث في اواخر عصر الدوله الفاطمية في مصر بين 1146م ل 1161م .. وهي فتره مليئه بالاحداث التاريخية والخلافات المذهبيه ف مصر بين شيعه في الخلافة، وسنه مالكيه وشافعيه ف بعض الولاه، وبين قبط من اهل مصر، وطوائف الصوفيه. وايضا يسلط الكاتب الضوء علي فتره تجار الاماه والعبيد والنخاسين والاختطاف للاطفال عنوه وغصب للتجارة وحياة القبط من اهل مصر في هذه الفتره المضطربه التي اوشكت في بعص الاوقات ان تقوم حرب اهليه طائفية بسبب ظلم بعض الولاء. فوسط كل هذه المذاهب وهذه الاحداث من الخيانه والصراع علي السلطه والخلافه بين الفاطمين. وبين محاوله السنه السيطرة ع الخلافه متمثله ف بعض الولاه. استطاع الكاتب ان يدمج كل هذا الاحداث من صراعات في بناء درامي وعمل روائي من التراز الفريد.حيث تدور الاحداث بين ابطال الرواية لتصل ذروتها وتدرك انت مع سريان الاحداث وحياه ابطال الرواية جميع هذه الصراعات سواا علي الحكم، او الصراعات المذهبيه المختلفه وذلك كله دون الاخلال بالنباء الدرامي والتسلسل الزمني للرواية..

    كما استطاع الكاتب بعبقرية فذه ان يحافظ علي الخط الزمني المرسوم للرواية واتقان عملية الانتقال بين السنين المختلفه مابين 1146 وبين 1161م ..دون الاخلال باي حدث او فقد اي احداث بينهم فلا تجد ف الرواية رتابت السرد التاريخي لانها تقال علي السنه ابطال الرواية داخل الاحداث والمواقف المختلفة. ولا تجد صعوبه في ربط الاحداث رغم الانتقال بين السنين المختلفه ف كل فصل بل تجد سهوله في الربط بين الاحداث والصراعات واسبابها وتاريخها وهذا من عبقرية الكاتب في اختيار اي الاحداث للربط بينهم وفي وقت يتم الكشف عنها داخل الخط الزمني للرواية.دون الاخلال بالبناء الكامل للعمل فلا تشعر ابدا بعد الربط بين الاحداث وحياة الشخصيات عند الانتقال بين الفصول المختلفه مابين الماضي واحدث الحاضر في زمن الرواية..

    واخيرا لا ننسي اتقان الكاتب لسرد كل هذه الصراعات علي السنه الابطال دون الانحياز لاي منهم او حتي الميل ف الحديث لاي من هذه الصراعات فيدعك وكانك تقرا من كتاب التاريخ لكل هذه الصراعات الفاطمية والسنيه مع اختلاف ان الكاتب وضعها في صورة روائيه اقل مايقال عنها عبقرريه فلا هي تحمل صعوبه السرد التاريخي ولا هي بالسهوله وتافهه بعض الكتابات الروائيه. وسيدع الحكم لك بعد معرفة تفاصيل ماكان يحدث في هذه الفتره بالظبط لاحداث تاريخيه بمراجع جيده دمجها باتقان داخل هذا العمل،وايضا ليست مجرد سرد تاريخي لهذه الاحداث لانك تسجد داخل اروقع الرواية احداث تتوالي واشخاص تندمج في تفاصيل الماضيه والجاريه وصارعاتهم النفسية والمذهبيه. فدعنا نقول هي رواية السهل الممتنع في الكتابات التاريخه التي عودنا عليها الكاتب من الرواية الاولي التي لا تنسي قراءتها عزيزي وهي " اوراق شمعون المصري"

    وطبعا بعد هذه المراجعة البسيطه التي لا توفي الكاتب بعض من حقه علي هذا الابداع،، فرواية" عهد دميانة" تستحق عن جدارة تقييم : 5/5 🖤

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    نركب آلة الزمن ⏳ونرجع بها كتير لورا

    لزمن مختلف فيها الحكم هو هدف الكل

    بيطمع فيه كل من هب ودب

    من صغيره 👦🏻لكبيره 🤴🏻

    فتن ومكائد وتدابير تطير فيها الرقاب ⚔️

    مش مهم ده ابنى ولا ابن عمى

    كله هيطول من الشرور 😈

    وانت يا بوسف كنت من المقربين لبلاط الأمير

    وشوفت بعينك ظلم بعض الامراء والمحيطين حتى الحراس مش مضمونين

    فيهم اللى لو زغللت عينيه بـ حرية من اللى بيحلم بها هيبيع سيده بقصوره 🏰

    ما هى الحرية تستاهل اخون ومش مشكلة نصرت ظالم أو بيعت مظلوم

    ويوسف بن صدقة نابه كتير من اسكندرية لقوص للفسطاط داير بين الولايات

    شوية هروب وشوية موالاة

    لكن أصيل مابيعرفش يسيب حد محتاج له

    حتى لو فى وقفته ضرر عليه

    بدل فى عهدته يبقى لازم يحافظ عليه

    رحلة ممتعة بين القصور والولايات هتلاقى فيها كوليكشن من الحكايات متبقاش عارف تصنف العمل ازاى تاريخ هتلاقى قصص من البلاط رومانسية هادية على دراما 🎭 يعنى خليط هتعيش فيه

    لوحة فنية 🖼️هتشوف رسمتها 🎨 أحداث قدامك

    هتتخيل شكل أبطالها وتعيش وتتعاطف معاهم

    وهيبقى نفسك تسحبك الأحداث وتمشى معاهم فى الطرقات بس خلى بالك لـ يمسكك الحراس

    وتتحط فى خزانة 🗄️ ما أحسن يا ستار على اللى ايده تيجى تحت " عنبر " بالذات..

    وأنتِ يا " وسن " خطفتى قلبى بطيبتك وايمانك بفكرك واصرارك على هدفك ده غير محبتك فى قلوب كل مين يقرب منك ويعاشرك

    روح الأمومة فيكِ وده اللى جذب يوسف ليكى حس معاكِ بالأمان واطمن على " دميانة " بين ايديكِ ما أنت فيكِ من " ورد " وحنيتها ونفس براءتها..

    وشخصيات كتير هيقابلوك حتى لو كان مرورهم على أنهم ضيوف فى أحداث الرواية لكن دورهم ساب علامة 🪧

    للاسف اضطريت اركب تانى آلة الزمن وارجع تانى لزمنى مع كلمة " تمت "..

    #مكتبة_دنيا

    #قراءات_٢٠٢٣

    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ملحمة وليست رواية.

    أتقن فيها الكاتب كل أدوات الكتابة و وضع كل حرف بمكانه الصحيح.

    عهد دميانة... رواية عبقرية ومكتوبة ببراعة، تقرأ على مهل وبروية.

    تدور أحداث الرواية في فترة زمينة معينة بالدولة الفاطمية بمصر، استخدم الكاتب حقائق تاريخية مثبته ووضعها ضمن حكبته الدرامية.

    حكى فيها عن معاناة الأقباط مع الحكام، وليس مع المواطنيين، عن طريق سرد مواضيع اجتماعية مؤثرة. وبسببها...

    بكيت، ضحكت، تعصبت وثورت، وفي بعض الأحيان شعرت وكإنني مواطنة في تلك الفترة من الحكم تشعر بالتشتت وعدم الفهم، وكان الزمن حينذاك كفيلًا بتوضيح كل شيء لي.

    الرواية واقعية لدرجة أنني تخيلت كل مشهد بها، حتى أثاث المنزل، الشوارع، الميادين، والقصور.. وضعت صورة كاملة لهم وتفاصيل دقيقة، ودافئة جدًا.

    أتقن الكاتب فن التفصيل ورسم الخرائط الذهنية للقارئ.

    حتى رسائل يوستينا لم تكن رسائل عادية أو عابرة.

    ورد وإبراهيم النصراني!

    مينا وبطرس!

    وحتى الخال المسلم من قرية الشيخ عبادة!

    جميعهم وإن كانت أدوار ثانوية، فالكاتب لم ينسى أن يضع قصتهم كاملة ضمن ملحمته التاريخية.

    تمنيت لو أن بعد وفاة يوستينا لم يمت يوسف تمنيت لو أن النهاية كان بها يوسف وبيده دمنه والحسين وتحاوطهما وسن بيديها كعادتها.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    حينما اقرا كتاب أو راوية ويعجبنى بطريقة رائعة لا اجد كلمات تسطيع أن تعبر عن وصف ما قراتة

    وهذا ما حدث مع راوية عهد دميانة...

    فى اللحظات الأخيرة قبل انتهاء الراوية بدأت اذرف الدموع وانا ارى رحيل وسن ودميانة إلى القاهرة وبعدها عن بلدها وديرها ..

    مشاعر كثيرة عشتها مع هذا العمل العملاق في كل حاجة ..

    احببت بعض الابطال وزعلت من بعضهم ثم رجعت اتعاطفت معاهم. ،،مشاعر إنسانية مررت بها أثناء قراءتى لهذا العمل الراوئى القيم..

    عرفت كلمات جديدة للقبطى مكنتش عارفها ولو أنى مش باعرف قبطى اوى ..والأغنية حلوة جدا

    شابو لدكتور أسامة لانة عرف الجميع عن عادات الأقباط وبعض من استخدامهم اللغة القبطية وخاصة أنها تستخدم في صلوات القداس...

    عرفت مصر الجميلة المتحابة اللى مكنتش بتفرق بين مسلم ومسيحى فى العصور السابقة ،

    راوية جمعت ابطال فى عصر الفاطميين والحروب التى كانت تدار فى تلك الفترة....

    شابو مرة تانية وللمرة المليون لدكتور أسامة على هذا العمل الفوق الرائع واتمنى جزء تانى لكى نرى دميانة ووسن والحسين فى مصر وماذا سيكون حالهم.....

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    قرأت لهذا الكاتب الىائع المميز أوراق شمعون المصري وتلك الرواية الثانيه التي تقع احداثها في نهايه حكم الدولة الفاطمية حين نهش الجهل جسدها وتفشي الفساد في اوصلها حين اصبح الولاة بين جاهل صرعه بريق السلطه ولوطي لايقيم للعدل ميزان قدر ما يعتني بأسته ومايخرج منه

    تلك الروايه وأمثالها التي تختار نهاية الدول وبداية اخري بها العظة والعبرة لكنها مع كثرتها وتنوعها لا تمنع سنة الكون وحكم الله الذي لا يتغير من ترك اسباب القوه هوي مهواة الفناء وصار في السنة الناس مضغة تلوكها الافواه

    لغة الكاتب جيدة جدآ وسرده رائع ممتاز ورغم انك تعلم النهاية من الورقه ألاولي بالروايه ألا انك لا يتسرب اليك الملل مطلقآ وتكمل بنهم وشغف

    يؤخذ علي الروايه أن احداثها خلت من عنصر المفاجأه فهي نتائج حتميه لمقدمات معلومه يسهل التنبؤ بها سيما لمن اطلع علي التاريخ فضلآ عن توقع أحداث الروايه وماينتظر الأفراد بها من وقائع ويبدو أن الكاتب يحاول إقامة ميزان العدل الذي عجز شخوص الرواية عن تحقيق أتزانه فخلت روايته من المفاجأة وعنصر الارباك وخرق التوقعات

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    عهد دميانه

    كنت فاكره ان مش هيبقي في حاجه احلي من اوراق شمعون المصري لكن عهد دميانه فاقت كل توقعاتي

    تدور احداثها في اواخر العصر الفاطمي و ما شهد من صراعات.

    اللغه قويه جدا و طريقه السرد رائعه

    انا حسيت اني عايشه معاهم الأحداث و بتأثر معاهم

    موقف وسن مؤثر ارتبطت بشخصيتها جدا

    تعاطفت مع يوسف من خلال بحثه عن هويته

    روايه فعلا تستحق جائزه

    تقييمي لها ٥/٥

    "اللعنه علي المحب حين يُغضي عينيه علي قذي الشوق فيعيش كفيفًا متخبطاً في اوهامه"

    "قول الحق يحرر الانسان و يحرر خيال الناس أيضا فيصنعون الامجاد لمن ينطق به حين تخرس الألسنه و لكنهم يصنعونها عادهً بعد ان يصمت الي الابد"

    "لماذا نبني توقعاتنا علي اسس من الرمال فاذا إنهارت ألقينا باللوم علي الاخرين و لم نلم انفسنا علي اننا توقعنا لها الثبات؟"

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    رواية تاريخية كما يقول الكتاب.

    يخترق الكاتب نهايات الدولة الفاطمية بمصر، الصراع علي السلطة والفتنة الطائفية بين العرب والقبط.

    وصراع الهوية.

    هل انا منتمي للأرض؟

    للدين؟

    للوطن؟

    للعرق؟

    أو الإنسانية....

    لعبة مميزة شخصيات ثلاثية الأبعاد من لحم ودم.

    ومتعة صرفة خام.

    مراعاة لعناصر الزمان والمكان.

    إستعمال المشاعر والعواطف في التعبير عن الفكرة تم بطريقة ناعمة تدخل القلب والعقل سوياً.

    واحدة من أفضل أعمال السنة حتي الآن و تتفوق علي عمل الكاتب الأول أوراق شمعون المصري.

    منتظر الجديد بفارغ الصبر.

    للمزيد من التفاصيل مراجعة مرئية للعمل بدون حرق للأحداث.

    #كوكب_الكتب 🌍

    #العراف 😎

    ****

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5

    رقم اربع وثمانون / 2024

    عهد دميانة

    اسامه عبدالرءوف الشاذلي

    "" علم أن الحق في كل دين موجود وعلى كل لسان جارٍ، وأن الشبهة على كل إنسان جائز، فاجتهد يا أخي أن تُبين الحق لكل صاحب دين ومذهب مما هو في يده، وتكشف الشبهة التي دخلت عليه، ولا تشغلن نفسك""

    "" سم الله إله الكون" ‫سعيتُ لأن أكون إنسانًا يعرف ذاتَه، وقد عرفتُها. بحثت عن جوهري، فأدركتُ أن جوهر الإنسان لا يحدّه جسدٌ، ولا بيتٌ، ولا وطنٌ، ولا دينٌ، ولا مذهب فحدوده كونٌ يحيط به، ومنتهاهُ إلى خالقٍ أبدعه وأنشأه واختارَ له الأرضَ موطنًا سعيتُ لأن أرى أثرَ أقدامي على الأرض، فأدركتُ أن الأثرَ في النفوس أبقى وأدوم فكلُّ أثرٍ على الأرض زائلٌ، وكلُّ أثرٍ في النفْسِ خالدٌ خلودَ الروحِ حتى تعود إلى بارئها. سعيتُ للعيْش فردًا، فأدركتُ أن أجملَ ما في الحياة هو أن تستمرَّ الحياة. ولن تستمرَّ الحياةُ إلا إذا تقاسمتُها مع الآخرين. هذا ما سعيتُ له وأدركتُه. أما ما تمنيتُه يا بُنيتي، ولم أدركْه، فهو العدل. فالعدلُ مُتوَهَّمٌ في هذه الدنيا، وكفَى المرءَ عدلًا أن ينصر مظلومًا، أو يردعَ ظالمًا""‬

    الكاتب اسامة عبد الرؤوف هو دكتور عظام برتبة برفسور يعمل استاذا بجامعة عين شمس له روايتين اوراق شمعون المصري الذي اشترت حقوقه قناة MBC وهذه الرواية الذي ايضا ستحول الى مسلسل .

    موضوع الهوية او الوطن وكيف يحدد الإنسان هويته وديينه وانتمائه فهل التاريخ يكتب مرة او مرات فى ظل الصراعات الكثيرة التى تحيط به. الرواية تتناول أواخر الدولة الفاطمية وهى حقبة كانت تتسم بالصراعات الكثيرة تبدأ من الصراعات المذهبية. فبطل الرواية وهو «يوسف» أمه أرثوذكسية وأبوه ملكانى والذى نعتبره كاثوليكى من الفرنجة، وكان أبواه يعيشان فى كنف «على بن السلار» السنى المذهب. وتحت الخلافة الفاطمية الشيعية المذهب. فى وقت تتصارع فيه قوى الشرق والغرب فى الحروب المعروفة باسم حروب الفرنجة الصليبية. وفى وقت أيضا تتقسم فيه مصر إلى أعراق كثيرة جدا ما بين قبطى وتركى وسودانى ومغربى وأمازيغى، وغيرها صراعات كثيرة جدا تدور على أرض مصر. فى ظل هذه الصراعات المتعددة والانتماءات الكثيرة يبحث الإنسان دائما عن هويته وانتمائه الاسمى. وقد ينجرف الإنسان فى ظل هذه الصراعات للتنازل عن إنسانيته فى ظل الانتماء الذى يريد أن ينتمى إليه، هنا نقف عند بطل الرواية الذى حاول أن يحافظ على إنسانيته فى ظل هذا الصراع، وأن ينقل إلى ابنته دميانة عهدا وميثاقا تعيش به وأن تحتفظ بإنسانيتها مهما كانت الصراعات الموجودة حولها، فنحن نتحدث عن قضية شائكة تمسنا فى العصر الحالى، وهو الوطن والهوية

    تتحدث الرواية عن حقبة تاريخيه من اكتر حقب التاريخ غرابه، وهي الاكثر غرابه داخل احداث الرواية حيث تدور الاحداث في اواخر عصر الدوله الفاطمية في مصر بين 1146م ل 1161م .. وهي فتره مليئه بالاحداث التاريخية والخلافات المذهبيه في مصر بين شيعه الخلافة الفاطية، وسنه مالكيه وشافعيه بعض الولاه، وبين قبط من اهل مصر، وطوائف الصوفيه. وايضا يسلط الكاتب الضوء علي فتره تجار الاماه والعبيد والنخاسين والاختطاف للاطفال عنوه وغصب للتجارة وحياة القبط من اهل مصر في هذه الفتره المضطربه التي اوشكت في بعص الاوقات ان تقوم حرب اهليه طائفية بسبب ظلم بعض الولاء. فوسط كل هذه المذاهب وهذه الاحداث من الخيانه والصراع علي السلطه والخلافه بين الفاطمين. وبين محاوله السنه السيطرة ع الخلافه متمثله ف بعض الولاه. استطاع الكاتب ان يدمج كل هذا الاحداث من صراعات في بناء درامي وعمل روائي من التراز الفريد.حيث تدور الاحداث بين ابطال الرواية لتصل ذروتها وتدرك انت مع سريان الاحداث وحياه ابطال الرواية جميع هذه الصراعات سواا علي الحكم، او الصراعات المذهبيه المختلفه وذلك كله دون الاخلال بالنباء الدرامي والتسلسل الزمني للرواية..

    إن التاريخ هو الورقة الرابحة دائمًا، فإن التاريخ يعيد نفسه دائمًا وهو الأرض الخصبة لمناقشة قضايا حالية عن طريق استرجاع أحداث مشابهة، ولذلك فإن الرواية التاريخية هى الحصان الرابح الآن فى الأدب وهذا هو سبب رواجها الحالى الكبير.

    قرية أبوحنس ونرى صاحبة اسم الرواية دميانة الطفلة التى تعيش فى القرية مع أمها وهما مسيحيتان تعيشان مع بعضهما وتذهبان للدير، تبدأ الأحداث عندما يأتى التاجر ويخبر الأب سمعان الذى بلغها بموت يوسف بن صدقة ويعطيها صندوقًا فتعطيه لدميانة وتخبرها بأن هذا ميراث أبيك يا دميانة. نبدأ باسترجاع الأحداث فنعرج لبداية حياة يوسف بن صدقة الذى نكتشف مع مرور الأحداث أنه البطل الرئيسى وليست دميانة.

    نبدأ فى معرفة قصة أم يوسف ورد وعلاقتها بعلى بن السلار والى الإسكندرية فى ذلك الوقت، وكيف تزوجت من أبيه وأنجبت يوسف، وينير لنا الكاتب نقطة أن يوسف أبوه ملكانى وأمه أرثوذكسية والرجل الذى رباه بعد موت أبيه على بن السلار المسلم سنى المذهب والدولة المسلمة شيعية المذهب الذى يعيش فيها فتبدأ تساؤلاته منذ شبابه عن أى مذهب وأى دين يدين به، تبدأ رحلة بحثه عن نفسه من يكون يوسف بن صدقة؟ هذا السؤال الذى يوجهه يوسف لنفسه طوال أحداث الرواية.

    اما علاقته بعلى بن السلار وعمله ككاتب لديه فى دار الإمارة بالإسكندرية وولعه بالحمام الزاجل والمراسلات، ونرى قصة حبه مع يوستينا جارية حفيد ربيب على بن السلار وخطيئته معها ثم هروبها وهى تحمل نطفة منه، وعقابه على تلك الخطيئة التى لا تغتفر فى جميع الأديان بالصلب، وكيف أنقذته أمه ورد من الصلب والقتل بعهد أمانها من على بن السلار الذى أصبح الوزير وكيف ترك مدينة ميلاده وموطنه الإسكندرية وانتقاله إلى الفسطاط التى ستغير حياته مرة جديدة.

    يعيش مع أمه ويعمل بالوراقة وفتحه لحانة خصيصًا لهذا العمل، والكتاب الذى يقع تحت يده لينسخه فيزيد حيرته وشكه وتساؤلاته أكثر وأكثر بسبب عبارات الحب الإلهى التى يقرأها فيه، وكيف تبدأ علاقته بموهوب فى الحانة التى تجعله ينضم إلى المجموعة التى تراسل نورالدين محمود من أجل إنقاذ دمياط من الفرنجة وكيف لا يكون معهم وهو يعشق الحمام الزاجل. يعثر على ابن يوستينا حبيبته الحسين ويبدأ فى تربيته على أنه ابنه ويتركه على دين أبيه وتنشأ بينهم علاقة أبوة وبنوة فريدة. نمر فى خضم تلك الرحلة الشاقة على ما كان يحدث لمصر وحكامها والاغتيالات التى كانت تحدث فى ذلك الوقت مثل اغتيال على بن السلار نفسه وكيف انتقم له يوسف بنفسه وكان هذا لقاءه الأول بالحسين. بل إن التحاقه بتلك الحركة هو ما سيرجعنا لحدث وسن التى عندما يذهب إلى قوص من أجل مراسلة نورالدين محمود نرى حكايتها وكيف كانت مصر تعانى وقتها من فتنة طائفية حقيقية وكيف مات أبوها مينا لقوله الحق، وعلاقتها مع ابن عمها بطرس ونرى حبها للبتولية، ويقوم يوسف بإنقاذها مرات ومرات من القتل وينقذ سمعتها وتصل لأن يصطحبها معه إلى قرية أبى حنس بعد توصية من الشيخ إبراهيم النصرانى الذى نكتشف فيما بعد سر تعلق يوسف وإبراهيم ببعضهما البعض. نرى عودة يوسف للفسطاط بدون وداع لوسن وكيف يحرك ذلك مشاعرها عن البتولية لأول مرة، ومقابلته لابنته دميانة لأول مرة بعد موت أمها يوستينا فى طرطوس من الطاعون وكيف يعيش معها ومع الحسين وكيف يحبهما

    ثم يحدث حدث اختطاف الحسين الذى بسببه يعود يوسف لقرية أبى حنس تاركًا دميانة لوسن يتركها لها وتنقذه وسن هذه المرة بعد أن تتعلق به بل ويتعلق هو بطيبتها وصدقها. فى خضم بحثه عن الحسين يرى الشيخ ابن الكيزانى الذى قابل طيفه عندما كان طفلًا وظل هذا يؤرقه طوال حياته وكان من أسباب حيرته وشكه بل وكانت تخاف أمه عليه من هذا الحدث، ويدخل غرفته ليخرج منها شخصًا آخر وجد نفسه حتى عندما تم الإمساك به وهو يهرب حسين، وظل شهورًا مسجونًا فى غرفة مظلمة كان يعلم أخيرًا وهو يجلس وحيدًا من هو، عرف أن حب الله أكبر من الخوف والكره وأكبر من أى مذهب، عشق الله بعدما بحث عنه كثيرًا، ليتعلق به سجانه حتى عندما يموت ويهيم به شوقًا، ويظهر وصوله لمدارك نفسه فى وصيته التى تركها مع فتاة يحيى ليوصلها فيما بعد صديقه موهوب إلى وسن لنعود للمشهد الأول فى الرواية وتترك وسن كل حياة البتولية وحتى الحياة التى كانت تريدها لدميانة لتذهب للفسطاط وتنفذ وصية يوسف بتربيتهما معًا تاركًا لها قطعتين منه ليحيا معها حتى بعد موته. بعد رحلة طويلة بلغة فى منتهى القوة والبلاغة وسرد فى منتهى السلاسة وشخوص كثيرة تشابكت مصائرهم ليس لنفتح صفحة أغلقت من تاريخنا بل لتؤكد الرواية على أهمية البحث عن الحقيقة، البحث عن النفس فى المقام الأول، عن ماهيتنا بدون أى ضغوطات، ربما بعد تلك الرحلة تحس بقربك من نفسك

    فهي قصة إنسان يعاني من الشك والتشويش في زمن مليء بالتوترات السياسية والدينية، محاولًا فهم ذاته ومكانته في العالم. تتخلل الرواية لحظات من الغموض والتوتر، مما يجعلها تجربة قراءة مثيرة وممتعة. اكتشف جاذبية هذه الرواية الفريدة واستمتع برحلة تفكير عميقة في عوالم الهوية والانتماء. لا توجد أسئلة أو تقييمات حتى الآن

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ما بين صعيد مصر والفسطاط!

    رغم ما تصدر الرواية من عنوان زين غلافها وقد حمل اسم عهد دميانة، إلا أن دميانة لم تكن بطلة الرواية بقدر ما كانت القلاقل، والاضطرابات والانقلابات التي حدثت في مصر في أواخر عهد دولة الفاطميين هي البطل الذي بزغت فيه كل القصص سواء الحب أو الخيانة.

    وفي ظلها تمسك أشخاص بإيمانهم وتملك التيه من البعض،

    والبغض من آخرون

    وكما كان الحب ينضج القلوب ويصقلها مع البعض، كان يفتك بحياة البعض الآخر ويقودهم نحو الهلاك.

    في الرواية نشهد حياة المسيحيين في ظل هجمات العربان فنقف شهودًا على اختطاف ورد لبيعها في سوق النخاسة ليحيا باقي أسرتها على أمل أن تحفظ عهدها ببقاءها على إيمانها كما اوصوها حتى لو أُجبرت على خلع قلادتها التي تحمل صليبًا من المعدن نُقش عليه أربعة حروف تعني اسمها بالقبطية، فتحمل إيمانها في قلبها.

    ونشهد ظلم واحتدام سياط السلطة نحو مينا الشقي العجوز الذي بذل ظهره للسياط حين تشبه بالشهيد يوحنا المعمدان حين ارتفع صوته بقول الحق، واحتمل الذل والهوان في يومه الأخير، مينا الذي تظنه غليظ القلب وقد أبى على نفسه طيلة حياته منذ قدوم العرب أن ينخرط سياسيًا فهو لا يبغي الشهرة، وحتى دينيًا لم يكن مداومًا على حضور الكنيسة إلا في الأعياد، وحين علا صوته بالحق نهشته السياط بلا هواده ووقع صريعًا.

    ولأن المعاناة طالت الشق الآخر من الوطن، لذا فنشهد حياة المسلمين الأقباط وتمزع ولاءهم بين سنة وشيعة.

    بدأ الروائي والطبيب أسامة الشاذلي بمشهد افتتاحي في قرية أبي حنس حيث تخبز وسن بنت مينا وهي تجلس قبالة فرن الخبز أعلى المنزل وتشق أقراص الخبز المختمرة جيدًا في حرارة الشمس وتطرحها داخل الفرن لتنضجها نيرانه وتخرج بمطرحتها الخبز الذي نضج؛ لتحفظه بِسَلة من الخوص وحين تنادي على الصغيرة دميانة لتأتي لها برشفة ماء تقلل من حرارتها التي تشعر بها جراء حرارة الفرن

    حامية الوطيس، فيختلج صدرها حين ترد إلى مسامعها صرخة الصغيرة لتهبط فزعة، فتجد جرة الماء مُلقاه أرضًا.

    تهدئ من روع الصبية مم أفزعها، وتعدها أنها بدءً من الغد ستذهب إلى دروس القراءة والألحان بالكنيسة، ثم طلبها من راعي الكنيسة الأب سمعان أن تنذر دميانة للبتولية.

    تجدد الحلم القديم والرغبة الأثيرة لقلبها اليافع المملوء بمحبة الله لنوال نعمة البتولية ونذر حياتها للرب وحده دون أن يشاركه بها شخص.

    وبقدوم التاجر موهوب بالرسالة والصندوق إلا وتكشفت بدايات لطرق ودروب تقاطعت جميعها لترسم مصائر لم ولن تتوقعها، ما لم تكن على دراية بكم كان كلا من السياسة والدين يرسمان أو يمحيان ظلال الأشخاص ومصائرهم في تلك الحقبة التاريخية.

    برع الكاتب في استعمال أدوات الكتابة من تنقل رشيق بين المدن، كما برع في تفرد الأصوات، فيستحيل أن يتشابه صوت الشيخ إبراهيم بن شنودة بصوت مينا، أو صوت وسن بصوت يوستينا، أو صوت ورد بصوت أم نصر، ولا صوت أهرمان بصوت عنبر الريفي، فقد برع الكاتب في أن يجعل القارئ يرسم في ذهنه صورة الشخصية وصوتها وطريقة تحدثها بل حتى تصور أفكاره.

    فمن ذا الذي لم يشعر بالحنق من بطرس وأفكاره ولم يشعر بالشفقة على يوسف وقلبه أو يتلوع بالوعة يوستينا أو يشعر بدفء قلب وسن أو حنان الشيخ إبراهيم أو تخبط يوسف ومن ثم نضجه.

    برع الكاتب في التحدث بلسان القبط والقفط على السواء، فاستعان بتعابير التضرع كما استعان بتعابير التشفي، بفصحى سلسة، جزلة، وخالية من التقعر والتباهي.

    بدأها من أبي حنس ثم ارتحل بنا إلى قوص ومنها إلى الفسطاط والقطائع، فحلوان، حتى أنه أبحر بنا غربًا نحو طرسوس لنتشمم رائحة الحنوط الممزوج بزبد البحر مع يوستينا وهي على الشاطئ تحدق نحو البحر فأجد نفسي أتشممه معها، لم يكن من البحر حينها بل من صحن زجاجي يعلو المنضدة الجانبية لفراشي وكان الصحن يزخر بشمع ينضح برائحة الحنوط، كنت قد ابتعته من أحد أديرة وادي النطرون العامرة، فكنت أشعر بالحري أني اتلصص على يوستينا في إحدى شواطئ طرسوس.

    لم يكفه التنقل بين المدن فحل بنا في قصور وسجون وأديرة وأزقة وأحياء وساحات اتصفت بالزحام.

    حمل عهد دميانة الذي خطه يوسف قبل شعوره بدنو أجله حيث شعر أنه محاط بالمخاطر، وتتوجه نحوه السهام، بكل ما اختبره يوسف طيلة حياته من خبرات شكلت تكوينه وأفكاره، ميزت تيهه، عهد حمل أفكاره وجوهره.

    إليكم البعض مم أعجبني وهو قدر يسير مقارنة بما أعجبني بالفعل وإلا فسوف أنقلها كلها من جديد!

    ❞ عجيبٌ أمر الدنيا، حينما تأخذ، وحينما تمنح بغير ترتيب ولا تدبير. ❝

    ❞ قول الحق يُحرر الإنسان، ويُحرر خيالَ الناس أيضًا، فيصنعون الأمجاد لمن ينطق به حين تخرس الألسنة، ولكنهم يصنعونها عادةً بعد أن يصمت إلى الأبَد! ❝

    ❞ يتبدل اللسان ويبقى الإنسان هو الإنسان، منتميًا إلى خالقه وأبيه الذي في السماء. ❝

    ❞ يرى الناقص اكتماله في قهر من عطف عليه. ❝

    ❞عجيب أمر النساء، يتحملن هموم الدنيا، وتحطمهن هموم العشق! ❝

    ❞إن الحياة عبثٌ لا تستحق أن تُعاش، والإنسان في هذه الحياة كخيال الظل، فهل هناك أثرٌ لخيال؟ كل المستيقنين كَذبَةٌ، واليقين الوحيد في هذه الحياة أنه لا يقين! ❝

    ❞ الوطنُ وثنٌ مُقدَّس تُزهَق تحت أقدامِه أرواحُ القرابين كي يستجيب، فلا يُجيب ❝

    ‏❞ عجيبٌ أمر البشر حينما تبتلعهم عثرات الماضي، وكأنها هوةٌ سحيقةٌ ما لها من قرار، فيأبون إلا أن يكبلوا أقدامهم فيها، وكأنما لا يرجون منها فِكاكًا. ❝

    ‏❞ كلنا نروم العدل، ولكننا نخطو إليه على طريقٍ من الظلم، إما أن نظلم أنفسنا، أو نظلم الآخرين. ❝

    ❞ عجيب أمر الشعوب حينما تُخلّد حكامها في أسطورة يتداولها الناس بمشاعر فطرية، لا يحكمها عقل ولا تصدر عن منطق. فالحقيقة غير الأسطورة، وقد تظل الحقيقة مطمورةً أحيانًا، لأن من يملكونها لا يملكون القدرة على الإفصاح عنها. ❝

    ❞ إن القلب يألف كلّ فقدٍ، إلا فقدان من أحبنا فخذلناه! ❝

    ❞ الجهل بالأمر أيسر من محاولة إخفاء معرفته. ❝

    ‏❞ اليقين يأتي من الإدراك، والإدراك متغيّرٌ وليس ثابتًا! فما أُدركه أنا غيرُ ما تدركينه أنتِ، فكيف يكون اليقين واحدًا لا يحتمل الخطأ؟ ❝

    ❞ فاليقين ليس ما ندركه بأعيننا أو بعقولنا، وإنما ما تؤمن به قلوبنا ❝

    ❞ لماذا نبني توقعاتنا على أُسسٍ من الرمال، فإذا انهارت، ألقينا باللوم على الآخرين، ولم نلُم أنفسنا على أننا توقعنا لها الثبات؟ ❝

    ❞ لم تكن تعلم أن شعور التسامح قد ينسحق أمام شعور القهر والظلم، كما أن التسامح المقرون بالضعف له مذاقٌ مريرٌ كالعلقم. ❝

    ‏ ❞ في أوقات المِحن تهتز القيَمُ أمامَ موجات اليأس، ثم تأتي الأفعال الصالحة من البعض كطوق نجاةٍ ليحمي تلك القيَم من الغرق. ❝

    ❞ حين ترتبط بعض الأماكن بذكرى لا نريد محوها، نغادرها حتى تبقى كما هي ❝

    ❞ وهل حياة الناس إلا جِعاب ذكريات؟ ❝

    ❞ وكم من الرؤوس التي تناطحت في الدنيا، ثم تجاورت في سكونٍ على أرفف خزانة سجن البنود الملحق بقصر الخلافة بعد موتها!

    ‏❞ فبعكس رجال القصر الذين يأتي انتقامهم سريعًا مباغتًا، يكون انتقام النساء طويلًا بطيئًا غير مُحدد النهاية. فيظلّ الأمل يداعب المسجون في النجاة، حتى يفقد عقلَه في النهاية، ويتمنى أن يُسلم رأسه طواعيةً للسيّاف. ❝

    الرواية ٤٠٠ صفحة بدأتها في الأمس وانتهيت منها منذ ساعات، لم يقطعني عنها سوى ساعات النوم ومتطلبات لابد من القيام بها، ولولا ضرورتها لما تركتها حتى أنهيها.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    مراجعة كتاب

    عهد دميانة

    تأليف : د.أسامة الشاذلى Ossama A. Elshazly

    صدر عن دار الرواق للنشر والتوزيع - Al Rewaq Publishing ٢٠٢٣

    النوع : تاريخية /فلسفية

    400 صفحة.

    اللغة: العربية الفصحى سردًا وحوارًا.

    الكاتب: أستاذ جراحة العظام، تخرج فى كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1998.

    نحن أمام عمل إبداعى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أنا فى حيرة! لا أعرف من أين أبدأ !! هذه أول رواية أقرأها للكاتب، لم يحالفني الحظ لقراءة روايته الأولى "أوراق شمعون المصرى"، إلا أنى فور الانتهاء من كتابة هذه المراجعة سأقوم بالبدء في قراءتها، لتأثرى وإعجابى الشديد بأسلوب الكاتب الممتع الشيق وكلماته التى تهز الوجدان وتثير فى العقل ألف سؤال وسؤال، والعرض المختلف والموضوع المتميز، رواية تختلف عن السائد بالسوق، مليئة بمشاعر اليتم والأسر وفقدان الأمل، حواراته حوارات روحانية جلية متعمقة يغلب عليها الأفكار الصوفية.

    من حيث المكان: الأحداث تقع فى ولايات مصر الأربعة، يأخذنا الكاتب إلى مصر الفاطمية بمبانيها وشوارعها وقُراها وأسواقها.

    من حيث الزمان: أواخر حكم الدولة الفاطمية من 1161:1146 ميلاديًا.

    يحكي الكاتب بروايته عن حقبة من التاريخ المصرى القديم أيام الفاطميين، وما اشتهرت به تلك الفترة من مكائد أمراء القصر والصراع على السلطة، انتقل بنا بين إمارات مصر الأربعة من الفسطاط والاسكندرية وقوص ودمياط، ويروى لنا ما حدث فى هذا العصر من الفتن، والتى سادت لسنوات عديدة. أرجعنا لزمن الماضى بكل معالمه بجماله وقبحه من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والدينية.

    تظهر جرأة الكاتب فى عرضه لمشاكل المجتمع المصرى القديمة، وكأنها إسقاط لما يحدث الآن من حب للدنيا والبعد عن الدين، والفتن بين المسلم والمسيحى، بل تطرق إلى الصراع المذهبى داخل الديانتين، وعدم الأمان فى الأرواح والأموال، وكأنه يؤكد على مقولة من لا يقرأ التاريخ لا يفهم الحاضر ولا يستشرف المستقبل، ويؤكد على أن فنّ التاريخ فن عزيز المذهب جم الفوائد، شريف الغاية.

    غلفها الكاتب داخل قصة جميلة أراها من وجهة نظرى أنها أرجعتنى لزمن عمالقة الأدب المصرى نجيب محفوظ وعباس محمود العقاد ويوسف إدريس وأنيس منصور، فها هو يظهر لنا بقصة دميانة كطفلة يتبعها بقصة (وسن) التى تربيها بعد وفاة والدتها يوستينا، وبين قصص تلك السيدات يظهر يوسف مريبًا مخادعًا غريب الأفعال مرة يهرب ويتخفى، ومرة نجده نبيل وعطوف، يوسف الذى يرجع نسبه إلى أم قبطية وأب مسيحى ملكانى وسيده مسلم سنى، وخليفته مسلم شيعى.

    يحكى الكاتب قصة يوسف، دومًا لديه شكوك وعدم يقين من كل شئ، نفسه لا تهدأ ولا يدرى ما مذهبه، تجمعه قصة حب مع الجارية يوستينا، يظهره الكاتب كعاشق يعوضها زوجها الغائب عنها.

    وقصة (وسن) التى تعيش مع والدها ويرغب فى أن يزوجها ابن عمها، وهى تريد البتولية، يوسف يظهر لها فى رحلة هروبه من أعدائه يظهره الكاتب كملاك أرسله الرب إليها لتهرب معه.

    ويمشى معنا الكاتب فى تركيبة صعبة ولكنه نسجها نسيج العنكبوت لبيته، دميانة بنت يوسف إبن ورد أخت إبراهيم صديق مينا أبو وسن إبنة عم بطرس، وأمها يوستينا جارية نصر ابن عباس ابن زوجة على بن السلار، الذى وهبته ولده الحسين (أخو دميانة)، تعتقد لوهلة أنك دخلت متاهة ولكن على العكس تظهر معالم القصة واضحة نتيجة الأحداث الشيقة والشخصيات التى تتحدث عن نفسها بكل مشهد.

    كأنه كتبها على نار هادئة فظهرت لنا الرواية كدراما تاريخية مشبعة بالشخصيات والمواقف والأماكن والمشاعر والأحاسيس، وعرض أهم القيم السائدة فى المجتمع المصرى فى العصر الفاطمى، ورأيه فى فترات حكم بعض الخلفاء الفاطميين بمصر، يبرهن أهمية دور المرأة فى ذلك العصر، والصراعات الداخلية والاستعانة بالقوى الخارجية وعلاقة الخليفة بالشعب.

    تظهر لنا الشخصيات متنوعة ما بين الأطفال والنساء والشيوخ، كأنك على مسرح كل ممثل يسلم زميله بانتقال سلس وممتع، وصفه الممتاز لشخصياته وربط عجيب بين الأحداث والترابط بين الشخصيات كأنه فيلم هندى محكم الحبكة، يُدخل الشخصيات بسهولة ويخرجها من الأحداث بنفس السهولة مثل: استخدامه لواقعة الطاعون التى ماتت بسببه يوستينا.

    صفقت بكلتى يدى أكثر من مرة للكاتب أثناء قراءتى لبراعته فى الجمع بين شخصيات الرواية على الرغم من الأحداث التى أبعدتهم وهم صغار، وكأنه مخرج مصرى له رؤية يجعلك تنبهر، فبعدما خطفت ورد أخت إبراهيم وتزوجت وأنجبت يوسف فنجد كيف غزل الكاتب نوله بجمع شمل يوسف مع خاله إبراهيم فى حميمية نفتقدها كثيرًا.

    السرد بطريقة جذابة لا تريد أن تترك الكتاب أو أن يغيب نظرك عن الكلمات، سيحبها طالب الثانوية العامة قسم علمى علوم والذى بعد عن التاريخ لرتابته.

    الحوارات شيقة، والتدقيق اللغوى ممتاز، ليس كتاب تاريخ ولكنه غمر كلمات وأحداث تاريخية بالرواية بأسلوب روائى، يمتلك الكاتب مفردات لغوية عميقة.

    تتكون الرواية من عدد (78) مشهد، ولكنك لن تتوقف من الانتهاء منها فور الانقضاض عليها، ستشدك كالبحر الغدار حين يسحب غريقه.

    وصف رائع لحياة القصور والحريم والحراس والحدائق، وشخصيات مثل الحراس والحسبة والبصاصين، ووسائل الاتصال من الحمام الزاجل، وما بتلك القصور من دسائس وضياع للعدل، وخيانة للشرف والعهد والغدر والطمع والفتن والخيانة فى ذلك العهد.

    أكثر ما أعجبني هو أسلوب الكاتب في عرضه لبعض المشاهد بالرواية طريقة عرض يأخذ عليها جائزة أوسكار أحسن عرض ومنها:

    - مشهد خطف ورد من عصابة القبجاق التركية.

    - مشهد اختلاء يوستينا بيوسف بأسلوب مستتر لا يخدش الحياء.

    - مشهد يوسف ووسن.

    مشاهد تعلق بالذاكرة.

    تضمين الكاتب لبعض الجمل التي تحمل طابع الحكمة لعكس حقائق عن الوضع الذي نعيشه في الواقع مثل:

    (1) الزهد هو رفاهية القادر، وقدرُ العاجز.

    (2) يرى الناقص اكتماله فى قهر من عطف عليه.

    (3) قول الحق يحرر الإنسان، ويحرر خيال الناس أيضًا، فيصنعون الأمجاد لمن ينطق به حين تخرس الألسنة، ولكنهم يصنعونها عادة بعد أن يصمت إلى الأبد.

    (4) كلنا نروم العدل، ولكننا نخطو إليه على طريق من الظلم، إما أن نظلم أنفسنا، أو نظلم الآخرين.

    (5) كم من المخزى أن يبوح لك الأشخاص بأشياء انتظرتها، وحينما تأخرت فقدت معناها ومضمونها.

    (6) اللعنة على المحب حين يفضى عينيه على قذى الشوق فيعيش كفيفًا متخبطًا فى أوهامه.

    رفع الكاتب من خلال كلمات الرواية عدة شعارات منها (استفتي قلبك – الله محبة).

    أنهى الكاتب روايته بانقشاع غيوم الشك والاطلاع على كل الأسرار وكلمات يوسف إلى ابنته دميانة فى وصيته التى حملت معان كثيرة، وأهمها ألا تفارق أخاها الحسين فكلاهما يحمل شطرًا من حبيببته يوستينا ولن يبلغا الكمال إلا سويًا.

    حزنت عند انتهاء الرواية بأحداثها، ولكنى أعتقد أن بعض مشاهدها لن تغيب عن ذاكرتى.

    إلى الملتقى في مراجعة أخرى

    د.محمد الشخيبي

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    أزعم أننى كنت من أوائل من قرأوا رواية د. أسامة الشاذلى الأولى؛ (أوراق شمعون المصرى) ولقد راقت لى كثيراً وانبهرت بها وبفكرتها وبأسلوب السرد والكتابة واللغة الجميلة وبالتاريخ والجهد المبذول فى البحث والتقصى عن الأحداث والأماكن والشخصيات التى تدور فى فلكها الرواية وقلت وقتها أنها رواية ستبقى وستترك أثراً .

    وكان من الطبيعى والمنطقى ان أكون متحمسة لقراءة العمل التالى لصاحبها ؛ عهد دميانة …نعم لقد اصبحت ثقتى فى الكاتب كبيرة بعد عمله الأول المبهر للغاية …

    منذ الصفحات الأولى أدركت أن العمل مختلف عن أوراق شمعون .

    الرواية تتحدث عن حقبة هامة وحرجة من تاريخ مصر ؛ أواخر حكم الدولة الفاطمية …بين ١١٤٦،١١٦١ م… ولكن يبدو ان للكاتب هاجس واهتمام محدد يشغله ؛ البحث عن الهوية بكل ماتعنيه …

    يصعب تصنيف بعض الأعمال الأدبية ، منها هذه العمل؛ التاريخ هنا ركن أساسى فى الرواية ،امراء وخلفاء ومؤامرات وخيانات وقتل واغتيال قد يكون من أقرب الناس …

    بعض الاحداث التى تقترب من السلطة تم تناولها من بعيد وبعضها اقترب منها الكاتب وبشدة لأنها تمثل خلفية رئيسية لأحوال المجتمع المصرى فى ذلك الوقت بكل فئاته وطبقاته ومذاهبه .

    كيف حافظ المصريون على مذهبهم السنى فى مقابل سيطرة الفاطميين بمذهبهم الشيعى ؟

    كيف كانت أحوال أقباط مصر فى ذلك الوقت وكيف تعايش المصريون مسلمون وأقباط ؟

    مابين مناطق مصر المختلفة تدور أحداث الرواية ؛ قوص ،الاسكندرية ،دير أبى حنس فى الصحراء ، الفسطاط، ومع شخصيات من عامة الشعب مع اختلاف ديانتهم ومذاهبهم وشخصيات اخرى من الطبقة الحاكمة وممن يقتربون منها نعيش حكاية انسانية بكل مراحلها من آمن وطمأنينة وخوف وتخفى وسجن وعقاب، وهروب للبحث عن هوية تاه اصحابها عنها…

    احداث الرواية شيقة والخلفية التاريخية لتلك الحقبة لم يُكتب عنها من قبل إلا القليل وإن كنت أعتقد انها كانت تحتاج لأن يفرد لها مساحة أكبر لتتضح الصورة للقارئ بصورة أكثر من ذلك …

    اللغة فصحى جميلة وبسيطة وبها بعض الالفاظ والعبارات التى تلائم لغة المصريين وخاصة الأقباط فى تلك الحقبة …

    السرد رائع كعهدى مع الكاتب فى رائعته اوراق شمعون ، رغم ان الرواية ٤٠٠ ص الا أنها سهلة سلسة فى قراءتها لا تشعر معها بالملل رغم بعض الاطالة فى بعض الاجزاء إلا أن سلاسة الحكى وجمال اللغة تجعل القراءة ممتعة .والموضوع نفسه شائك وشيق فى آن واحد...نجح الكاتب فى أن يكون محايداً فى طرحه وإثارته لموضوع إختلاف المذاهب وتعصب أصحابها...

    رواية تؤكد حرص د. أسامة على بذل الجهد الكبير للوصول الى أصل وحقيقة بعض الأحداث التاريخية لينجح في دمجها مع القصص الإنسانية التي ينسجها لتلائم تلك الفترة...

    بعض العبارات والاقتباسات التى لفتت نظرى فى الرواية :

    *أغلب الناس لا تسال فى أمور الدين وإنما فى أمور الدنيا ،ورغم أن عظته كانت فى الزهد وعدم التنعم ، ولكنه يعلم أن الزهد هو رفاهية القادر ، وقدر العاجز .

    * فقد كان يرى أن معاناة الناس فى العالم قدصنعها الولاة ، ورجال الدين على السواء .

    * اللعنة على المحب حين يُغضى عينيه على قذى الشوق ،فيعيش كفيفاً متخبطاً فى أوهامه .

    * قول الحق يُحرر الإنسان ،ويُحرر خيال الناس أيضاً ،فيصنعون الأمجاد لمن ينطق به حين تخرس الألسنة ،ولكنهم يصنعونها عادة بعد أن يصمت إلى الأبد !

    * كان رجلاً يعتقد مايقول ،ويقول مايعتقد، فكأنما ملك زمام أمره .

    * تعلم من أبيه قديماً أن ولاء الجندى يكون للدين والأرض وليس للمذهب .

    * وهل سُمى الشعر شعراً إلا لأنه فيض من الشعور ؟ اللسان لا يعجز عن النطق بما يشعر به القلب .

    * لن ينصلح حال هذه الأمة إلا إذا أدرك الولاة والخلفاء أن أهل مصر أولى بجيشها وبالدفاع عنها .

    * إن القلب يألف كل فقد ، إلا فقدان من أحبنا فخذلناه !

    * اليقين يأتى من الإدراك ، والإدراك متغير وليس ثابتاً ! فما أُدركه أنا غير ماتدركينه أنتِ ، فكيف يكون اليقين واحداً لا يحتمل الخطأ ؟

    * لماذا نبنى توقعاتنا على أسس من الرمال ،فإذا انهارت ، ألقينا باللوم على الآخرين ،ولم نلُم أنفسنا على أننا توقعنا لها الثبات .

    * لم تكن تعلم أن شعور التسامح قد ينسحق أمام شعور القهر والظلم ،كما أن التسامح المقرون بالضعف له مذاق مرير كالعلقم .

    * ففى أوقات المحن تهتز القيم أمام موجات اليأس ، ثم تأتى الأفعال الصالحة من البعض كطوق نجاة ليحمى تلك القيم من الغرق .

    * كل سجان هو سجين ، فكلاهما يحيا الظلام نفسه ، وكلاهما يتنفس العطن نفسه ،والأهم : أن كليهما يتحرك بإرادة غيره . ربما يزيد فى السجان شعور بالسلطة على السجين ، ولكنها سلطة وهمية ،سرعان ماتخبو نشوتها حين يكون السجين ضعيفاً ذليلاً ، لايثير لديه أى شعور بالتحدى .

    * وبذلك المقتبس الأخير من كتاب (إخوان الصفا ) الذى كان ينسخه يوسف -احد أبطال الرواية -أختم مراجعتى هذه :

    * "وأعلم أن أصحاب الجدل والمناظرات ومَن يطلب المنافسة فى الرياسة ، اخترعوا من أنفسهم فى الديانات والشرائع أشياء كثيرة لم يأتِ بها الأنبياء عليهم السلام ، وما أمروا بها ، ولكنهم ابتدعوها وقالوا للعوام من الناس :هذه سنة الرسل عليهم السلام وسيرتهم ،وحسٓنوا ذلك لأنفسهم حتى ظنوا أن ماقد ابتدعوه حقيقة ، وظنوا بسخافة عقولهم أن الله قد ترك أمر الشريعة وفرائض الديانة ناقصة حتى يحتاج هؤلاء إلى أن يبيِنوه بأرآئهم الفاسدة وقياساتهم الكاذبة واجتهادهم الباطل . واعلم أنه لا يصلح بين أهل الديانات ولا تُزيل من العداوات والأحقاد إلا المعرفة بالله الحق ، الذى يجمعهم على كلمة التقوى ، ويدعوهم إلى سبيل الخلاص والرشاد ".

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
1 2 3 4 5 6 ... 34